عباس الفاسي يعتزل السياسة بعد المؤتمر

الاستقلاليون يجيبون على أسئلة حارقة في مؤتمرهم الوطني لتجنب التشرذم قرر عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، اعتزال العمل السياسي والخلود إلى الراحة مباشرة بعد انتخاب خلف له خلال محطة المؤتمر الوطني السادس، المقرر عقده في صيف السنة الجارية، مؤكدا لمقربين منه، أنه سيعتكف على كتابة مذكراته، وتدوين تجربته الحكومية وبالأمانة العامة للحزب. وعلمت "الصباح" من مصدر مطلع في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المقبل للحزب، التي يرأسها توفيق حجيرة، عضو اللجنة التنفيذية ، أن أغلب أعضائها، يدافعون عن خيار تأجيل المؤتمر إلى ما بعد إجراء الاستحقاقات المتبقية، والإبقاء على عباس الفاسي، أمينا عاما إلى غاية انتخاب أمين عام جديد للحزب، بيد أن هذا الطرح يجد معارضة شديدة من طرف الأغلبية في اللجنة التنفيذية للحزب، وباقي المسؤولين الإقليميين. وقال مصدر استقلالي إن "الحزب يعيش على إيقاع سباق قوي حول منصب الأمانة العامة، إذ يأتي في سياق "تدافع تنظيمي"، وقد فاقمت مشاركة الحزب في ثلاث حكومات متتالية هذه التدافعات، كما أن مشاركته في الحكومة الحالية كشف منطق الفردانية الذي يعصف بكيان كانت الوحدة والاصطفاف وراء خيار الجماعة مصدر قوته، رغم محاولات حميد شباط إطفاء نار الخلافات". ومع تصاعد ضغط تيار سعى على مدار العشرين سنة الماضية إلى التحكم في مفاصل الحزب، وما رافق ذلك من تفش للانتهازية واعتماد الإقصاء الممنهج سلاحا فتاكا في وجه الأصوات التي ترتفع بين الفينة والأخرى في وجه هذا التيار، يقول رواد الحركة التصحيحية داخل حزب "الميزان"، فإن نقل هذا النقاش من المجالس المغلقة إلى رحاب مؤسسات الحزب أضحى ضرورة حتمية لإنقاذ هوية الحزب وتماسكه. وبالنظر إلى التطورات الأخيرة التي رافقت تشكيل الحكومة، فإن الأغلبية الصامتة التي تتأهب للتعبير عن ذاتها في هذه المحطة، تدرك أكثر من أي وقت مضى أن حزب الاستقلال على أعتاب مرحلة مفصلية، وموعد لا يمكن تفويته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما تحالفت الحسابات السياسية، والتوافقات المصلحية، والترتيبات التنظيمية، جميعها في وجه إيقاف النزيف المستشري بدءا من محطة الانتخابات الجماعية. وبالقدر الذي دفع فيه طيف من الاستقلاليين ثمن التواطؤ المصلحي بين مكونات لا رابط بينها باستثناء تحقيق مكاسب آنية، على حد قول المصدر نفسه، فإن الطيف الواسع من مناضلي الحزب يعتبرون محطة المؤتمر الوطني مناسبة لتقديم الحساب ومساءلة الجميع· ويقول مصدر استقلالي إن النضال يقتضي في محطاته الطويلة أن يلتفت الحزب إلى أبنائه من منطق العرفان والمكافأة، إذ أن ثمة مناضلين حكم عليهم لعب دور الكومبارس لأكثر من أربعين سنة، في حين تسلق آخرون أكتافهم وسرقوا نضالات غيرهم، واستهلكوا رصيد الحزب أكثر من غيرهم. وأوضح المصدر ذاته "نعم هناك اليوم حاجة، بل ضرورة، لمساءلة كل من أساء إلى الحزب وأضر بصورته وموقعه، مع القطع مع الانتقائية في إخضاع محطات للنقاش مع القفز على أخرى، وهو ما لا يستقيم مع قاعدة التراكم المفضي بالضرورة إلى تسلسل النتائج، وترابط الأسباب. ومهما كان الموقف من التقاطعات، فإن العديد من الحقائق تستعيد أهميتها على سلم أولويات الحزب وتوجهه المستقبلي الذي يتحدد بالضرورة بالانطلاق إلى المستقبل على ضوء نقد ذاتي موضوعي ومساءلة الجميع، قبل التوجه إلى محطة المؤتمر الوطني السادس عشر، الذي يراهن على فرز قيادة جديدة، قادرة على تقديم إجابات واضحة في العديد من القضايا، بدل الاختفاء وراء أشياء لم يعد يقبلها حتى السياسي المبتدئ. عبدالله الكوزي

عباس الفاسي يعتزل السياسة بعد المؤتمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هجوم على تاجر ذهب بقيسارية الحفاري بالبيضاء

بناءات عشوائية جديدة بالمدينة القديمة بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات