الشرطة الإدارية تحصن سوق “القريعة” بالبيضاء

الدفعة الأولى من شرطة من نوع خاص تبدأ عملها من أكبر سوق بالمغرب القريعة سوق من نوع خاص. يشق قلب العاصمة الاقتصادية ويعتبر أحد شرايينها النشيطة. جولة صغيرة في أرجائه تكشف أنه يؤوي باعة الوجبات الخفيفة وباعة «ملابس الشمال» وسراويل «الجينز» والنظارات والأبواب الحديدية والخشبية، وأدوات الخزف والآثاث المنزلي وغيرها من السلع التي تغري الزائرين وترفع عددهم كل يوم. خلف حشود المتسوقين يتربص مشتبه فيهم، وقد فتحت شهية السرقة لديهم. ملابسات بين الفينة والأخرى وسرقات وأشياء أخرى جعلت السلطات العمومية، تعجل بإيفاد أول دفعة من الشرطة الإدارية إلى سوق القريعة بالدارالبيضاء...«الصباح» تروي قصة شرطة من نوع خاص تلتحق بالدارالبيضاء لأول مرة وهي مميزة ببذلتها الرسمية لتحفظ النظام العام بسوق القريعة. جولة صغيرة بسوق القريعة المتاخم لشارع محمد السادس بالدارالبيضاء، تكشف أن المكان شبيه بلوحة تشكيلية تتنافر ألوانها وتتناسق في الآن نفسه.شباب يحملون ملابسهم للبيع قرب أرصفة شوارع احتلها الباعة المتجولون منهم من حلت به ضائقة مالية فدفعته للتفكير في التجارة السريعة، وآخرون يبدون من ملامحهم أنهم لا يملكون أي شيء في هذه الدنيا سوى شهيقهم وزفيرهم. يثيرون الإشفاق ويجعلون النساء يمسكن أطفالهن مخافة لمسهم أو التوجه إليهم. هناك من يبحث بلهفة عن بعض القطع الصالحة للبيع وهناك من يبحث عن القارورات ومخلفات المنازل الصالحة للاستعمال من قبيل الأواني الصدئة والملاعق وألعاب الأطفال المكسورة وأشياء أخرى. في محيط سوق القريعة المعروف في مدينة الدار البيضاء، هناك العديد من النساء والرجال والمسنين وكذلك الأطفال الذين يعرضون في قارعة الطريق بعض الملابس المستعملة وأشياء أخرى، و يظلون اليوم بأكمله وهم ينتظرون طلعة زبناء المساء للظفر بزبون مسن قادر على منح درهم واحد أو اثنين في مبرد صدئ أو كرة مضرب متسخة يريدها لطفل فقير في العائلة. خلال زيارتنا للسوق أثار انتباهنا، رجال بزي خاص وصدريات تميزهم عن باقي التجار والزبناء، يمشطون أرجاء السوق بأعين فاحصة ولا يفلتون أي كبيرة أو صغيرة. إنهم عناصر الشرطة الإدارية الذين التحقوا أخيرا بالدارالبيضاء، ليدشنوا عملهم بسوق «القريعة بالدارالبيضاء».مراقب بالشرطة الإدارية، قال لـ»الصباح» إن الشرطة الإدارية التابعة لمقاطعة الفداء، تقوم بعمل جبار داخل أزقة سوق القريعة ومحيطها، وتسهر على محاربة استغلال الملك العمومي لتسهيل عملية مرور الزبناء وأصحاب المحلات. كما تعمل على محاربة اللصوص وتتدخل لحل نزاعات بين التاجر والزبون، تنظم عملية السير والجولان بالسوق، والسهر على حفظ الأمن العام.ويضيف مراقب الشرطة الإدارية، الذي التقته «الصباح» مرتديا زيه الرسمي، أن أغلب عناصر الشرطة الإدارية جرى اختيارهم لأنهم أبناء السوق ويعرفون خباياه، الأمر الذي تقبله المواطن البيضاوي بصدر رحب. وأشار المراقب إلى أن جمعية العهد الجديد لتجار وصناع و حرفيي سوق القريعة لها الفضل الكبير في التنسيق مع المواطنين لتقبلهم الأعوان المحلفين التابعين لمقاطعة الفداء.وعن عمل الشرطة الإدارية قال المراقب إنه جرى اعتقال عدد من المشتبه فيهم متلبسين بالسرقة، وأن الشرطة ساهمت بشكل واضح في التقليل من معدل السرقات داخل السوق.سوق القريعة، في ذلك الصباح كان يبدو أكثر نظاما. الباعة المتجولون لا يحتلون الشارع العمومي، والزبناء عبروا عن ارتياحهم لدخول الشرطة الإدارية سوق القريعة.مراقب آخر كان يتجول مرتديا صدريته التي تميزه عن باقي المواطنين، وعليها بطاقته التي تحمل صفة مراقب محلف، قال إن مقر عناصر الشرطة الإدارية مؤقت، وأنه جرى الاتفاق خلال اللقاء مع مجلس المقاطعة من أجل إدخال بعض التحسينات على مخفر مغلق منذ 5 سنوات. وبخصوص موقف التجار والحرفيين بالسوق، استبشر الطاهر فريح، رئيس جمعية العهد الجديد لتجار وصناع و حرفيي سوق القريعة خيرا بهذا المولود الجديد، وأكد أن هذه العملية تساعد على تحصين السوق من ظاهرة الاستغلال ، وتطمئن الزبناء، خصوصا في أوقات الذروة و أيام السبت والأحد والعطل.جولة بسيطة بسوق القريعة لم تتجاوز الساعة، كشفت أنه كان في أمس الحاجة لمن يحصن أبوابه، وأن الشرطة الإدارية نجحت في تحقيق مهامها الأولى فيه والمتمثلة في استتباب النظام العمومي بواسطة تنظيم نشاطات الخواص داخل السوق. شيماء العلام (صحافية متدربة)

الشرطة الإدارية تحصن سوق “القريعة” بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أحياء سلا تغرق في الأزبال

مؤسسة محمد السادس للأبطال... نبش في ذاكرة الرياضيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات