إطلاق الرصاص وسرقة السلاح والأصفاد بالجهة الشرقية

رجال الأمن بوجدة اضطروا إلى إطلاق النار ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية على جدار مكتب رئيس المنطقة الأمنية بوجدة، كانت تنتصب قبل أربع أو خمس سنوات لوحة مفصلة ومدققة لكل النقط السوداء الثماني عشرة التي يعتبر المسؤولون الأمنيون بوجدة أنها يجب أن تحظى بالأولوية، في تسيير الدوريات على مدار اليوم . والآن تضاعف هذا العدد إلى أكثر من خمسين نقطة بمدينة وجدة وحدها، دون الحديث عن النقط التي يعدها الدرك الملكي من أخطر مناطق الجهة لارتباطاتها الأساسية بعصابات التهريب، والتي تجعل من بعض الدواوير شبه قلعة محصنة، وهي عموما المناطق الحدودية، خصوصا نقط التماس مع الجارة الجزائر، ولم تعد الدوائر الأمنية المتزايدة كافية للقيام بكل الأدوار المنوطة بها في الحد من الجريمة، وفي ردع فصائل جديدة من المجرمين تسلحوا بكل وسائل الانحراف، بدءا بوسائل الإجرام وانتهاء بالمناعة التي توفرها المخدرات والحبوب المهلوسة، وتجاوز دهشة الاعتقال الأول وغيرها... مما يضع على عاتق رجال الأمن والدرك مسؤوليات جديدة في توفير الحماية تضطرهم أحيانا إلى استعمال السلاح الناري.وخلال السنوات الخمس الماضية اضطر رجال الأمن بوجدة إلى إطلاق النار ثلاث مرات داخل مدينة وجدة، أدت كلها إلى وفاة أشخاص وصفوا بالخطرين على الأمن العام والشارع العمومي، واشتركت الحالات الثلاث في عدة نقط تشابه، من بينها الحالة غير الطبيعية التي كان عليها المتوفون قبل مقتلهم وكذا حملهم لأسلحة بيضاء، سيوف في العادة، كما أنهم هاجموا رجال الأمن ووضعوهم في موقع تهديد حقيقي وخطير، وبالطبع فالتعليمات الرئاسية والنصوص القانونية واضحة في حالة الدفاع عن النفس، أو الدفاع عن مواطن تتعرض حياته لخطر جدي قد يودي بحياته، خصوصا أن الجناة أصبحوا يمارسون أعمالهم الإجرامية كاعتراض السبيل أو السرقة بالقوة أو الاعتداء الجسدي وهم في حالة سكر بين أو حالة تخدير أو بحوزتهم كلاب شرسة أو سيوف أو غازات مسيلة للدموع، أو غيرها من أدوات الإجرام التي خلقت شكلا جديدا من أشكال التسلح لدى الجناة، مما حتم في حالات متعددة إظهار رجل الأمن لاستعداده لاستعمال سلاحه الناري للتدخل ووضع حد للجرم، او الوقاية من تطوره إلى ما هو أفظع.ومازال الشارع الوجدي يتذكر الحادث المأساوي الذي وقع على طريق الحدود المغربية الجزائرية بتاريخ 22سبتمبر من السنة الماضية، عندما أخبرت مصالح الأمن بوجدة بوجود شخص من ذوي السوابق العدلية في حالة هيجان خطير ومسلح بسيف، وهو يحاول اقتحام قاعة مخصصة للحفلات كانت تحتضن عرسا عائليا، محاولا منع كل الضيوف من الدخول بل ومهاجمة بعضهم، ورغم محاولات حراس القاعة المنتمين إلى شركة حراسة، و بعد تدخل متواصل لرجال الأمن في محاولة ثنيه عن قصده بل ومحاولة تهدئته توجه لسيارة الدورية وكسر زجاجها الجانبي و اضطر معه الضابط المكلف بالتدخل إلى إطلاق طلقة تحذيرية ، لكنها لم تردع المعتدي الذي بادر بعدها إلى مهاجمة الضابط الذي أطلق التحذير مما وجد معه نفسه مجبرا على إطلاق رصاصة أصابت المهاجم في مقتل، وهذه هي رواية الشرطة، والتي أكدها شهود عيان حضروا الواقعة في حينها و التقتهم« الصباح » خلال هذا التحقيق، وقد سبق للقتيل أن أدين بعدة عقوبات سجنية تتجاوز في مجموعها تسع سنوات . إضافة إلى أنه كان موضوع ثماني مذكرات بحث من أجل تهريب المخدرات والأقراص الطبية المخدرة، علما أن مكان الحادثة لا يبعد عن الحدود المغربية الجزائرية بأكثر من أربع كيلوميترات.وبالطريقة نفسها تقريبا قبل حوالي أربع سنوات، كان الشارع الوجدي اهتز لحادث مماثل جرى في إحدى أكثر النقط السوداء حلكة بالمدينة آنذاك، في المنطقة المجاورة لحديقة الأميرة عائشة، عندما فوجئ رجل شرطة بفتاة تستغيث من اعتداء مجرم وضع سكينا من الحجم الكبير على عنقها، بعد أن حاول بكل جهده اقتلاع سلسلة ذهبية من عنقها، ساعدته في ذلك بنيته الجسمانية القوية وهو في حالة تخدير متقدمة، وبعد محاولات متكررة لرجل الأمن قصد تهدئة الجاني ودفعه إلى إطلاق الضحية المحتجزة بين يديه، قام بفعل مفاجئ للجميع عندما هوى بسيفه على رجل الأمن وهم بضربه في العنق بشكل سريع تلافاه الشرطي بخفة، ليعاود المجرم فعله مما اضطر الشرطي إلى إطلاق رصاصة، أجمع شهود عيان ومحضر الأمن في وصفها بالرصاصة التي أنقذت حياة الفتاة ورجل الأمن معا، وكان الحادث قد تصادف مع وجود مسؤولين مركزيين في زيارة لولاية الآمن بوجدة، من بينهم مدير الشرطة القضائية بالإدارة العامة للأمن الوطني الذين تتبعوا الجزء الأول من شريط أحداث الواقعة. ومايزال المواطنون بوجدة يتذكرون حادثة مماثلة وقعت قبل سنتين تقريبا عندما تعرضت دورية مكونة من شرطة وقوات مساعدة، في منطقة وصفت ولاتزال بالخطيرة، وهي المدينة القديمة، وبالضبط في محيط يرتع يتجار المخدرات وبيوت الدعارة، والمكان المفضل لاختباء المبحوث عنهم المدججين بالأسلحة البيضاء والكلاب الشرسة، إذ كانت الضحية المهددة في هذه الواقعة رجل القوات المساعدة الذي كاد أن يفقد حياته لولا التدخل المسلح لرجل الأمن في اللحظة المناسبة حسب تفسير محاضر الأمن التي أنجزت بعد الحدث.وشهدت وجدة يوم الجمعة 4 ماي2007 انتحار رجل شرطة، ذكرت مصادر أمنية أن الأمر يتعلق بمقدم شرطة، أقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه من مسدس الخدمة، مشيرة إلى أن المعني كان يعمل بولاية أمن الرباط، وتغيب عن عمله دون إشعار منذ 17 مارس 2007، وكان يعاني مشاكل شخصية.وأوضحت المصادر ذاتها أن وفاة رجل الأمن، ترجع إلى أربعة أيام قبل اكتشاف جثته، مبرزة أن الإبلاغ عنها كان من قبل صاحبة البيت الذي لجأ إليه، بعد تغيبه عن العمل واختفائه عن الأنظار. وأعلن المصدر الأمني نفسه آنذاك، أن رسالة عثر عليها بمكان الحادث، “تشير إلى أن المعني بالأمر، الذي تحدث عن صعوبات شخصية، عبر عن أسفه العميق بشأن الانتحار، الذي أقدم عليه، وطلب المعذرة من هيأة الأمن الوطني». محمد المرابطي (وجدة)

إطلاق الرصاص وسرقة السلاح والأصفاد بالجهة الشرقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخبرة تنسب مولودة غير شرعية إلى إمام بوزان

تفكيك عصابة مغربية لتهريب الحشيش إلى إيطاليا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات