تبدو قرصنة المكالمات الدولية عملية معقدة، لكن القراصنة المغاربة بسطوها وجنوا من ورائها مبالغ مالية كبيرة، طريقة "الهاكرز" تتمثل في استغلال مكالمات دولية وتحويلها لتستفيد هي من العمولات المفروضة على شركات الاتصالات المحلية، جراء كراء القمر الصناعي الذي تستغله الشركات المغربية في شبكتها التواصلية.كان من المفترض أن تستفيد من هذه المداخيل شركات الاتصال الأصلية قبل أن تنتبه الأخيرة وتودع شكاية لدى الجهات المعنية، التي استعانت بخبراء أمنيين في المجال تمكنوا من تحديد مكان العمليات وإيقاف المتهمين.القراصنة المغاربة المتخصصون في المكالمات الدولية يشتغلون بشكل انفرادي، أو بتنسيق مع قراصنة دوليين، مثلما حدث مع أشخاص وظفوا من قبل شبكات تنتمي إلى مجموعة من الدول الأوربية، بعد أن تعرفوا عليهم عبر الشبكة العنكبوتية، وبالأخص عبر موقع "سكايب"، مضيفين أن الأخيرين أرسلوا إليهم بعض المعدات الإلكترونية، والمتمثلة في جهاز "سيمبوكس" عبر إحدى شركات النقل الدولي، فيما الجزء الآخر من قبيل الوحدات المركزية للحواسيب وشاشاتها، وأيضا بطاقات الاشتراك لمختلف شركات الاتصال وتعبئتها، كان يتم اقتناؤه محليا، بعد أن يبعثوا إليهم مبالغ مالية. ويعمد الأشخاص، الذين يعملون مع الشبكات الدولية، على تزويد الجهاز المرسل إليهم من الخارج ببطاقات الاشتراك المزودة بالرصيد، وتغييرها بأخرى في حالة نفاد الرصيد، أو إلغائها من قبل شرطة الاتصال المعنية، وهو ما يمكن من تحويل مجموعة من المكالمات الدولية.أكثر الملفات وأشهرها، ملف الزاز ومن معه الذي فجر بناء على شكاية من شركة "وانا" تتعلق بقرصنة مكالمات دولية من قبل مجهولين، ليفتح تحقيق تم الاستعانة من خلاله بخبراء وتقنيين تابعين للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، استجابة لطلب تقدمت به شركة "وانا"، بعدما رصدت عمليات قرصنة طالت مكالمات هاتفية تابعة لها، عبر معدات وآليات لتهريب المكالمات الهاتفية في اتجاه الخارج، تم تحديد مكانها بحي مولاي رشيد بالبيضاء.تدخلت عناصر الشرطة القضائية بناء على التقرير الذي أعده فريق الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، والتي كشفت أن هذه الآليات والمعدات استعملت قاعدة بيانات لشركة "وانا" من قبَل شركة "سيارت" المسجلة في اسم إطارين سابقين في شركة "وانا" والتي لها صلة مباشرة بشبكات التواصل عبر الأنترنت ذي الصبيب العالمي المرتفع. وأظهر البحث في القضية من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وجود تحويلات مالية كبرى توصل بها زاز عبر حسابه البنكي من طرف مالكي شركة "سيارت"، وبرر الأخير هذا التحويل بأنه عبارة عن سلف منحه الاثنان لفائدته من أجل بناء فيلا.وانتهت التحقيقات إلى أن عمليات تحويل الرسائل النصية وتهريب المكالمات الهاتفية، تتم عبر ثلاث شركات " التحويلات البنكية، خصوصا أن بعض المبالغ الخيالية، لا تتطابق مع نشاط الشركات موضوع التحقيق. كما تم الوصول إلى عقود وهمية وفواتير مزورة من أجل تبرير التحويلات المالية من وإلى الخارج. الصديق بوكزول