تفاعل المغاربة جميعا مع حادث منى الذي ذهب ضحيته العديد من الحجاج، وتعاطفوا مع العائلات التي غيب الموت أقاربها أو جعلهم في عداد المفقودين. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، فضاء لتبادل المعلومات حول أسمائهم وهوياتهم وعناوينهم، وكانت الصفحة الخاصة بعارضة الأزياء والممثلة ليلى حديوي، "خالقة" الحدث بامتياز هذا الأسبوع.والد ليلى، الذي لم يكن العديدون يعرفون أنه مؤذن، كان من بين الحجاج المغاربة المفقودين في منى. وقد عاش "الفيسبوكيون" من "فانز" وغيرهم، تفاصيل المعاناة اليومية لليلى لمعرفة مصير والدها، وهي المعاناة التي كانت تكتب عنها "ستاتوهات" كل دقيقة أو ساعة، عبر حائطها "الفيسبوكي"، وتتلقى عنها الكثير من التعاليق و"اللايكات"... وحسب ما كتبت ليلى، فعائلتها فقدت الاتصال بوالدها الثلاثاء، يومين قبل العيد، لكنها يوم الخميس، أي يوم العيد نفسه، سألت الفيسبوكيين عبر صفحتها قائلة "واش كاينة شي شواية؟"، ونشرت صورة لها وهي تشوي "بولفاف"، قبل أن تعود وتحذف كل ذلك وتقول إنها فقدت الاتصال بوالدها يوم الخميس، ثم تدخل في لعبة الأخذ والرد مع "الفيسبوكيين"، جعلت البعض يتساءل إن كانت حديوي تريد ال "buzz" فقط من خلال حكاية والدها، أم هي فعلا متأثرة لما وقع له، أم أن تأثرها لا يمنعها من استغلال الفرصة لإثارة الجدل حولها، خاصة بعد مروها في برنامج إذاعي تحدثت من خلاله عن والدها وطلبت من كل من يقدم لها التعازي التوقف عن ذلك، لأنها ما دامت لم تر جثته بأم عينيها، فهي لن تصدق كل ما يقال عنه.الذي يعرف ليلى حديوي عن قرب، يعرف حبها للظهور الإعلامي وإثارة الجدل حول شخصها، رغم أن رصيدها صفر. فهي تقدم فقرة صغيرة في برنامج "صباحيات" حول الأزياء و"القفاطن" منحتها جمهورا لا بأس به من ربات البيوت، ومرت من التمثيل مرور الكرام، إذ لا أحد من الجمهور يتذكر لها دورا هاما علق في الذاكرة. أما عملها في مجال عرض الأزياء فليس بشيء يذكر، وقد سبقها إليه عدد من العارضات الجميلات وممشوقات القوام، مضين إلى حال سبيلهن، فلا هن سيندي كراوفورد ولا نعومي كامبل أو كيت موس... قد تكون ليلى حديوي، في الوقت الذي تكتب فيه هذه السطور، في حالة نفسية سيئة، وقد تكون سمعت خبرا مزعجا عن والدها لا قدر الله، و"الله يسمح لينا"، ولكن الأسلوب الذي تعاملت به مع ما وقع يثير الكثير من التساؤلات المشروعة. فمن غير المفهوم أن تجد الوقت والجهد لدخول "فيسبوك" كل لحظة لكتابة "الستاتوهات" ونشر الصور، في الوقت الذي لا تعرف فيه إن كان والدك حيا أو ميتا، ومن الغريب أن تسمح نفسيتك، في ظرف مماثل، أن تعلق على زوار الصفحة وتتفاعل معهم مثلما تفعل في باقي الأيام العادية... هناك أمور شخصية لا يجوز الركوب عليها من أجل مزيد من "الفانز" و"اللايكات". التحفظ واجب في حالات الموت والمرض. والحزن، حين يتملك القلب، يجعل الواحد منا "مرفوعا" لا وقت لديه لمثل هذه "البسالة" والتفاهات. ذكرتنا ليلى بصديقنا حاتم إيدار... لقد بشر معجبيه في "فيسبوك" بأنه تشافى من السرطان اللعين...بعد شهر واحد فقط... إيوا الله يشافي الجميع... من المرض "ديال الله" والمرض "ديال البشر"... (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com