تافيلالت تحتضن ملتقى سجلماسة لفن الملحون

فعاليات الدورة الثانية تنطلق اليوم وتحمل اسم سيدي قدور العلمي تنظم وزارة الثقافة وعمالة إقليم الرشيدية، بتعاون مع ولاية جهة مكناس/تافيلالت، وبتنسيق مع المجالس البلدية لمدن الرشيدية ومولاي علي الشريف وأرفود، فعاليات الدورة الثامنة عشرة لملتقى سجلماسة لفن الملحون، التي تحمل هذه السنة اسم سيدي قدور العلمي، اعتبارا لأن هذا العلم يعد أحد أشياخ الملحون وأشهرهم، وفيلسوف الزجالين بلا منازع، إذ نظم في مختلف الأغراض الشعرية وبرز في التوسل والحكمة والموعظة. ولعله من أكثر شعراء الملحون الذين حفظت قصائدهم من الضياع بسبب كثرة إنشادها وتدوينها، لما له من مكانة في النفوس باعتبار ولايته . وتشارك في هذه الدورة، التي تنطلق فعالياتها اليوم (الجمعة) وتستمر ثلاثة أيام، مجموعة من المنتخبات والأجواق التي تضم في صفوفها أجود العازفين والمنشدين والمنشدات، يمثلون مختلف أقاليم وجهات المملكة. ويحفل برنامج هذا الملتقى، الذي تتوزع فقراته على ثلاثة فضاءات هي «قاعة فندق العاطي» بالرشيدية ودار الثقافة «تافيلالت» بأرفود و»مركز البحوث والدراسات العلوية» بالريصاني، بالعديد من الأنشطة، حيث سيتم إحياء ثلاث أمسيات فنية كبرى، فضلا عن تنظيم مسابقة في العزف والإنشاد للأطفال أقل من 16 سنة، ومعرض خاص بصور ومؤلفات رواد وشيوخ الملحون. إلى ذلك، ستتميز نسخة 2012 بتكريم شخصيتين ملحونيتين، في شخص الكاتب والشاعر الفذ مولاي مصطفى عبد السميع العلوي، مؤسس جمعية سجلماسة لفن الملحون، و صاحب ديواني "نفحات ملحونية" و"بديع التراث"، والشيخ ميلود بلهاشمي، الذي يعد من كبار شيوخ فن الملحون على مستويات الإنشاد والنظم والتخزين، وأحد المهتمين بإنشاد نوادر قصائد الملحون، ومن المؤسسين الأوائل للبنة جمعية قصبة هدراش لهواة الملحون والأدب الشعبي بمكناس، التي كان ترأس جوقها خلال الدورة السابقة للملتقى. ويعتبر ملتقى سجلماسة لفن الملحون، مناسبة للتعريف بالموروث التراثي والثقافي الذي يجسده هذا الفن الشعري والإنشادي بالمغرب، والذي يختزل مقومات الثقافة المغربية ومظاهر حياتها الأصيلة عبر توظيف آليات عدة للغة الشعرية في تناغم مبدع مع الآلات الموسيقية والمقامات وأصوات المنشدين، مع توظيف ألوان الحكي والحوار والوصف والتشخيص والإبحار في الخيال المبدع للصور التشبيهية والإيحائية. ومن أسمى أهداف هذا الملتقى السنوي، الذي يحتفي برموز الملحون و أعلامه، تأصيل الموروث الفني للملحون والمساهمة في تدوينه وتوثيقه عبر الوسائط المختلفة، بما فيها الصوت والصورة. وتسعى وزارة الثقافة من خلال هذا التقليد السنوي، إلى المحافظة على هذا الفن العريق ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة ومد جسور التواصل بين جيل الشيوخ والرواد الذين أبدعوا وأغنوا الرصيد الغنائي المغربي وجيل الشباب والناشئة المعول عليهم لتملك هذا الفن وتذوقه عبر إذكاء روح الإبداع وتنمية المواهب. كما تتوخى الوزارة ذاتها تسليط الضوء على هذا اللون الإبداعي، الذي يعد، إلى جانب ألوان فنية وتراثية أخرى، رافدا من روافد الحضارة المغربية، يمتح من التاريخ والذاكرة وتوسيع دائرة الاهتمام به كموروث مغربي بامتياز، له خصوصياته المتجلية في طريقة الإنشاد ووقع تأثيره في المتلقي، علاوة على أنه ديوان للمغاربة يجب نشره ورعايته والاعتراف به من طرف المؤسسات التربوية التعليمية، ونقله من الشفهية إلى التدوين الرسمي. خليل المنوني (مكناس)

تافيلالت تحتضن ملتقى سجلماسة لفن الملحون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المفهومية في التشكيل العربي مساهمة في إغناء الرصيد النقدي

مـــاقــــل...

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات