السباق نحو الرئاسة بين مزوار والمنصوري

رئيس التجمع استبق عقد المؤتمر بعقد توافقات سياسية تبقيه مرشحا وحيدا صفق الحاضرون عند دخول مصطفى المنصوري، الرئيس السابق لحزب الأحرار، ورئيس مجلس النواب حينها. وأغاظوا بذلك خصومه ممن انقلبوا عليه في آخر لحظة من لحظات صراعه مع صلاح الدين مزوار، أو أولئك الذين تخلوا عنه منذ البداية بعد أن أبان الرئيس الحالي للأحرار نيته في قيادة الحزب، وهو وزير للاقتصاد والمالية حينها في حكومة عباس. بعض الغاضبين مما يجري داخل الأحرار يحنون إلى فترة رئاسة المنصوري، لأن في عهده حافظ الحزب على توازنه بين الفرقاء السياسيين، ما ضمن له مقعدا في الأغلبيات الحكومية المتعاقبة، واحتل الحزب مرتبة متقدمة في الانتخابات "بدون مناولة" مكنته من رئاسة مجلس النواب ثم بعدها مجلس المستشارين، غير أن اقتراب المنصوري من العدالة والتنمية، جعله يدفع الثمن غاليا ويجد نفسه ضحية انقلاب سياسي قاده ضده خصومه ورموه خارج الحزب.ظهور مصطفى المنصوري، بمجلس النواب، والاحتفاء الذي استقبل به داخل الغرفة الأولى، أثار حفيظة المقربين من صلاح الدين مزوار، وإن كانوا أنفسهم الذين ظلوا مقربين من مصطفى المنصوري خلال فترة رئاسة للحزب، وانقلبوا قبله على مصطفى عكاشة الذي كان قادما لرئاسة الحزب، خلفا لأحمد عصمان، قبل أن تنقلب الموازين عشية مؤتمر التجمع الوطني للأحرار. بالمقابل قرأ صلاح الدين مزوار في ما وقع رسالة من العدالة والتنمية، تروم التدخل في شؤون الأحرار، وتحريك البرك الآسنة بداخله، وهو المعطى الذي تؤكده تصريحات قيادة العدالة والتنمية، خلال مشاورات تشكيل الحكومة، مفادها أن الحزب يريد مشاركة الأحرار في الحكومة لكن بدون مزوار، رسالة وصلت إلى الأخير حين قرر عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أن يشارك في الحكومة ويستقيل من مهامه النيابية والحزبية.في العلاقة دائما بين المنصوري ومزوار، سارع الأول إلى نفي رغبته في الترشح إلى رئاسة الحزب، معتبرا أن أي خطوة في هذا الاتجاه من شأنها أن تفجر الحزب، وإن كانت أطراف من داخله طلبت منه رسميا تقديم ترشيحه للمنافسة على قيادة الأحرار. بالمقابل، رد مزوار التحية بأحسن منها معتبرا أن المنصوري رجل دولة يفهم جيدا معنى تحمل المسؤولية، وأن من جاؤوا إليه لا يدركون معنى الحفاظ على وحدة الحزب.تبادل الإشارات بين مزوار والمنصوري، ساهم في تخفيف الضغط داخل الأحرار، وهو على أبواب مؤتمره الوطني الخامس، خاصة بعد أن اتضح أن الحديث عن ترشيح محمد أوجار كان "فقاعة" فقط، كما جرت العادة إبان الصراع بين المنصوري نفسه والرئيس الحالي صلاح الدين مزوار. بالمقابل، تبقى مخاوف التجمعيين قائمة بشأن وجوه ما أسماه مزوار "الجنرالات" الذين يعطلون العمل الحزبي ويخلقون مشاكل لرئيس الحزب، سواء في علاقته مع التنظيمات الوطنية أو مع الفروع الحزبية التي يحتج بعضها ويقود حركات تصحيحية داخل الحزب.نجح مزوار في نزع فتيل التوتر قبل أن يتوجه إلى المؤتمر الخامس للحزب، لكن بعض القواعد ما تزال تحتج وتنتظر أن يتخلص رئيس الحزب من "الجنرالات" الدائرين به، من أجل الاستماع إلى مطالبهم التي ظلوا يجرونه إليها منذ أشهر، ونتجت عنها قرارات تجميد العضوية والطرد في حق بعض المناضلين الحزبيين، بينهم عضو المكتب التنفيذي للأحرار، عبد الهادي العلمي، فيما رد الغاضبون باللجوء إلى القضاء للطعن في هذه القرارات والضغط بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر الحزب للتنديد بعمليات الطرد التي لم تقع يوما داخل حزب الأحرار.لقد سعى رئيس الأحرار إلى استباق عقد المؤتمر بتذويب الخلافات داخل الحزب، وإعادة ترتيب المشهد داخل التنظيمات الحزبية، حتى يتسنى له جعل المؤتمر لحظة للتتويج السياسي وإعادة انتخابه رئيسا جديدا لولاية جديدة في لحظة مختلفة عما عرفه الأحرار، سلفا، سواء تعلق الأمر بالجانب السياسي الذي يخص تحالفاته أو وضعه في الساحة الحزبية التي وضعته في صفوف المعارضة، أو بعلاقته مع باقي حلفائه الذين انفضوا من حوله مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. إ. ح

السباق نحو الرئاسة بين مزوار والمنصوري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قضاة أقسام الجرائم المالية جاهزون لبدء العمل

التيار التصحيحي يعرض شروطا للمصالحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات