مناهضو الـ “تي. جي. في” يُثيرون غضب رباح

أثار مناهضو القطار فائق السرعة “ تي. جي. في”، الذي سيربط طنجة بالبيضاء غضب عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، خلال لقاء كان مرتقبا بين الطرفين مساء أول أمس (الخميس) بالرباط. وكان اللقاء مخصصا لتدارس أبعاد المشروع الكبير، وتبادل وجهات نظر الطرفين حوله، غير أنه لم يتم بعد انسحاب وزير التجهيز والنقل، بسبب مقال تم إدراجه ضمن الملف الصحافي يتضمن عبارات جارحة في حق المشروع الذي تبنته الدولة. ودخل رباح إلى القاعة التي أعدت لاحتضان اللقاء حوالي الساعة الرابعة عصرا، ليفاجأ بتوزيع مقال يضم إيحاءات مُغرضة حول هذا المشروع، ما أثار غضب واستياء الوزير الذي انصرف غاضبا قبل أن يتبعه محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية. واعتبر رباح أنه لم يكن من الممكن مواصلة اللقاء في ظل غياب الالتزام بالقواعد الأخلاقية التي يستوجبها النقاش المسؤول.من جهته، أكد لخليع في تصريح لـ "الصباح"، أن اللقاء كان يروم تسليط الضوء على مشروع القطار فائق السرعة، الذي يشكل مصدر اعتزاز للمغاربة، مضيفا أن المكتب الوطني للسكك الحديدية كان هو المبادر إلى تنظيمه بعدما راجت معلومات خاطئة حوله. وأوضح “قررنا المشاركة في النقاش لدحض كل المعطيات الخاطئة التي تم الترويج لها وتبيان مزايا والانعكاسات الإيجابية للمشروع”. وزاد قائلا “ تبنينا موقفا إيجابيا يتأسس على احترام مناهضي المشروع، وكنا نشدد على احترام ضوابط النقاش وأخلاقيات الحوار، ودافعنا عن إجراء نقاش بناء بدون أحكام مسبقة، غير أننا تفاجأنا بمقال في الملف الصحفي ذي مضمون اعتبرناه يمس بكرامتنا وشرفنا”. وأكد أنه لم يكن من الممكن الاستمرار في النقاش في ظل اعتماد أحكام جاهزة واستعمال لغة غير مناسبة في حق المشروع. وأبرز “نحن معبؤون وراء كل ما يخدم المصلحة العليا للمغرب ونربأ بأنفسنا عن المس بكرامة الآخرين أو إصدار أحكام جاهزة، لكن كان من المفروض أن نعامل بالمثل في إطار الضوابط الأخلاقية والاحترام”. في السياق ذاته، شدد بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن الوزارة الوصية والمكتب قررا الانخراط في اللقاء المذكور بهدف اطلاع الرأي العام وتصحيح كل المعلومات غير الدقيقة التي يسوق لها معارضو المشروع. وقال البلاغ إن رباح والخليع عبر عن أسفهما لهذا الحادث الذي أدى إلى إلغاء هذا النقاش. وبالنظر إلى حرصهما على إعطاء كل التوضيحات الضرورية حول هذا المشروع٬ يضيف البلاغ، تقرر تنظيم ندوة صحفية اليوم (السبت) بالرباط.ورغم انسحاب ممثل الحكومة والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، قرر مناهضو مشروع القطار فائق السرعة مواصلة النقاش، مبرزين جدية المبادرة التي اتخذوها والمتمثلة في المطالبة بإيقاف تنفيذه، بالنظر إلى تكلفته المالية التي لن تنزل عن 30 مليار درهم بحسبهم، رغم أن الرقم الرسمي الذي تقدمه الحكومة محدد في 20 مليار درهم. وأكد هؤلاء أنه كان من الأولى توجيه هذه الاستثمارات نحو تشييد المراكز الاستشفائية والمؤسسات التعليمية، التي توجد شرائح واسعة من المواطنين في أمس الحاجة إليها. وانتقد هؤلاء غياب الشفافية في تبني هذا المشروع، في ظل عدم اعتماده على طلبات عروض، ودراسات مسبقة ونقاش عمومي، واستطلاع آراء المواطنين في الموضوع. وجدد عمر بلافريج دعوته إلى التوقيع على العريضة المنادية بوقف تنفيذ هذا المشروع الضخم. وقال «إن هناك من يوهم المواطنين أن هذا المشروع هو مشروع الملك، والحقيقية غير ذلك». وأضاف أن كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل السابق، صرح له في لقاء سابق، "أن المشروع ليس مشروع الملك بل مشروع الوزارة".وقال بلافريج إن لا عيب في أن تتراجع الدولة عن تنفيذ مشروع القطار فائق السرعة، مستحضرا تجارب دول أوربية تراجعت عن تنفيذ مشاريع كبرى ممثالة، واعتبر ذلك مؤشرا على نضج العمل السياسي. وانتقد انسحاب رباح من اللقاء، مؤكدا أن القرار اتخذ بصفة مسبقة، أي قبل أن يحضر إلى اللقاء. وأوضح أن تنفيذ المشروع من شأنه أن يؤثر سلبا على المشاريع التنموية الأخرى، مثل المستشفيات والمدارس، وأن إيقافه يخدم مصلحة المغرب ومستقبله. جمال بورفيسي

مناهضو الـ “تي. جي. في” يُثيرون غضب رباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلالات توقف أشغال بناية مجلس النواب

إرجاع انخراطات الأجراء المحرومين من المعاش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات