تلاعبات تهز التنس

تقرير أسود جديد يكشف تورط لاعبين عالميين ويطالب بكسر الصمت يعيش عالم التنس على صدمة كبيرة، بعدما صدر تقرير من مؤسسة "تنس إنتيغريتي أونيت" العالمية، يؤكد وجود تلاعبات بالجملة في عدد من المباريات، خلال بطولات معروفة تجرى على مدار السنة، ويشارك فيها لاعبون معروفون ومصنفون ضمن الأوائل. وأكد التقرير المثير للجدل، أن الظاهرة تشهد انتشارا كبيرا خاصة لدى الرياضيين الذين يعتبرون في "الدرجة الثانية"، خلال مسابقات عديدة، إذ سبق وانكشف أمر بعضهم لكن هناك آخرين واصلوا على المنوال نفسه دون محاسبة أو رقيب، أو حتى فتح تحقيق من أجل كشف أمرهم، خاصة أنهم يجنون طائلة مهمة من خلال تلك التلاعبات. ويشير التقرير إلى أن سكوت الاتحاد الدولي للعبة عن هذه الفضائح، يزيد من انتشار التلاعبات، خاصة بعد التقرير الأسود الذي نشرته قناة "بي بي سي" البريطانية في 2016، لكن لم يتم التحقيق فيه لتتطور الأمور إلى أسوأ من ذلك، بل هناك من وصف ما يحدث اليوم من تلاعبات في التنس ب"التسونامي". كشفت قناة "بي بي سي" البريطانية المعروفة، فضيحة مدوية في 2016، مفادها أن لاعبين مصنفين ضمن 50 الأوائل بالعالم، متورطون في تلاعبات في مباريات رسمية، في مسابقات معروفة. وأكدت القناة التي بدأت التحقيق في السنة المذكورة، أن 16 لاعبا من اللاعبين الكبار متورطون في العملية، وجنوا أموالا طائلة من خلال ذلك، لكن لم تحرك السلطات المسؤولة ولا الاتحاد الدولي أي ساكن، ورفض فتح تحقيقات في الموضوع لترتيب جزاءات تأديبية في حق اللاعبين المسؤولين. وبسبب عدم تحريك ملف المتابعات، خرجت مؤسسة "تنس إنتيغريتي أونيت" الشهيرة بتقرير جديد، تقول فيه إن الأمر تطور كثيرا، بل بات يهم لاعبين أكثر في التصنيف العالمي. واعتبرت الفضيحة آنذاك مدوية، لكن الاتحاد الدولي للعبة ظل يتماطل في فتح تحقيق شفاف ونزيه، ما دفع الظاهرة إلى الانتشار أكثر لدى اللاعبين العالميين. تقرير جديد أسوأ وتضمن التقرير الجديد للمؤسسة المذكورة، معلومات أكثر من التي كشفت عنها قناة "بي بي سي" في 2016، إذ نشر تصريحات ورأي 3200 لاعب، اعترفوا أن الأمر وصل إلى مستوى خطير، بل وصف بعضهم عالم التنس الحالي ب"تسونامي التلاعبات". وأكد التقرير الذي نشرته بعض وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية، أن المسابقات التي تعرف أكبر عدد من التلاعبات، هي التي تهم إقصائيات البطولات وبطولات الشباب والتحدي، وتهم لاعبين مصنفين ضمن الأوائل عالميا. وكشف التقرير نفسه أن اللاعبين الذين يتلاعبون في المباريات، يستغلون في بعض الأحيان ضعف الجوائز المالية لبعض المسابقات، من أجل كسب المزيد من المال، والتلاعب في مبارياتهم باتفاقات مسبقة بين لاعبين آخرين، لا تخرج للعلن ولا تكشف للصحافة والمقربين، لكي لا تثير ضجة كبيرة. ولم يسبق لأي لاعب أو مسؤول أو طاقم تقني للاعبين، أن كشف حقيقة التلاعب في المباريات، إذ هناك سرية كبيرة وغير مسبوقة في هذا العالم، تساعد على انتشار الظاهرة دون حسيب ولا رقيب. الرهانات سر الفضيحة وتطرق التقرير الذي سمته الصحف البريطانية "الفضيحة المدوية" إلى عالم الرهانات بالتنس، إذ يكون بداية لولوج بعض اللاعبين الشباب عالم التلاعبات من أوسع أبوابه. وقال التقرير إن هؤلاء اللاعبين يحترفون الرهانات، لدرجة أنهم يبدؤون في التلاعب في نتائج المباريات من أجل مضاعفة مكاسبهم المالية، وهو ما يضرب عمق الرياضة وتاريخها وأخلاقياتها عرض الحائط، خاصة أن هذه الفضيحة تعني بالدرجة الأولى اللاعبين الشباب. وشدد التقرير على أن هؤلاء اللاعبين، يستغلون اتفاقية وقعت أخيرا بين الاتحاد الدولي للتنس وشركة "سبورترادار"، إذ تسمح لإجراء رهانات على مباريات "غير هامة" أو لا تعرف متابعة إعلامية كبيرة، وهو الأمر الذي يغذي التلاعبات. مطالب للاتحاد الدولي بالتدخل وطالب التقرير في نهايته، الاتحاد الدولي للعبة بضرورة التدخل العاجل من أجل فتح تحقيق واضح وشفاف، وتوقيف المسؤولين عن هذه الفضيحة، خاصة أنها باتت تنتشر بشكل رهيب، بل وتعني لاعبين شبابا، يشكلون مستقبل هذه الرياضة. واعتبر التقرير أن المسؤول الأول عن هذه الفضيحة هو الرهانات وبعض الشركات التي تستغل سكوت المسؤولين الدوليين عن التنس، وهو ما يدفع هذه الرياضة إلى الإفلاس في المستقبل القريب. ويعتبر التنس من أهم الرياضات والأكثر متابعة جماهيرية في العالم، إلى جانب كرة القدم وكرة السلة، غير أنه من شأن مثل هذه الفضائح أن تضرب بمصداقيته عرض الحائط، وتفقده رونقه وجماله. إنجاز: العقيد درغام

تلاعبات تهز التنس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استياء من قميص الأسود

رونار يستبعد الحدادي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات