مراهقات مدمنات مخدرات وجنس ولهو

أسر تعول على التقاليد لحماية بناتها من شبكات الدعارة والجنس والمخدرات مراهقات الأمس القريب كن يتقن إلى الليل ليلذن بالوسادة، ويكشفن لها عن أسرار يوم حابل بالعقد، حيرة بسبب حب مستحيل أو غضب بسبب توق إلى لباس تصادر التقاليد حق ارتدائه، أو خوف نتيجة انقطاع مفاجئ عن التعليم بسبب مشروع زواج تحمله العائلة للمراهقة، أو اكتئاب بسبب تحرش جنسي تعجز عن رده، أو سمنة أو نحافة زائدة عن اللزوم أو عدم الثقة في النفس، أو حتى تحكم الإخوة الذكور في الأخوات الإناث، وغيرها من المشاكل التي كانت بنات الأمس يعجزن عن تدربها خاصة في غياب اهتمام الأسرة بمشاعر المراهقة وهمومها الحقيقية، عوض التركيز على كل ما هو جنسي محض بطريقة تزيد المراهقة عقدا نفسية. حرب التقاليدمراهقات اليوم، وإن كن يواجهن حرب التقاليد نفسها، فإنهن لا يستسلمن. يكسرن قيود حظر التقاليد بطريقتهن الخاصة، وبعضهن تكون اختياراتهن مسؤولة، لكن البعض الآخر يقعن في الانحراف، خاصة مع غياب مراقبة الأهل. مراهقات اليوم لسن بحاجة إلى وسادة، بل يتقن أكثر إلى الحواسيب والنوادي والملاهي الليلية والنهارية، ولأن الأسر ترفض هذه السلوكات بناء على ثابت "حشومة"، فإن هؤلاء الفتيات يضطررن إلى كسر حصار "الحشومة" بطريقتهن الخاصة، وبعيدا عن أعين ومراقبة الأسر، ما يسهل معه الوقوع في أيادي شبكات الدعارة والمخدرات. مونية، مراهقة في السادسة عشرة من العمر، تناولت أول سيجارة لها في الرابعة عشرة، "في الإعدادية كانت الفتيات يدخن في المراحيض وبمحاذاة السور الخلفي للمؤسسة، في البداية كنا ندخن سجائر عادية، لكن بعد ذلك انتقلنا إلى المخدرات"، تقول مونية، قبل أن تتدخل والدتها، "المشكل ليس في تدخين السجائر، فهذه ظاهرة المراهقين اليوم، حتى أن هناك حملات رسمية لمحاربة التدخين في أوساط التلاميذ، لكن المشكلة أن ابنتي أصبحت مبتلاة بالأقراص المهلوسة، وقبل شهرين تناولت بعضها ونامت يومين متتاليين، وخفت أن أنقلها إلى المستشفى مخافة أن يتصلوا بالشرطة". مونية من جهتها تعتبر الأمر "بلية"، لكن "لا أعرف كيف وصلت إلى هذا الحد، المشكل أني لا أستطيع التوقف". والدة مونية منظفة بشركات، "أقضي يومي كله في العمل، وكنت أعتقد أن مونية "غادي تكبر وتعاوني، تشد خوتها في الدار وتساعدني في الأشغال، لكن ها هي لا قراية لا مساعدة في البيت". تضطر أم مونية إلى طلب مساعدة الجيران ليس للاعتناء بالصغار، بل للاطمئنان على البنت الكبرى، "فهي الآن تقلقني أكثر من إخوتها الصغار، حتى أنني لا أعرف كيف تحصل على المال لتقتني حاجياتها من المخدرات والأقراص المهلوسة؟ أخذتها إلى الطبيب مختص في أمراض النساء، وقال إنها عذراء، فقد تبادر إلى ذهني أنه يمكن أن يجرها أبناء الحرام إلى الدعارة، لكن الطبيب أكد أنها عذراء، وأنها لم تتعرض للاغتصاب أو غيره". لا يفاجئ سؤال المال مونية، بل ترد بعفوية "صحاباتي، وصحابي حتى هما، شي تيعطي لشي، ماشي مشكل الفلوس، اللي عندو يدبر على الآخر". العنف وسيلة من الوسائل التي لجأت إليها أم مونية لتقويم سلوكاتها "لكن لم ينفع ذلك، فأنا مررت بتجربة المراهقة وأعرف هموم المراهقات، لكني الآن أرى تجربة مختلفة تماما، ليس هناك تقاطع حتى بين ما تمر به ابنتي وما مررت به أنا، ربيتها أحسن تربية، ولكن ما أن انتقلت إلى الإعدادي حتى تغيرت بشكل كلي، وما عادت تفرق بين الصواب والخطأ"، تقول الأم قبل أن تتدارك، "لا تؤذي ابنتي أي أحد و"داخلة وسوق راسها، كاع الجيران تيقولوا الله يعمرها دار"، ولكن المشكلة في إدمانها على المخدرات، أحيانا يحملونها إلي وهي في حالة إغماء، وأحيانا لا يجدون أحدا في البيت لأنني أعمل طيلة النهار، وحين أرجع أجد أنها ملقاة وقيؤها في كل مكان".تلقت مونية تهديدات بالقتل إذا ابلغت والدتها عن المروج الرئيسي للمخدرات في محيط إعداديتها، "ضغطت عليها وكنت أريد أن أقدم شكاية بمساعدة أحد مستخدمي الشركة التي أعمل فيها، إذ بعد أن علم بمشاكلي مع ابنتي عرض علي المساعدة، خاصة أن جميع المستخدمين يتعاطفون معي نتيجة طلاقي وتحملي نفقة أبنائي وعملي منظفة، أي أن كل ظروفي لا تحتمل مشكلا بهذا الحجم، لكن ما أن أجبرتها على التكلم حتى قالت إنه سيقتلها، وأنه هدد جميع زملائها وزميلاتها من زبنائه بذلك والانتقام منهم في حال أبلغوا الشرطة عن اسمه، لذلك تراجعت وفضلت أن أبحث عن وسيلة أخرى لمساعدة ابنتي".تحرك مونية رأسها دلالة الموافقة، "أجل هددنا بالقتل، فحتى عندما لا نطلب "المراون" يحضرها لنا ويعرف الكمية التي يحتاجها كل واحد منا". إدمان المخدرات ليس مشكلا أو ظاهرة مرتبطة ببنات اليوم فقط، لكنه أخذ منحى أكثر خطورة، فإن كانت بنات الأمس أيضا تورطن في هذه "البلية"، فإنهن فعلن ذلك في سن متقدمة، وكانت دوامة الإدمان تستهدف الذكور أكثر، قبل أن تجر إلى أعماقها الإناث في سن المراهقة بشكل خاص وتستهدفهن عن سبق إصرار وترصد. النكنولوجيا في الخدمةعالم التكنولوجيا "بلية" أخرى لا تستفيد منها مراهقات اليوم بالشكل الإيجابي فحسب، بل يتهافت بعضهن على الحواسيب ونوادي الأنترنيت للدخول في دردشات تجرهن إلى الاستغلال الجنسي رأسا، وهو ما تحكيه مليكة التي ضبطت ابنتيها وهما تعرضان جسديهما الصغيرين أمام كاميرا الحاسوب، "لديهما غرفة مشتركة مع شقيقهما الأصغر، لم أحرمهما من الانترنيت أبدا، خاصة أنهما كانتا تطلبان الذهاب باستمرار إلى نادي الانترنيت لإجراء بحوث يطلبها الأساتذة، لذلك اضطررت إلى اللجوء إلى البنك لاقتناء حاسوب، إضافة إلى التعبئة اليومية"، تقول مليكة وتضيف المرأة بما يشبه الصدمة، "لم أتوقع منهما ذلك، ربيتهما تربية حسنة، وفتحت لهما المجال لتعلم ما لم تسمح لي الظروف بتعلمه، لكنهما سرعان ما سقطتا في الانحراف لولا تدخلي السريع". وتحكي مليكة أن ابنها الأصغر كان يهدد شقيقتيه بفضحهما إذا لم تقتنيا له علكا، "لاحظت أنه يتستر عليهما ويطلب منهما باستمرار العلك، قبل أن أنتبه إلى أنه ضبطهما مرارا تتعريان أمام الحاسوب، لذلك ترصدتهما وضبطتهما بالفعل بعد أسبوع من المراقبة، لذلك عاقبتهما وحرمتهما من الحاسوب، وضعته في مكان حيث يمكن للجميع رؤيته، والتعبئة مرة في الأسبوع أو مرتين للبحوث فقط، كما أني من وضع كلمة السر لفتحه، لا يمكنهما فتحه في غيابي، كما حرمتهما من زيارة نادي الانترنيت". ضحى زين الدين

مراهقات مدمنات مخدرات وجنس ولهو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: على الأسر وضع حدود لحرية القاصرات

انتحار أم لطفلين بالعونات بسبب العنف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات