الرباط تشكك في نوايا المبعوث الأممي في الصحراء

روس عمل مع الاستخبارات الجزائرية لحل أزمة الرهائن في إيران واعترض على صفقة سلاح أمريكي للمغرب أثارت تحركات الوسيط الأممي، كريستوفر روس، مخاوف الرباط من أن يأخذ مسار المفاوضات إلى وجهة مجهولة، سيما بعد أن بات الدبلوماسي الأمريكي يقرن مخطط المغرب، الذي وصفته قرارات مجلس الأمن بـ»الجدي الواقعي»، بمخططات بوليساريو، التي اكتفت جميع قرارات مجلس الأمن، منذ بدء المفاوضات بين أطراف النزاع، بالإشارة إليها دون ذكرها. وأفادت مصادر مطلعة أن الدبلوماسية المغربية ستبدأ حملة للضغط من أجل تغيير الوسيط الأممي، كريستوفر روس، كما فعلت جبهة بوليساريو في وقت سابق، حينما طالبت بتغيير المبعوث الأممي الهولندي، بيتر فان فالسوم، بعد أن أقر بلاواقعية استقلال الصحراء معتبرا أن الأمر غير قابل للتطبيق.ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن كريستوفر روس، الذي بات موضوع اعتراض من طرف المغرب بسبب سعيه إلى إضعاف موقف الرباط في مسلسل المفاوضات، تربطه علاقات قديمة بجهاز المخابرات العسكرية الجزائرية، بالنظر إلى أنه اشتغل إلى جانبها لحل أزمة الرهائن في إيران، كما سبق لهذا الوسيط، حين كان سفيرا لواشنطن بالجزائر، أن تدخل بقوة لمنع الرباط من استكمال صفقة عسكرية للمملكة.وفي السياق ذاته، أفادت المصادر نفسها أن الوسيط الأممي، كريستوفر روس، يعتبر صديقا للجزائريين، فاوض الإيرانيين عن طريق الاستخبارات الجزائرية إبان أزمة الرهائن بعد اندلاع ثروة آية الله الخميني في سنة 1979، مشيرة إلى أن الدبلوماسي الأمريكي كان له دور في قطع الطريق على صفقات تسليح كان المغرب ينوي الاستفادة منها بداية الثمانينات، بدعوى أن هذه الأسلحة تستخدم في حرب الصحراء، وهو ما اعتبر حينها رد جميل للجزائريين الذين اشتغل بتنسيق مباشر معهم للإفراج عن الهيأة الدبلوماسية الأمريكية التي اعتقلها الثائرون ضد نظام الشاه في طهران.ووفق المصادر نفسها، فإن المغرب راهن بداية على أن يلعب كريستوفر روس، دورا في تحريك الموقف الجزائري، باعتبار أن الدبلوماسي الأمريكي خبر نظام الجار الشرقي خلال فترة تعيينه سفيرا بها، غير أن تطور الأحداث أبان انحيازا كبيرا للوسيط الأممي لأطروحة الجزائر، إذ حاد بالمفاوضات عن المسار الذي وضعه لها سلفه بيتر فال فالسوم، الذي كشف في رسالة الاستقالة من مهامه أنه "لن يتغير شيء في الوقت الراهن"، وأن بوليساريو سيواصل المطالبة بإجراء استفتاء يشمل خيار استقلال الصحراء، فيما يستمر المغرب في رفضه لعرض الاستفتاء، مقابل الموقفين يكتفي المنتظم الدولي بالإشارة إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي يرضي الأطراف، مثيرا الانتباه إلى أن الهيأة الدولية بدأت تتعود على الوضعية الراهنة.وانتقل وزير الخارجية، سعد الدين العثماني، إلى واشنطن للقاء مسؤوليها، بالمقابل نبه وزير الدولة السابق، محمد اليازغي، في حوار لـ"الصباح" إلى أن قضية الصحراء باتت تأخذ منحى خطيرا، مضيفا أن الوسيط الأممي، كريستوفر روس، عوض أن يكون له موقف شبيه بسلفه، يكتفي بالقول "إن كل طرف يتشبث بموقفه"، كما أشار، يقول اليازغي، إلى أمور غير مقبولة في تقريره إلى الأمين العام حين تحدث عن تجسس المغرب على بعثة المينورسو وعرقلة مهمتها بالمنطقة. إحسان الحافظي

الرباط تشكك في نوايا المبعوث الأممي في الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيدرالية المرأة قلقة من عدم تعيين نساء في الإدارة الترابية

جماهير الوصل تحتفي بالداودي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات