عبد الكريم برشيد تنقل في سيارة نقل الموتى بالخميسات

أضحك موقف طريف تكرر في حياة الكاتب المسرحي الكبير عبد الكريم برشيد حين استقراره بالخميسات، حضور أولى جلسات الماستر كلاس الملتئمة لمناسبة النسخة 11 لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي المنظمة طيلة أسبوع تحت شعار “فاس فضاء رحب للإبداع”، سيما تنقله اليومي في سيارة نقل الموتى. وقال إن امتلاك جاره بالمدينة، سيارة لنقل الموتى، فسح له تنقلا مجانيا من وإلى منزله، كلما صادفه في طريقه، رغم الموقف المحرج الذي كان يوضع فيه، مشيرا إلى أن ذكرياته في هذه المدينة، لا تنسى كما بركان والبيضاء ومراكش التي ارتحل بينها، دون أن يخفي افتخاره بالانتماء إلى فاس المدينة التي عشقها بكل جوارحه. ويبقى تأثير البيضاء حيث درس بثانوية مولاي إدريس وسكن في حي المعاريف، أعمق في هذا المبدع، لأنها “مدينة لا يمكن أن يحس فيها أي شخص بالغربة”. وأكد أن له ذكريات لن تمحى مهما مرت السنين، في كل مدينة عاش فيها وتعايش مع سكانها ومبدعيها إلى حد الانصهار. وأوضح برشيد الذي ترجمت غالبية أعماله إلى لغات مختلفة، أنه كلما ترك مدينة استقر فيها، يترك جزءا من ذاته بين أسوارها، دون أن يفرط في مقهاه وحلاقه اللذين لا يستبدلهما مطلقا، مؤكدا أن الحب ملته وأمر شرعي يؤمن به، وأن المشي اليومي لمسافات، رياضته الوحيدة التي جعلته يحافظ على صحته ورشاقته. وقال هذا الكاتب الصحفي والمؤلف والمخرج المسرحي، ابن بركان الذي ظل وفيا لنظريته الاحتفالية في المسرح، إنه بعيد عن السياسة ولا يخوض فيها، لأنه رجل فكر وثقافة و”رجل مبدع يخاطب الناس في كل زمان ومكان”، ولم ينحز لأي جهة وظل وفيا لقيم الخير والتسامح، مؤكدا بقاءه وفيا مخلصا لصدق الإبداع. وأبرز في اللقاء الذي حضره زميله عبد الحق الزروالي، أن المسرح “فلسفة يومية” عنوانها الوفاء للناس وحرية الفكر والرأي، مؤكدا أن كل الكائنات تحتفل تعبيرا عن وجودها وعيشها، معتبرا الاحتفالية التي يعد واحدا من روادها، “ليست تيارا مسرحيا، بل توجه فكري ورؤية للعالم”، لأنه “لدي رؤية احتفالية للعالم وأراه احتفالية”. حميد الأبيض (فاس)

عبد الكريم برشيد تنقل في سيارة نقل الموتى بالخميسات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

"دموع إبليس"... موضوع قديم ورؤية سينمائية بليدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات