الشـلـل يهـدد السيـاحـة بجهـة فاس

رئيس المجلس الجهوي للسياحة اقترح تنظيم معرض دولي للصناعة السياحية والانفتاح على أسواق جديدة يبدو مهنيو السياحة بفاس، متشائمين من مستقبل القطاع، في ظل الضعف غير المسبوق في نسبة الملء والارتياد وهزالة معدل ليالي المبيت، والنقص المهول في توافد السياح، ما جعل "الحل الوحيد الذي يفكر فيه الجميع، هو الإغلاق وتسريح المستخدمين، مقابل تجاهل الجهات المعنية". الشلل يهدد أصحاب الفنادق ودور الضيافة والمطاعم والبازارات ووكالات الأسفار، في ظل تراكم الضرائب والضرائب الجماعية والديون البنكية وعدم القدرة على تسديد حصص الكمبيالات، إلى درجة تجعل بعضها عاجزا عن توفير مداخيل لأداء فواتير الماء والكهرباء والغاز والكراء وأجور المستخدمين.حقائق صادمة وقف عليها المجلس الجهوي للسياحة، الذي يؤكد رئيسه عزيز اللبار، أنه يعيش الوضع ذاته، مشيرا إلى تأديته رواتب موظفيه من ماله الخاص، خلال الشهرين الأخيرين، بعد توقف دعم المجلسين الجماعي والجهوي، منذ أكثر من سنة، والمقدرين على التوالي بـ80 و150 مليون سنتيم.وأشار إلى وجود مؤامرة تحاك ضد هذه المؤسسة، في إطار تصفية حسابات سياسية، دون أن يستسيغ تفكير السلطات المنتخبة في إلغاء أشهر مهرجان عالمي تشتهر به فاس، بمبرر عدم توفر الإمكانيات المادية، دون مراعاة ما للتنشيط الثقافي، من أهمية في إنعاش السياحة بالمدينة.وتحدث عن تراجع مهول يعرفه القطاع بفاس على غرار ورزازات، يجعل عدة مؤسسات سياحية مصنفة، تخفض أثمنة الإقامة، بنسب متفاوتة تتراوح بين 30 و50 في المائة، في خرق واضح لأخلاقيات المهنة، ما يهدد جودة الخدمات المقدمة من قبلها، في عمقها. هذا الواقع المر الذي جعل منشآت سياحية عاجزة عن أداء مصاريفها، فرضته عدة أسباب بينها "الأزمة العالمية وتداعيات الربيع العربي وحراك الشارع المغربي وتفجير مقهى أركانة، والإقصاء الممنهج لجهة فاس بولمان من الاستفادة من أي دعم أو التفاتة على غرار ما يتم بمراكش وأكادير". استفادت مراكش من اعتمادات قاربت 300 مليون درهم لأجل الدعاية، ما استغرب له عزيز اللبار الذي لا يستسيغ إقصاء فاس من مثل هذه الالتفاتات، و"عدم وجود أي استراتيجية دعائية وإشهارية وتسويقية للتخفيف من حدة الأزمة وتداعياتها السلبية".ويؤكد أن الوزارة التفتت إلى مراكش وأكادير والبيضاء، واستثنت فاس، مذكرا بإعفاء المؤسسات الصناعية خاصة النسيج، من 25 في المائة من تكلفة الماء والكهرباء، دون السياحة التي يجب أن تستفيد من هذا الامتياز ومراجعة الضرائب والعلاقة مع صندوق الضمان الاجتماعي. ويرى اللبار أن الخطوط الجوية ساهمت في تعميق الأزمة بإلغاء عدة رحلات في اتجاه مدينة فاس، المبرمجة منها وغير المبرمجة، متحدثا عن "خدمات رديئة لهذه الشركة، في ظل عدم احترام مواقيت الإقلاع والهبوط وإلغاء العديد من الرحلات دون سابق إنذار"، ما تمنى تداركه في المستقبل.وثمن مبادرة وزير النقل عقب لقائه بشركة إسبانية لتسهيل إنجاز رحلات بين البلدين، بتوققات لمدد محددة ووفق خطوط لا تستثني مواقع سياحية تعاني الأزمة، داعيا إلى استرجاع خطوط السياحة الكلاسيكية من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لتدارك تراجع إقبال سياحها، والانفتاح على أوروبا الشرقية. هو واقع لا يحسد عليه القطاع بفاس ك"نقطة عبور"، ويساهم في تدني الإقبال ورقم ليالي المبيت، ويحتاج إلى وضع اليد في اليد بين المهنيين والمنتخبين والسلطات المعنية في إطار التجمع المعمول به بمراكش، والتفكير الجماعي في خطة مستعجلة لإعادة تموقع الجهة في المكانة اللائقة.هذه الجهة تعد بالكثير بتوفرها على إمكانيات ومؤهلات سياحية متميزة يمكنها أن تلعب دورا مهما في التطور السوسيواقتصادي للمنطقة، بالنظر إلى انفرادها بتراث تاريخي ومعماري ذي صيت عالمي، واحتضان فاس لأقدم المواقع الأثرية والتاريخية، ما يجب استثماره لإشعاع الهوية المغربية.ويرى مهنيو القطاع أنه آن الأوان لتسويق كل الوجهات السياحية خاصة الاستشفائية والجبلية بما في ذلك العيون والمحطات المعدنية خاصة مولاي يعقوب وسيدي احرازم، والمناطق الجبلية والثلجية بالأطلس وصفرو والبهاليل وإيموزار كندر وإيفران، المتوفرة على مناظر طبيعية خلابة وعيون غزيرة.ويقول رئيس المجلس الجهوي للسياحة، إن الجهة محتاجة إلى استرجاع منسوب الخطوط الجوية نحو مطار فاس سايس التي كانت من قبل، وخلق أخرى جديدة داخلية ودولية، مع الأسواق السياحية العالمية من قبيل أمريكا والدول الإفريقية والاسكندنافية وآسيا والخليج وأوروبا الشرقية. تلك أسواق واعدة بنظره، يجب صب الاهتمام عليها، وتحسين ظروف النقل الجوي بإعادة النظر في استراتيجيته لتحسين الخدمات والجودة، باعتباره "القلب النابض للرواج السياحي"، داعيا إلى دعم الشركات المختصة لبرمجة فاس كإحدى وجهاتها، على غرار ما هو معمول به في مطاري مراكش وأكادير. وبنظره فلتحسين مستوى الإقبال ورفع نسب ليالي المبيت التي لا تتعدى 1.5، يجب مراجعة التوقيت الحالي للرحلات الجوية بين باريس ومدريد وفاس، بشكل يتناسب مع مطالب المهنيين، وتوفير حافلة تربط المطار بمكناس يتم تسويقها عبر شركة الخطوط الملكية المغربية.ويقترح تنظيم معرض دولي للصناعة السياحية وتعبئة الفاعلين في اتجاه خلق أنشطة ضخمة على طول السنة وتقوية وتنمية المهرجانات التنشيطية والعمل على إقامة مهرجانات جديدة تساهم في الترويج وإنعاش السياحة بالجهة، لتمكين فاس من تبوؤ مكانتها الحقيقية والإستراتيجية. ويبقى تشجيع السياحة الرياضية، عاملا يمكن أن يكون له دور في تنمية القطاع، بتنظيم تظاهرات ولقاءات دولية والاهتمام بالسياحة الجبلية الاستشفائية وسياحة رجال الأعمال والجودة، وكل برنامج طموح من شأنه تدعيم المخطط الجهوي للتنمية السياحية بجهة فاس بولمان ومكناس تافيلالت. كل ذلك يجب أن يرتبط، برأي رئيس "سي إر. تي"، بالعناية بالصانع التقليدي ودعمه والاهتمام بالتكوين والتكوين المستمر للفاعلين في القطاع السياحي وخلق مؤسسة لتكوين المرشدين الجبليين، والرفع من وتيرة إنجاز البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، وتقوية بنيات الاستقبال. أما مهنيو القطاع فتحدوهم آمال في مساعدتهم على تأجيل دفع الديون لسنتين وتمديد فترة القروض الممنوحة إلى غاية 25 سنة، والإعفاء من تكلفة التحملات الاجتماعية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتنازل المصالح الضريبية عن الجزاءات والفوائد الناتجة عن تأخر دفع الضرائب. حميد الأبيض (فاس)

الشـلـل يهـدد السيـاحـة بجهـة فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تضارب عدد الوافدين يؤرق السلطات الأمنية بأكادير

الرياضات والشقق المفروشة تؤرق مهنيي السياحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات