السعادة والراحة… مياه ملوثة تعج بالمصطافين

سكان أحياء الحي المحمدي وعين السبع وسيدي مومن بالبيضاء: إنها ملوثة لكن أين البديل؟ «هذا الوضع كارثي.. إنهم يستحمون في مياه يعلمون أنها ملوثة»... يعلق أحد رجال الوقاية المدنية (ميترناجور) بشاطئ السعادة بساحل عين السبع. "السباح المنقذ" لا يجادل في أن هؤلاء الذين يعج بهم هذا الشاطئ يغامرون بتعريض أنفسهم لأمراض جلدية أو تنفسية جراء الاستجمام المتكرر في مياهه التي صنفها التقرير السنوي لمراقبة جودة مياه الشواطئ، الذي تعده وزارة التجهيز والنقل ومديرية الماء والبيئة التابعة لوزارة الطاقة والمعادن، على أنها ملوثة، ولا تصلح للاستحمام. محج أبناء الأحياء الشعبية لكن هذا لا يمنعه من أن يتساءل باستنكار عن البديل الذي يمكن أن يلجأ إليه سكان عين السبع والحي المحمدي والبرنوصي وسيدي مومن، وزرابة، وكاريان سنطرال، وكاريان الحجر، وبورنازيل، وزناتة... سؤال لا يملك هذا السباح المنقذ، الذي تحدث إلى "الصباح" رافضا كشف هويته، له جوابا. ثم يضيف معلقا على مشهد عشرات الواقيات من الشمس المنتشرة على شاطئي السعادة والراحة والمئات من المصطافين من كلا الجنسين وكل الأعمار، "إنه المتنفس الوحيد لهؤلاء في هذه الفترة من العام التي يشتد فيها الحر". محج أبناء الأحياء الشعبية ما أن تطأ قدماك رمال شاطئ السعادة، البيضاء والممزوجة ببقايا الأزبال الصلبة والعضوية، حتى يتراءى لك مشهد مئات من المصطافين، أغلبيتهم أطفال وشباب، بعضهم يلعب فوق الرمال، التي يتعايش حصاها مع قطع زجاج خضراء لا يشعر بها المرء إلا بعد أن تكون خطت جرحا غائرا في موضع ما من جسده، وآخرون يطاردون كرة قدم، وفئة تتقاذف كرة مضرب، ونسوة مستلقيات على ظهورهن فوق الرمال الساخنة وتحت أشعة شمس حارقة لم تقو الرياح المنبعثة من البحر على تخفيف حدتها ... "فين غادين نمشيو؟" أيوب وأنس وياسر وعبد الجليل... نماذج لأطفال التقتهم "الصباح" بشاطئ السعادة، كلهم يقولون بصوت واحد "نعم إنه شاطئ ملوث، ونحن نستحم فيه... لم نصب بأي مكروه لحد الساعة"... "أيه راه موسخ والما ديالو خانز ولكن فين غادين نمشيو؟"، يتساءل أيوب ببراءة طفولية، وغير بعيد عنه وعن أقرانه كانت والدته تقتعد قطعة قماش مفروشة فوق الرمال البيضاء وتحتمي من شدة الحرارة بواق من الشمس. تتدخل والدته لتقول "وديرو لينا لا بيسين قريب ورخيص" معتقدة أن صحافي الصباح ومصورها من موظفي المقاطعة أو العمالة يجريان بحثا قبل الشروع في إصلاح الشاطئ الملوث، عندما نفصح لها عن هويتنا تستغرب ثم تقول، مجيبة عن سؤال حول عدم خشيتها من أن تسبب مياه الشاطئ الملوثة أمراضا لها ولأبنائها، "إيوا حنا ولفناه، وزايدون ماعندنا مانديرو... هذا هو البحر اللي قريب لينا"...وجهة النظر "الانتحارية" هذه يتقاسمها كذلك شباب التقيناهم بالشاطئ متحلقين حول مائدة، وكانوا انتهوا لتوهم من تناول طبق كسكس (كان يوم جمعة) ويتبادلون فيما بينهم أكوابا زجاجية بها مشروب غازي. عبد المنعم، عمره 18 عاما، يقول إنه يعرف أن الشاطئ ملوث "لكن لم يحدث لي أي شيء، رغم أنني اعتدت الاستجمام فيه كل سنة تقريبا". هذا الشاب، الذي اختار شاطئي السعادة والراحة هربا من الحر، لم يصب بأي شيء جراء الاستجمام في مياه ملوثة، لكن من يمعن النظر إليه سيجد أن وجهه وعنقه وساقيه بدأت تظهر عليها بقع بيضاء متقشرة "غير غادي يسالي الصيف وحيدو"، يقول عبد المنعم معلقا غير آبه بالأمر، لكن ذلك لم يمنعه من التساؤل عن سبب استثناء هذا الشاطئ من حملات التنظيف، فيما انبرى أحد أصدقائه للتساؤل عن عدم غمر قناتي صرف صحي تحيطان بشاطئي النحلة والسعادة من الشمال والجنوب في عمق يحول دون تسرب المياه العادمة الملوثة إلى المياه التي من المفروض أن يستجموا فيها. محمد أرحمني

السعادة والراحة… مياه ملوثة تعج بالمصطافين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مناورات بحرية عسكرية بين المغرب وفرنسا

نهائي كأس العرش للكرة الحديدية بابن سليمان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات