هكذا سمم الأسود ليلة الغابون

ارتباك بسبب موقف السيارات والأمن ضبط تذاكر مزورة ونجح في المهمة واحتفالات في عين الذئاب الساعة الحادية عشرة صباحا. رجال الأمن يطوقون محيط ملعب محمد الخامس بقطع حديدية دائرية تشير إلى ممنوع الوقوف. ملعب المغرب الأول لا يتوفر على موقف للسيارات، وغير مسموح فيه بركن أي سيارة في كل الشوارع والأزقة التي تؤدي إليه. لكن في النهاية الجميع يصل إلى الملعب، حيث شاهدوا منتخبهم يسحق الغابون بثلاثية، ويواصل طريقه نحو روسيا 2018. "السيارات خارج كازا" سيارات الأمن وحدها تجوب محيط الملعب وتقف أينما تشاء. عربات «الديباناج» الحمراء منتشرة في كل مكان، تنتظر الإشارة لمعاقبة المخالفين. هذه هي التعليمات يقول رجل أمن، وهو منهمك في وضع حاجز حديدي وسط الشارع المحاذي للملعب. مشجع حيره الوضع، قال «واش بغاونا نخليو سياراتنا خارج كازا ونجيو». علامات منع الوقوف والحواجز الحديدية غزت شوارع آنفا وسقراط وكل المنافذ المؤدية إلى الملعب. رجال لأمن لا يكترثون لذلك. ويواصلون وضع حواجزهم، ومنع الاقتراب من الملعب عشر ساعات قبل المباراة. "مارشي نوار" وتزوير حركة غير عادية في محيط الملعب. ملامح مروجي السوق السوداء أصبحت مألوفة. رغم ملاحقة الأمن لهم، يصرون على مواصلة نشاطهم. يقول أحدهم «الناس ما يعرفوناش في وقت الخسارة. هاذ الشي بحال القمرة. تقدر تربح أو يقدر يمشي ليك كل شي»، في إشارة إلى الكساد الذي لحق «تجارتهم» في بعض المباريات السابقة حين حصل المروجون على كميات كبيرة من التذاكر، لكنهم اصطدموا بغياب الطلب عليها، فاضطروا إلى التخلص منها بأقل ثمن. مباراة المنتخب مختلفة. فتذاكر 50 درهما بيعت في السوق السوداء ب300 درهم. وتذاكر 30 درهما وصل ثمنها إلى 100 درهم. رجل أمن يقول لصديقه «مارشي نوار» أرحم من التذاكر المزورة. كان يقصد ضبط 16 تذكرة مزورة في محيط الملعب. هذه التذاكر تطرح مشكلة كبيرة بالنسبة إلى المنظمين، وبالنسبة إلى أصحابها الذين يسمح لهم بالولوج إلى البوابات الإلكترونية فيتفاجؤوا بعدم فتح البوابات في وجههم. الأحمر في كل مكان الخامسة عصرا. لا لون يعلو على الأحمر . الأعلام الوطنية وشعارات المنتخب الوطني في كل مكان. المقاهي والمحلات التجارية المجاورة أغلقت أبوابها، فيما أبواب الملعب تواصل التهام المشجعين. أمام الأبواب، رجال أمن كثر. الأمن الخاص حاضر بكثافة. كل شيء يوحي بأن المباراة أولي لها اهتمام خاص. المدخلان الرئيسيان في حلة جديدة، بعد أن تم تغليفهما بقطع بلاستيكية أنيقة تحمل شعارات الجامعة. في باب الصحافة خيمة كبيرة وفتيات يتأملن الاعتمادات، ويوزعن الشارات والابتسامة، مثل معرض، وليس مباراة لكرة القدم. لابد أن هذا يحدث لأول مرة في ملعب محمد الخامس، الذي افتقد في هذه المباراة وجوها كثيرة من الإعلاميين بفعل التشدد في منح الاعتمادات من قبل الخلية المكلفة. الملعب يمتلئ عن آخره السادسة مساء و20 دقيقة. كل المدرجات غصت بالمشجعين. حتى الممرات الموجودة بالمدرجات المقابلة للمنصة الرئيسية امتلأت. فاختفى لونها الأصفر، لا بد أن المراقب دون ذلك في تقريره، لأن «فيفا» لا يتساهل في هذا الجانب. عندما تختفي الممرات يعني أن هناك خللا ما، في عدد الجماهير أو في نظام الولوج. مكبرات الصوت لا تتوقف عن بث أغان وطنية واحتفالية، ومذيع الملعب يلتمس عدم الصفير على النشيد الوطني الغابوني، لكن أهازيج الجمهور تطغى على كل صوت. في المنصة الرئيسية، كل شيء مرتب بشكل جيد. موظفو الجامعة تركوا مكاتبهم في شارع النخيل بحي الرياض الأنيق بالرباط وجاؤوا إلى هنا. توفيق المالكي وفؤاد الزناتي ونجيب بربار وجلول عينوس ومحمد مقروف ودنيا لحرش تحولوا إلى منظمين يستقبلون الضيوف ويوجهونهم إلى مقاعدهم. صحافي يقول ”حنا المغاربة فاش كانبغيوا نديرو شي حاجة كانقدروا عليها». الشعب يريد 3 - 0 دخل لاعبو الغابون إلى أرضية الميدان، لتفقدها، أو بالأحرى للاستئناس بضغط الجمهور. كان ذلك في السادسة و20 دقيقة. أذهلهم منظر الجمهور يصدح في المدرجات واللون الأحمر يغطي الجميع. أغلبهم صوبوا عدسات هواتفهم نحو المدرجات. أعينهم كانت أيضا تبحث عن مكان وجو المشجعين الغابونيين، حتى شاهدوهم في مكان معزول في المدرجات المغطاة. وما هي إلا أربع دقائق، حتى صعد لاعبو المنتخب الوطني، يرتدون سراويل سوداء وأقمصة حمراء. قاموا بجولة فوق أرضية الميدان، صفق عليهم الجمهور كثيرا، مرددا «الشعب يريد ... ثلاثة لزيرو»، وذلك ما تأتى لهم في النهاية، حين قال مذيع الملعب «الأسود استجابوا لنداء الشعب». صفير النشيد الغابوني بينما المباراة توشك على الانطلاق ومذيع الملعب يحذر المشجعين من الصفير على النشيد الغابوني، انطلق ديربي خاص في المدرجات. جمهور الرجاء يحاول ترديد أهازيجه المعروفة، وجمهور الوداد كذلك، ولما يبدأ طرف في ترديد شعاراته يقابله طرف آخر بالصفير. لم يهدأ ديربي المدرجات، حتى صعد لاعبو المنتخب الوطني، إذ راح الجميع يهتف بأسماء اللاعبين الذين شرعوا في القيام بالعمليات التسخينية. جميع اللاعبين شاركوا في التسخينات بمن فيهم الاحتياطيون. بعض المدربين يقومون بذلك لإرباك المنافس، وآخرون يريدون الحفاظ على تماسك المجموعة باحتياطييها وأساسييها. الغابونيون بدورهم فعلوا الشيء نفسه. انتشروا جميعهم في نصف ملعبهم، للقيام بعمليات التسخين، فيما المدرب أنتونيو كماتشو، يراقبهم. مذيع الملعب، يواصل تنبيه الجمهور لاحترام النشيد الغابوني، لكن ما هي إلا لحظات، حتى تبين له أن نداءاته لم تنفع في شيء، لاهي ولا تلك الوصلات التحسيسية الجافة طيلة الأسبوع، فالجمهور صفر كثيرا على النشيد الغابوني، وأشعل بعض الشهب الاصطناعية أيضا، لكن بدرجة أقل من المعتاد بكثير. الفرحة الكبرى أداء المنتخب الوطني، وتوقيت إحراز الأهداف، حولا المباراة إلى عرس كبير. الجمهور لم يتوقف عن التشجيع، واللاعبون استجابوا لندائه في مباراة انطلقت بترقب كبير، وانتهت بفرحة كبرى في المدرجات، وفي مستودعات الملابس، وامتدت إلى محيط الملعب، حيث ظل صدى منبهات السيارات يسمع في خيمة الندوة الصحافية، ويخترق جدران الملعب، ليصل إلى المنطقة المختلطة، التي لم يغادرها اللاعبون وبعض الصحافيين إلا في حدود الحادية عشرة ليلا، فيما توجه العشرات نحو شاطئ عين الذئاب للاحتفال بفوز عبد الطريق نحو المونديال. إنجاز: عبد الإله المتقي وتصوير: (أحمد جرفي ومصطفى الشرقاوي وعبد الحق خليفة)

هكذا سمم الأسود ليلة الغابون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنتخب يخرج المغاربة إلى الشارع

رونار: عدنا إلى البيضاء في الوقت المناسب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات