مؤسسة محمد السادس للأبطال… نبش في ذاكرة الرياضيين

أسست بمبادرة ملكية وميزانيتها بلغت مليارا وتكريم الرياضيين أولى أولوياتها تميز مسار الأبطال المغاربة بشتى ألوان التميز على مر العصور، لكن الاعتراف بإنجازاتهم وتألقهم ظل محتشما، عدا استثناءات قليلة. هناك أبطال تألقوا في مختلف الرياضيين دون أن يلتفت أحد إليهم، وآخرون يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية دون أن يجدوا من يؤزرهم وينتشلهم من الفقر، فيما فضل آخرون الانطواء والاختفاء عن الأنظار، صونا لكرامتهم وعفتهم. وعلها الأسباب التي عجلت بتأسيس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، بمبادرة ملكية، بهدف تخليد ذاكرتهم وإنجازاتهم، إضافة إلى تأمين حياة كريمة للرياضيين وتقديم المساعدة الاجتماعية الضرورية من حيث التغطية الصحية والتعاقد. لا يختلف اثنان في أن هذه البادرة لقيت تجاوبا من قبل عدد من الرياضيين، بما أنهم المعنيون بالاستفادة من المؤسسة ذاتها، فهؤلاء نجوم الرياضة الوطنية، بعدما مثلوا المغرب في العديد من التظاهرات الدولية، إضافة إلى الفاعلين في عالم الرياضة الذين عملوا على تحسين مردودية الرياضيين المغاربة. حرص منصف بلخياط على رئاسة مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، رغم الانتقادات الموجهة إليه من قبل بعض الرياضيين، الذين اعتبروا انتخابه غير شرعي، بما أنه متحزب، فيما بارك آخرون البادرة وثمنوها واعتبروها خطوة إيجابية وقيمــة مضافــة إلـى الرياضـة الوطنية. وبغض النظر عن الجدل الذي أثاره الجمع العام التأسيسي، فإن المجتمعين انتخبوا أعضاء المجلس الإداري، الذي عين أعضاء المكتب التنفيذي المتكون من منصف بلخياط، رئيسا وهشام الكروج وحميد الهزاز، نائبين له، ونوفل العرابي، كاتبا عاما، ونزهة بيدوان، ناطقة باسم المؤسسة، وكمال لحلو وعزيز بودربالة وصلاح الدين بصير مستشارين.مقر للتوثيق والاعترافيقع مقر مؤسسة محمد السادس بحي الرياض في الرباط بإحدى عمارات ياقوت بجنان السويسي، ويضم قاعات الاجتماعات والاستقبال ومكاتب لمسؤولي وإداريي المؤسسة. وأول ما يثير الانتباه صور الرياضيين التي تؤثث مختلف فضاءات المقر، بدءا بأسطورة كرة القدم الوطنية العربي بنمبارك وأحمد فرس ونجوم المنتخب عام 1976، وجيــل الثمانيات بقيادة الزاكي بادو وعزيز بــودربالة، إضافــة إلى نجوم ألعــاب القــوى الوطنية نظير عبد السلام الراضي وسعيــد عويطــة ونوال المتوكــل وهشــام الكــروج ونزهــة بيدوان وجواد غريب وحسنـاء بنحسي وعلي الزين وآخرين، ممن تألقوا في بطولات العالم والألعاب الأولمبية. هؤلاء طبعا وغيرهم أجزلوا العطاء ورفعوا الراية الوطنية في مختلف المحافل والتظاهرات القارية والدولية.شراكات متعددة لتعزيز الموارد الماليةوقعت مؤسسة محمد السادس عدة اتفاقيات شراكة، بهدف الحصول على تمويل يمكنها من الحصول على موارد مالية، إذ وقعت اتفاقية شراكة مع المغربية للألعاب الرياضية من أجل تحديد الشروط التي ستساهم من خلالها المغربية للألعاب الرياضية في تمويل أنشطة مؤسسة محمد السادس، كما تعهدت الأخيرة بتخصيص ميزانية سنوية تقدر بواحد في المائة من مبيعات المغربية للألعاب على أن تعمل الأخيرة على استغلال صور اللاعبين في حملاتها التسويقية والتجارية في إطار عمل تشاركي بين المؤسستين المذكورتين.ويرى سعيد بلخياط، مدير مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، أن الأخيرة وضعت خطة عمل طموحة على ثلاث سنوات، في أفق وضع المؤسسة على أسس متينة.ولهذا الغرض، وقعت المؤسسة ذاتها اتفاقية مع شركة "سينيا السعادة" لتوفير التأمين الصحي لأعضاء المؤسسة، وتلزم الاتفاقية شركة "سينيا" بتوفير التغطية الطبية الكاملة لجميع أعضاء المؤسسة وأسرهم، وتضمن تغطية صحية تعادل تلك التي يستفيد منها موظفو القطاع العام.معايير الانضمام إلى المؤسسةقررت مؤسسة محمد السادس توسيع معايير الأهلية للحصول على عضوية بالمؤسسة إلى المشاركين في دوري أبطال إفريقيــا في الرياضــات الأولمبيــة والفــردية والجماعية، والحكام الدوليين المشاركين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، أو مرتين على الأقل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم.وحددت المؤسسة المذكورة معايير الانضمام في الفائزين بأرقام قياسية عالمية في الرياضات الفردية التابعة لجامعة كرة القدم والحائزين على ميداليات في إحدى دورات الألعاب الأولمبية، أو بطولات العالم والمشاركين في نهائيات الألعاب الأولمبية وبطولة العالم في ألعاب القوى، وأبطال العالم الاحترافيين، إضافة إلى لاعبي التنس المصنفين من بين أفضل 30 في التصنيف العالمي للمحترفين، ولاعبي المنتخب الوطني، الذين بلغوا نهائيات كأس العالم، أو الفائزين ببطولة كأس إفريقيا للأمم، والمتوجين بالكرة الذهبية الإفريقية في كرة القدم، والفائزين بطواف المغرب للدراجات، والفائزين بالميداليات في دورة الألعاب الباراأولمبية للمعاقين، فضلا عن اللاعبين الدوليين الذين احترفوا في الخمسينات والستينات، والفائزين والمدربين المحليين المتوجين بالبطولة الإفريقية في التخصصات الأولمبية الجماعية أو الفردية."أنطولوجيا الرياضة" أول خطوةأوضح بــدر النجــار، المديــر المــالــي لمؤسسة محمد السادس للأبطـــال الرياضيين، أن الأخيــرة أصدرت كتاب "أنطولوجيا الرياضة المغربيــة" خطوة أولى للاعتراف بالرياضيين المتألقين، الذين أسدوا خدمات جليلة للرياضة الوطنيــة عبــر التاريخ، مؤكدا أن هناك إصدارات مرتقبــة في القــريب العــاجــل، وتسعى من ورائهـــا المؤسسة إلى نبش في ذاكرة الرياضيين البارزين. ويقع الكتاب في 271 صفحة و650 صورة نادرة تخلد تاريخ الرياضة المغربية واللاعبين الذين تألقوا في التظاهرات العالمية الكبرى.ويحتوي كتاب "أنطولوجيا الريــاضة المغربيــة" على سبعــة أبــواب، يعــرف البــاب الأول بالأبطــال المتــألقــين قبــل الاستقــلال، فيمــا يخصص البــاب الثــاني للأبطــال الأولمبيين الفائــزيــن بالميداليات في الألعاب الأولمبية، والباب الثالث، للأبطال المتــألقــين فــي بطــولات العالم، ويتحــدث الرابــع عــن الأبطال المتــوجــين بالأرقــــام القيــاسية العالمية. أما الخامس والسادس والسابع، فتتضمــن إنجازات أبطال الرياضات الجماعية والفردية. بلخياط: حققنا فائضا بـ 700 مليون قال منصف بلخياط، رئيس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، إن الأخيرة وضعت خطة عمل طموحة على ثلاث سنوات، انطلاقا من الاتفاقية الموقعة مع المغربية للألعاب الرياضية، وإصدار كتاب يهتم بالتراث الرياضي الوطني وضمان التأمين الصحي لجميع الأعضاء المنضمين إلى المؤسسة.وأضاف بلخياط في تصريح ل"الصباح الرياضي" أن المغربية ستدعم المؤسسة بواحد في المائة، على أن يتحول إلى تمويل من طرف وزارة الشباب والرياضة في سنة 2013، مشيرا إلى أن هناك أفكارا تسعى من خلالها مؤسسة محمد السادس إلى حصول على موارد إضافية من قبيل تأسيس ناد يضم العديد من المرافق الضرورية والعمل على كرائه للجمعيات الرياضية والأندية، في أفق تنمية مداخيلها.وحدد بلخياط ميزانية المؤسسة في مليار سنتيم في السنة الأولى، صرف منها 300 مليون، لتحصل على 700 مليون فائضا سنويا، متوقعا أن يرتفع الفائض إلى مليار ونصف مليار في السنة المقبلة.وفي معرض رده على سؤال حول معايير تكريم الأبطال، أكد بلخياط أن المؤسسة كانت قررت تكريم عبد المجيد الظلمي في وقت سابق، إلا أن أولمبيك مارسيليا اعتذر عن الحضور بسبب الخرجات الإعلامية للاعب المذكور للصحافة الوطنية، قبل أن يتراجع عنها، مؤكدا أن المؤسسة قررت تكريم الدولي المغربي السابق عزيز بودربالة في إطار برنامجها الرامي إلى الاعتراف بالأبطال الرياضيين. وقال في الصدد ذاته "قررنا تكريم بودربالة، وبعدها الظلمي في المناسبة الموالية، ثم صلاح الدين بصير وحميد الهزاز، فالزاكي بادو". إنجاز: عيسى الكامحي

مؤسسة محمد السادس للأبطال… نبش في ذاكرة الرياضيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشرطة الإدارية تحصن سوق "القريعة" بالبيضاء

الأزمـة الأوربـيـة... جـهـود لـتـعـزيـز الـثـقـة بـالـيـورو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات