من بين القضايا المثيرة التي أنجزتها مصالح الدرك الملكي، تلك التي أوقف فيها أربعة متهمين ضمنهم قاصران، تورطوا في اختراق حسابات بنكية، عبر الأنترنيت، واستغلال معطياتها لاستعمالها في قرصنة البطائق البنكية والتبضع بها باقتناء الألبسة والمواد الغالية الثمن.المتهمون سقطوا في سيدي إيفني بعد خطأ للعقل المدبر، الذي اعتاد استعمال المعطيات الشخصية للبطاقات البنكية التي يقرصنها بطريقة احتيالية، إذ أنه في المرات السابقة كان يتخلص من البطاقة بمجرد إنجاز عمليات الاقتناء، لكن في المرة الأخيرة أعاد الكرة بالبطاقة نفسها، وكان حينها قد أبلغ بقرصنتها واستغلالها، بعد أن وضع مالكها شكاية لدى مصالح الأمن. تقنية استدراج الضحايا لسرقة معطياتهم الخاصة، كانت تعتمد على حيل ماكرة، فالشبكة المكونة من أربعة أشخاص وضمنهم القاصران، يتزعمها شخص ملم بالأنظمة المعلوماتية، صمم مواقع شركات ومتاجر إلكترونية وهمية، وشرع في إسقاط الضحايا الراغبين في الاقتناء عبر الأنترنيت، إذ ما أن يبتلع الزبون الطعم ويقوم بتعبئة الخانات المعدة للأداء بالبطاقة الإلكترونية ومن ضمنها رقمه السري، حتى يعمد الأظناء إلى استغلال هذه المعطيات، واستعمالها في اقتناء كل ما يرغبون فيه، بل يحجزون بفنادق بكل من أكادير وسيدي إيفني وغيرهما، وظلوا يمارسون قرصنة المعطيات الخاصة بالبطائق البنكية ويستغلونها إلى أن وقعوا في شرك الدرك الملكي، بعد شكاية من فندق سبق أن تم الحجز فيه بالطريقة نفسها. وعند تفتيش منزل أحد المتهمين حجزت عناصر الضابطة القضائية ملابس وأدوات وأجهزة مقتناة ببطائق مقرصنة. ومن بين القضايا التي مازالت مصالح الأمن الوطني تجري فيها أبحاثها، تلك التي تفجرت بمراكش، بعد أن اكتشفت معدات مربوطة بخيوط معدنية دقيقة بالقرب من شباكين بنكيين، إثر تبليغ من حارس أمن خاص لوكالة بنكية، بعد فرار ثلاثة مشتبه فيهم. وتبين بعد الإبلاغ ووضع الشرطة القضائية يدها على القضية، أن الأجهزة المحجوزة تستعمل في اختراق البيانات الخاصة بالبطائق البنكية، وأن الجاني أو الجناة نصبوها بالشباك البنكي لاستنساخ بيانات آخر مستعمل للشباك نفسه، ما يتيح قرصنة بطاقته البنكية، واستغل المتهمون وجود الأجانب في مراكش لمناسبة المهرجان الدولي ما يسمح باختراق معطيات بطائق بنكية لحسابات دولية.وجرى افتضاح أمر هذه الشبكة، التي تتكون من أكثر من ثلاثة عناصر، من قبل حارس ليلي لوكالة بنكية بوسط المدينة الحمراء، حيث ارتاب في وقوف ثلاثة أشخاص قرب الشباك البنكي لفترة طويلة. غير أن ما أثار شك الحارس هو تثبت اثنين منهم لمعدات دقيقة قبل استخراج حاسوب محمول والشروع في استخدامه، ما حدا بالحارس إلى الاقتراب منهم من أجل استطلاع الأمر، غير أن المشتبه فيهم أطلقوا سيقانهم للريح والتحقوا بشخص آخر كان ينتظرهم على متن سيارة غادرت المكان بسرعة. وتعتمد التقنية التي يستعملها الجناة على بطاقات بنكية خاصة، تكون مربوطة بأسلاك دقيقة يتم حشوها في المكان المخصص لبطائق الائتمان بالشباك البنكي، ثم تربط الأسلاك بالحاسوب، ليتم البحث وفق برنامج معلوماتي عن الأرقام السرية والمعطيات الخاصة بالزبائن ومستعملي الشباك نفسه، ما يمكن من قرصنتها وبالتالي استعمالها في سحب الأموال.المصطفى صفر