أزمة صامتة بين الداودي وبنكيران

رئيس الحكومة يقبر مشروع مراجعة معايير المجانية في الجامعة ويغلب كفة النقابة على رؤية وزير التعليم العالي أقبر رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مشروع أداء رسوم التسجيل في كليات الطب والهندسة من طرف أبناء الميسورين الذي طرحه لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي.وشددت مصادر حكومية على أن تصريح بنكيران في الجلسة الشهرية لمجلس النواب، جمد مشروع الداودي الذي شعر بالحرج بسبب هذا القرار المفاجئ، خاصة ان رئيس الحكومة انتقد تصريحات وزير التعليم العالي، بل وأرجع، في سابقة من نوعها، أمر التصريحات الرسمية للحكومة، إليه.وأفادت المصادر ذاتها أن أزمة صامتة تسود علاقة الداودي ببنكيران بسبب الطريقة التي اعتمدها رئيس الحكومة في انتقاد تصريحات وزيره، الذي لم يخف، لمقربين منه، امتعاضه من «موقف» بنكيران الذي أقبر مشروعه الرامي، برأيه، إلى إصلاح الجامعة المغربية، والذي كان ينوي اقتراحه على الحكومة، وإخضاعه لنقاش حقيقي مع كافة المتدخلين قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنه داخل الحكومة.وشددت المصادر ذاتها على أن ما أثار غضب وزير التعليم العالي أن رئيس الحكومة أيد، ضمنا، موقف النقابة الوطنية للتعليم العالي المقربة من الاتحاد الاشتراكي، مقابل «سحب البساط» من تحت قدمي وزيره، في تأكيده «ألا تراجع عن مجانية التعليم العالي»، رغم أن الداودي لم يكن يقصد في خرجاته الإعلامية، تؤكد المصادر ذاتها، ضرب مجانية التعليم العالي، بل فرض تكافؤ الفرص بين أبناء الفقراء والميسورين انطلاقا من اعتماد قاعدة الأداء التضامني لرسوم التسجيل حسب مستوى دخل الأسر، مع إعفاء أبناء الفقراء والطبقة المتوسطة، وحصر تطبيق هذه الإجراءات في كليات الطب والهندسة دون غيرها.وأضافت المصادر ذاتها أن بنكيران لم يطلب حتى الإطلاع على مشروع الداودي قبل الحكم عليه، خاصة أن وزير التعليم العالي تحدث، في أكثر من مناسبة، عن مشاكل الاكتظاظ في الجامعات والكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة في إحداث مقاعد جديدة في كليات الطب والهندسة مقارنة بباقي الكليات، وهو ما فرض ضرورة مراجعة طريقة تدبير المجانية في الجامعة، بعيدا عن الديماغوجية التي تتمسك بها نقابات وفرق في المعارضة حسب تعبير وزير التعليم العالي.وكان لحسن الداودي أكد لـ «الصباح»، في وقت سابق، أن قرار مراجعة المجانية في كليات الطب والهندسة لم يتخذ على مستوى الحكومة بعد، مشددا على أنه مجرد رؤية قطاعية تحتاج إلى قرار سياسي من رئيس الحكومة.وكان كلام زير التعليم العالي محط انتقاد العديد من الفعاليات التعليمية والحقوقية، التي رأت فيه تسرعا حكوميا في تدبير الحلول الناجعة لمواجهة الاكتظاظ في الجامعة، بالركوب على البدائل «السهلة» والمكلفة لشرائح اجتماعية واسعة من الطبقة الوسطى التي يتوجه أبناؤها، أساسا، إلى التعليم العالي، خاصة الطب والهندسة في ظل غياب معايير واقعية لتصنيف مداخيل الأسر وتوزيعها «طبقيا».ووعدت النقابة الوطنية للتعليم العالي، في بلاغ سابق لها، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بدخول جامعي ساخن، لمواجهة قرار إلغاء مجانية التعليم العالي، معلنة رفضها محاولات ضرب مجانية التعليم العالي، كما نددت بمسلسل خوصصة القطاع بفتحه أمام الاستثمار الأجنبي، وهو المشروع الثاني الذي أعده الداودي والذي يبدو أنه سيلقى مصير سابقه. رشيد باحة

أزمة صامتة بين الداودي وبنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

500 درهم رشوة توقع ممرضا بالبيضاء

حديث الصباح: هل ما زال التغيير ممكنا؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات