صناديق الاقتراع قالت كلمتها

أطالب باسم الأغلبية الصامتة بإلغاء الغرفة الثانية عبرت صناديق الاقتراع عن نفسها في 25 نونبر 2011، بعد حملة انتخابية حامية الوطيس. واستطاع حزب العدالة والتنمية أن يخرج منها، بشكل ديمقراطي، فائزا، وتمكن بعد سنوات من النضال أن يتذوق طعم فوزه. ويعتبر تشكيل حكومته من شؤون المطبخ الداخلي. بالمقابل، على المستوى الخارجي، فإن الأمر يتعلق بحكومة مغربية، ويقتضي الواجب الأسمى والحتمي على كل مواطن ديمقراطي أن يساند هذه الحكومة «المغربية»، التي أفرزتها صناديق الاقتراع، بالإضافة إلى ذلك. فلتترك الأحزاب السياسية، التي خلقت فراغا في الفضاء السياسي تمكن حزب العدالة والتنمية بذكاء من ملئه، تواصل حديثها في الصالونات والدوائر المغلقة. وسيواصل المواطن، بطبيعة الحال تمويلها، في حين أنها لا تكل من إعداد ترتيبات للتسابق نحو المناصب والحقائب لمزيد من استغلال المواطن المغربي.يتعين على المعارضة بالبرلمان أن تتوفر على قدر من الاستقامة، وذلك من خلال اعتماد مبادرات بناءة، بعيدا عن المزايدات الهدامة. فمنذ أسابيع تجرأ ممثلو بعض الأحزاب السياسية بالغرفة الثانية على مساءلة عبد الإله بنكيران حول أسباب فشله في محاربة البطالة، ومكافحة الرشوة.أسمح لنفسي أن أجيب شخصيا عن هذه التساؤلات بالقول إن الحكومة لم يمر على تنصيبها سوى 6 أشهر، وإذا استثنينا عطلة نهاية الأسبوع والعطل الإدارية والمهام بالخارج، فإن عمر الحكومة يصبح أقل، وهي المدة التي تكفي لبنكيران، فقط، ليتمكن من حصر حصيلة لجميع المشاكل الضارة والمؤدية التي خلفها واضعو هذه الأسئلة. فكأن ثلاثة أشهر كافية من أجل تغيير وجه العالم، والمغرب الذي عانى إلى حد الآن. ما ننساه هو أن كل هذه المشاكل الممثلة في صندوق المقاصة، والبطالة، وارتفاع كلفة المعيشة، والرشوة، تظل من الإرث الثقيل للأغلبيات السابقة. يتعين على رئيس الحكومة، بالمقابل، أن يبدأ بوضع قانون لإلزامية تطبيق القوانين، وقانون لمعاقبة اللاعقاب...يجب أن يتوفر لدى واضعي هذه الأسئلة قدر من الأمانة والجدية عندما يثيرون في تساؤلاتهم الرشوة والفساد في الإدارات العمومية، وأن يلتزموا الصمت لأنهم هم سبب كل هذه المشاكل. فكم أدوا من أجل الحصول على التزكية؟ وكم أنفقوا لشراء الأصوات؟أطرح سؤالا بدوري: لقد قررتم يوما أن تترشحوا في الانتخابات التشريعية أو الجماعية، وأنكم جميعا قدمتم وعودا وتصرحون بأنكم تدافعون عن الصالح العام تحت قبة البرلمان. أعلم أنكم غير قادرين على الإجابة عن هذه الأسئلة، وأن الشعب لا يجهل ذلك، ثقوا بي، لأنكم تعلمون بأنفسكم الظروف التي ولجتم من خلالها إلى المقاعد المثيرة بالبرلمان. في اعتقادي لا يحق لكم أن تقولوا:»نحن ممثلو الشعب»، فلترجعوا إلى هذا الشعب بأنفسكم، ليؤكد لكم أنه لا يعرفكم ولا تحظون لديه بأي مصداقية بل إنه يمقتكم. شخصيا، بصفتي مواطنا عاديا ومن منطلق قناعاتي الراسخة، أطالب، باسم الأغلبية الصامتة، بإلغاء الغرفة الثانية بالبرلمان، كما أطالب بالتوقف عن منح الأجور والتعويضات الهامة في الوقت الذي تتغيبون أو تأتون للنوم فوق الكراسي المثيرة تحت قبة البرلمان. وسأقدم مقترحات أخرى تهم مواطن المغرب العميق. هذا المواطن الذي لا تدرون عنه شيئا وتستغلونه وتجهلون الواقع المرير الذي يعيش فيه والمشاكل التي تواجهه وأبناءه.لكن الخوف غير موقعه، والحقيقة أصبحت واضحة وتحررت العبارة، إن هؤلاء المغاربة يقولون لكم بصوت عال: «نحن لا نؤمن بهذه الأحزاب الضالة، ولا نعترف سوى بالأحزاب الستين في القرآن وبسيدنا».على بنكيران أن يعلم أنني لا أنتمي لأي حزب، وأني مع خيار الشعب المغربي. إن بناء ديمقراطية مغربية تتماشى مع عصرها، يتطلب الشباب والنساء والرجال الأكفاء والمستعدين والنزهاء، المتحدرين من كل الأفاق، وذلك من أجل تشكيل أحزاب يكون هدفها الأوحد أن تخدم وليس أن يكون لها خدم. بقلم: محمد مجيد

صناديق الاقتراع قالت كلمتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تضارب في نسبة النمو بين لحليمي والبركة

الحكومة تعلن خطة "الإنقاذ" لتقليص تداعيات الأزمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

تضارب في نسبة النمو بين لحليمي والبركة