التعليم … تقارير سوداء تعري الحقيقة

كشف عنها المجلس الأعلى للتعليم ودراسة لتقييم مكتسبات التلاميذ وتقرير لـ"اليونسكو" وضعية التعليم في المغرب لا تسر عدوا ولا حبيبا، بشهادة أعلى سلطة في البلد التي خصت منظومة التربية والتكوين وأعطابها بأكثر من ستة خطابات في 18 سنة الماضية، كما يعكس هذه الحقيقة عدد من التقارير الرسمية الصادرة عن المجلس الأعلى للتعليم والبحث العلمي، أو وزارة التربية الوطنية وهيآت المجتمع المدني وحتى منظمات دولية مهتمة بقضية التعليم مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). عزيمان يشرح كشف التقرير التحليلي لـ"تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين 2013-2000"، عن مكامن الخلل في منظومة التربية والتكوين بالمغرب خلال العشرية الأخيرة وبداية العشرية الحالية، منها تأخر في ولوج التعليم الابتدائي، خاصة وأن النسبة الخام للتمدرس، مقارنة مع مجموع الأطفال البالغين 6 سنوات، تبين أهمية الجهود المبذولة لتحقيق تمدرس كافة هؤلاء الأطفال. كما أن نسبة التمدرس في السلك الإعدادي تظل محدودة، ذلك أن 85 بالمائة فقط من هذه الفئة هم الذين ولجوا الإعدادي خلال السنة ذاتها، علما أن أكثر من الربع، أي 28 بالمائة من هؤلاء الأطفال، ما زالوا يتابعون دراستهم في التعليم الابتدائي، وهو ما يعني استمرار التأخر الدراسي وارتفاع نسبته تدريجيا مع ارتفاع نسبة تمدرس هذه الفئة العمرية (12–14 سنة). فالتأخر يتنامى مع تقدم أعمار التلاميذ بدرجة يستحيل فيها التعميم النوعي للتعليم الإلزامي، أي خروج التلاميذ من السلك الإعدادي في السن المحدد لذلك. وذكر التقرير أن عدم تعميم التعليم الثانوي الإعدادي على المستوى الوطني يجد تفسيره في الوضعية الخاصة بالوسط القروي، لاسيما تشتت السكن وعدم تغطية كافة الجماعات الترابية بالمؤسسات الإعدادية، ومستوى عيش الأسر المحدود الذي يحول دون تحمل تكاليف التمدرس بالمدينة القريبة، بعيدا عن مقر سكن الأسرة. ويتوقع حسب فرضيات علمية مدروسة، تعميم التعليم الإعدادي بالوسط القروي، على الأرجح في 2019. ويلاحظ من خلال فحص المعطيات الخاصة بنسب الدراسة لدى ثلاثة أفواج للتلاميذ الجدد المسجلين في التعليم الابتدائي العمومي في السنوات 2000، 2001، و2002، أن من بين كل 100 تلميذ مسجل في السنة الأولى من التعليم الابتدائي العمومي سنة 1999، 35 بالمائة فقط منهم تمكنوا من استكمال الدراسة بهذا السلك في متم 2005 دون أي تكرار، وأن 18 بالمائة منهم أتموا التعليم الإعدادي في نهاية 2008، وأن 6 بالمائة منهم فقط استكملوا الدراسة بالتأهيلي في متم 2011، وتفيد المعطيات ذاتها أن 3 بالمائة فقط منهم حصلوا على الباكلوريا في السنة ذاتها دون أي تكرار. مكتسبات في الحضيض وفي وقت اعتقد المغرب أنه طوى هذه الصفحة مع إقرار الرؤية الإستراتيجية 2015 2030-، أنجز المجلس الأعلى تقريرا السنة الماضية، وصف بالأسود عن مستوى التلاميذ وهيأة التدريس. وكشفت دراسة حول تقييم المكتسبات تفاصيل دقيقة عن مستوى التلاميذ في الجذوع المشتركة الأربعة، مبرزة أن ثلاثة أرباع التلاميذ يتجاوز سنهم 15 سنة، أي يتجاوزون السن القانونية لهذا المستوى، ذلك أن "تلاميذ الجذع المشترك، آداب وعلوم إنسانية، في التعليم العمومي لم يكتسبوا الكفايات اللغوية، في العربية والفرنسية، المطلوبة في المنهاج الرسمي في حدها الأدنى، علما أن أدنى مستوى مسجل بهذا الفرع، هو الخاص باللغة الفرنسية، التي لم تتجاوز وطنيا نسبة 23 في المائة من الأهداف المحققة في التعليم العمومي، علما أن أداء التلاميذ لا يختلف كثيرا في مادة الرياضيات، التي كشف البرنامج أن معدل التحصيل بها لا يتجاوز 38 في المائة وطنيا". وسجل تلاميذ الجذع المشترك، علوم، بدورهم مستويات متدنية في التحصيل، سيما في التعليم العمومي، الذي لم ينجز إلا ثلث أهداف برنامج الرياضيات مقابل 39 في المائة من الأهداف المحققة في الفيزياء والكيمياء، وظلت به معدلات التحصيل بالنسبة إلى اللغة الفرنسية، متدنية جدا، علما أن تلاميذ الأقاليم الجنوبية حصلوا على أعلى معدل تحصيل في اللغة العربية، مقابل أدنى نسبة بجهة الدار البيضاء الكبرى سطات، فيما سجل المجلس تفوقا طفيفا لتلاميذ الجذع المشترك التكنولوجي، في اللغة العربية والفرنسية والرياضيات والفيزياء والكيمياء. معطى آخر وقفت عليه الدراسة، يهم جانب المدرسين، نبه إلى النقص الحاد الذي تعرفه أغلب المؤسسات الثانوية التأهيلية، سواء في الموارد المادية أو الموارد البشرية، مشيرة إلى أن هذا الوضع لم يمنع من استخدام غير كامل لساعات العمل الأسبوعية للمدرسين رغم الخصاص المسجل في الموارد البشرية في بعض المناطق. ولأن دور المحيط الاجتماعي والاقتصادي أساسي في عملية تقييم مستوى تحصيل التلاميذ، خصصت الدراسة، التي همت 34 ألفا و109 تلاميذ من التعليم العمومي والخصوصي، محورا أساسيا وقفت من خلاله على طبيعة الوسط الذي يعيش فيه تلاميذ الجذع المشترك. وبلغة الأرقام، تبين أن 98 في المائة من تلاميذ الجذع المشترك ينتمون إلى أسر فقيرة وإلى الطبقة المتوسطة، كما أن آباء 6 في المائة من التلاميذ عاطلون عن العمل مقابل 88 في المائة من أمهاتهم، في الوقت الذي لم يتمدرس فيه آباء ثلث التلاميذ، فيما تجاوزت نسبة عدم تمدرس الأمهات النصف. اليونسكو: في انتظار 2080 أكد التقرير العالمي لرصد التعليم لسنة 2016 الصادر عن اليونسكو، أن الفرق في سنوات التعليم التي قضاها الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20سنة و24 ، حسب الوضع المالي، في الفترة ما بين 2008 و2014، يمكن أن يصل إلى 6 سنوات من التعليم، إذ يقضي الشباب الأكثر فقرا 4 سنوات فقط في صفوف الدراسة، في الوقت الذي تزيد هذه النسبة لدى شباب الفئات المتوسطة إلى 7 سنوات، أما شباب الفئات الغنية فيقضون في المعدل 10 سنوات في صفوف الدراســــــــــة. وأشار تقرير المنظمة إلى أن 5 في المائة فقط من الفتيات الفقيرات يتمكن من استكمال دراستهن في التعليم الثانوي الإعدادي، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 17 في المائة في صفوف الذكور من الفئات الفقيرة. وحذر التقرير من أن المغرب لن يتمكن من تحقيق أهدافه الخاصة بشأن التعليم قبل 50 عاما تقريبا، مشيرا إلى أنه في حال استمرار المملكة على الاتجاهات الحالية نفسها، فإن تعميم إتمام التعليم الابتدائي لن يتحقق قبل سنة 2065، في الوقت الذي سيتحقق تعميم إتمام التعليم الثانوي سنة 2080. يوسف الساكت

التعليم … تقارير سوداء تعري الحقيقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بالواضح

خروقات طريق ببولمان تغضب منتخبين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات