امتحانات الباكلوريا… مراقبة مشددة وغش بأساليب تقليدية

الوزارة "حرمت" استخدام التكنولوجيا الحديثة فعاد التلاميذ إلى "الحروز" و"الحجابات" أبدت وزارة التربية الوطنية نوعا من الصرامة وحاسمة هذا العام في امتحانات الباكلوريا، إذ أصدرت قرارا وزاريا في الجريدة الرسمية يمنع إدخال الأدوات التكنولوجية مراكز امتحانات الباكلوريا برسم الموسم 2011-2012. كما جندت جيشا عرمرما من الأساتذة للحراسة والمراقبة. وتوعدت المخادعين والغشاشين بالزجر والعقاب استنادا إلى أحكام ظهير شريف... «كان الزيار بالمعقول»، تقول غزلان أحيزون ، تلميذة بالسنة الثانية باكلوريا، قبل أن تضيف «ثلاثة أساتذة تكلفوا بحراستنا. لقد نبهوا التلاميذ، قبل توزيع أوراق الاختبارات، إلى ضرورة وضع الهواتف المحولة في المحفظة المدرسية أو الحقيبة ووضع هذه الأخيرة بعيدا عن مكان جلوس التلميذ». وتشرح غزلان، التي تتابع دراستها في شعبة علوم الحياة والأرض بثانوية مولاي ادريس الأول بالبيضاء، التعليمات الواردة في القرار الوزاري تم تطبيقها بحذافيرها، إذ لم يجرؤ أحد من التلاميذ، وفقا لما عاينت في القاعة التي أجرت بها اختبار مادة الفيزياء والكيمياء صباح أمس (الثلاثاء)، على استخدام هاتفه المحمول. لم يجرؤ التلاميذ على استخدام التكنولوجيا الحديثة للغش والخداع، كما تسميه وزارة التربية في قرارها، أو «النقلة» في أعراف التلاميذ، لكنهم استعاضوا عن ذلك بالعودة إلى الأصل. فهذه التلميذة كشفت، في دردشة مع «الصباح» عقب مغادرتها لقاعة الامتحانات بعد ساعتين ونصف من أصل المدة المخصصة لمادة الفيزياء والكيمياء، ضبط تلميذ متلبسا بالغش «باستعمال الحروزا»، وكيف تصرف معه الأساتذة الحارسون؟ «لم يفعلوا معه شيئا. لقد اكتفوا بنهره وسحب الأوراق صغيرة الحجم التي كانت بحوزته وحذروه من مغبة ارتكاب هذه الفعلة مرة ثانية». على البوابة الكبيرة لثانوية مولاي ادريس الأول، تم تعليق لافتة متوسطة الحجم كتب عليها بخطوط بارزة ذات ألوان سوداء وحمراء «يمنع منعا كليا إدخال الهاتف النقال أو الحاسوب المحمول أو لوحة إلكترونية إلى فضاء المركز». كما جاء في القرار الوزاري الصادر في الجريدة الرسمية عدد 6053 بتاريخ 4 يونيو الجاري، وإلى جانب التعابير الناهية رسم لجهازي هاتف محمول وحاسوب وعليهما خطان أحمران متقاطعان. إجراءات المراقبة المشددة أكدتها مجموعة من التلاميذ الذين التقتهم «الصباح» خلال جولتها صباح أمس. ففكري هشام وقاضي إدريسي، وكلاهما يجتازان هذا العام امتحانات الباكلوريا في شعبة علوم الحياة والأرض، يؤكدان أن إجراءات الحراسة «كانت مشددة للغاية»، إذ حرس القسم الذي اجتازا به اختبار مادة الفيزياء والكيمياء هذا الصباح ثلاثة أساتذة. ثلاثة أساتذة لعشرين تلميذا في كل قاعة، إنها الصرامة والتشدد الذي تطمح الوزارة من ورائه إلى «توفير الأجواء الملائمة لتمكين المترشحات والمترشحين من اجتياز مختلف الاستحقاقات التربوية لهذه السنة في أحسن الظروف وبفرص أكبر للنجاح»، كما جاء في نص البلاغ الذي وزعته الوزارة على وسائل الإعلام. البلاغ ذاته أنذر وتوعد بشديد العقاب والضرب على يد كل من تسول له نفسه الخداع والغش في اختبارات الباكلوريا، وجاء فيه أنه «بهدف تعزيز مصداقية شهادة الباكلوريا والنتائج المترتبة عنها، وصونا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمرشحين، عملت الوزارة على إصدار القرار الوزاري رقم 2111.12 بتاريخ 31 ماي 2012 في شأن تعزيز آليات ضبط كيفيات إجراء امتحانات شهادة الباكلوريا، الذي يمنع عليهم، وبشكل قطعي، إحضار الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول بكل أشكاله أو اللوحة الإلكترونية (iphone, ipod, ipad…) وكل ما يرتبط بها من معدات، أو أي وسيلة أخرى من وسائل الخداع والغش، سواء داخل فضاء مركز الامتحان أو قاعات إجراء الاختبارات». وكانت الوزارة واضحة عندما أشارت إلى «تنصيص هذا القرار على تفعيل أحكام الظهير الشريف رقم 1.58.060 الصادر بتاريخ 25 يونيو 1958 في شأن زجر الغش والخداع في المباريات العمومية، في حق كل مترشحة أو مترشح ضبطت بحوزته وسائل الغش والخداع المذكورة». ما لا تعلمه، ربما، وزارة التربية الوطنية هو أن الغش والخداع صارا ثقافة وسلوكا متجذرين في أوساط التلاميذ. فأمام ثانوية مولاي إدريس الأول، عاينت «الصباح» مجموعة من التلاميذ يتطلعون إلى قطع أوراق صغيرة بعضها مكتوب بخط اليد والبعض الآخر منسوخ بحجم مصغر جدا. التلاميذ، وأيضا التلميذات، كانوا يتبادلون التحديق في هذه «الحروز»، وهم يضحكون غير محرجين مما تسميه وزارة التربية غشا وخداعا، «المهم نشدو داك الباك والسلام»، يقول أحد التلاميذ، معلقا على الموقف...

امتحانات الباكلوريا… مراقبة مشددة وغش بأساليب تقليدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرميد يثير غضب قضاة النادي

الشباب محبط لأن الدولة تعاني الإحباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات