لن أعيش في جلباب أبي

اللباس وطريقة الحلاقة من أسباب الخلاف بين الآباء وأولادهم المراهقين لن أعيش في جلباب أبي، عنوان مسلسل مصري تناول موضوع علاقة الآباء بأولادهم التي تطبعها الرغبة في الهيمنة واحتضان الناشئة تحت عباءة الأولياء. ولقي هذا المسلسل انتشارا واسعا في عدد من البلدان العربية، لأنه عالج إشكالا تعانيه أغلب الشرائح الشبابية في المجتمعات العربية. وما يزال التشنج يطبع علاقة الخلف بالسلف، وغالبا ما يرفض المراهقون العيش تحت وصية الآباء ويرغبون في ضمان الاستقلالية في حياتهم. ويتجلى الخلاف في أوجه كثيرة، لكن الجانب المتعلق باللباس والشكل الخارجي أبرز مظاهر سوء الفهم الكبير بين المراهقين وأوليائهم. ويرجع السبب الرئيسي في الأصل إلى خلل في التواصل بين الطرفين، إذ أن الآباء يعتبرون أن خيارات أبنائهم في اللباس، خاصة في مرحلة المراهقة، تتجاوز حدود اللباقة والاحترام الواجب وتقاليد المجتمع، في حين أن المراهقين يرون أن المعايير المعتمدة من قبل أوليائهم متجاوزة ولا تتماشى مع الموضة وروح العصر. ويتحول هذا الخلاف في وجهات النظر، في أحيان كثيرة، إلى صدام بين الجيلين، يمكن أن يؤدي إلى القطيعة. ويؤدي التشبث بالمواقف، في بعض الأحيان، إلى مغادرة المراهق لبيت العائلة ليواجه مخاطر الشارع وينتهي به المطاف إلى الانحراف. ويحاول بعض الآباء التساهل في بعض الأحيان لتفادي الوصول إلى هذا الوضع، فيتنازلون عن مواقفهم، لكن يتشبثون بمواقفهم تجاه سلوكات المراهقين، ولا يحاولون فتح باب الحوار مع أبنائهم، وذلك لأنهم يعتبرون أنهم على حق وأن أولادهم هم الذين يتعين عليهم الانصياع إلى أوامرهم. ويعمل بعض الآباء على السماح لأبنائهم باقتناء الملابس التي يرغبون فيها، لكن مع توجيه الانتقادات لهذا النوع من الألبسة. وإذا كان هناك نوع من اللين، في ما يتعلق بطريقة اللباس بالنسبة إلى المراهقين الذكور، فإن الآباء يتشددون مع الإناث، بل هناك من يرغم بناته على اقتناء الحجم، بمجرد ما يصلن إلى سن المراهقة. وأكدت نتائج دراسات حول المراهقين بالبلدان العربية أن أزيد من 80 % من الآباء غير واعين بخصوصية فترة المراهقة في عمر الإنسان، ما يجعلهم يتعاملون بمنهج واحد مع أبنائهم دون التفريق بين فترة الطفولة والمراهقة، إذ يواصلون وصايتهم على الأبناء ويفرضون عليهم نموذجا معينا يرونه أنه الأصلح دون فتح حوار مع أطفالهم، الذين وصلوا إلى سن المراهقة والاستعانة بمتخصصين من أجل التعامل الأمثل مع الخصوصية التي تفرضها هذه الفترة من نمو الأطفال، إذ يعتقد الآباء أن أبناءهم لم يصلوا بعد إلى سن الرشد وأنهم غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ، فيتدخلون في كل تفاصيل حياتهم، بما في ذلك طريقة اللباس والشكل الخارجي. عبد الواحد كنفاوي

لن أعيش في جلباب أبي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاصرون أبطال جرائم مروعة

التغيرات الجسدية سبب الاكتئاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات