هدى … فاتحة الخير

قالت إن تمسكها بالدارجة جاء بفضل حبها للأغنية المغربية تدرك منذ اللحظة الأولى في الحديث معها أنك في حضرة فنانة مختلفة تماما عن السائد، بأفكار وتصالح مع الذات عن اقتناع وقدرة على اختيار الكلمات. وعندما تطيل الحديث معها، يترسخ لديك اقتناع أنها "بنت بلد" حقيقية محبة للمغرب ولتاريخه ولدارجته، هدى سعد، ابنة المدينة القديمة التي استطاعت أن تحفر اسمها في قلوب عشاق فنها في العالم العربي. تعتبر من أولى الفنانات اللواتي وصلن بالدارجة خارج حدود المغرب، بفضل حرصها على تضمينها في أغنياتها. وجودها في سويسرا، للراحة كما قالت، لم يمنعها من الكلام مع "الصباح"، "أنا خارج المغرب، نعيط ليك من نمرة سويسرية، شكرا"، كانت هذه هي الرسالة القصيرة التي توصلنا بها بعد أن تعذر الاتصال بها. بدأت الحكاية من "جامع الشلوح" بالمدينة القديمة لتصل إلى كبريات أستوديوهات روتانا، أكبر شركة انتاج في العالم العربي، "كنت متأكدة منذ اليوم الذي اخترت فيه احتراف الغناء أنه يجب علي أن التمسك بأصولي وأن أنجح باللغة التي تسكن دواخلي وبالفعل هذا ما حدث، فخلال دراستي للفن بسويسرا كانت هناك مادة اسمها مفاتيح النجاح والتي تجيب عن سؤال كيف ينجح البعض دونا عن الآخرين، فعلمت أنه بالأفكار يمكن أن نصل إلى العالمية، وهذا ما كان". لا تنسى أبدا دور التنشئة في خلق التميز، "شاعرية الأب وحبه ومعاشرته لأهل الطرب والغناء غذت مخيلتي منذ كنت طفلة، وزد عليها أننا أسرة بكاملها موهوبة فأخي شاعر وملحن وعازف قيثار ماهر، وأختي عازفة كمان وتتقن فن الغناء، وأختي الصغرى تجمع بين محاسن الصوت الجميل والكوميديا الهادفة، إذ وسط هذا الجو صقلت الموهبة ونمت، إضافة إلى الدراسة". تتذكر جيدا اليوم الذي قررت فيه أن تضم أغنيتي "جيت نصيدو صيدني" وما تفكرنيش" إلى ألبومها الأول مع "روتانا"، دون أن تعي أنها تضع بصمتها الخاصة والتي لا يمكن محوها، "بعد صدور الألبوم انتشرت الأغنيتين بشكل سريع وفازتا بقلوب الملايين في العالم العربي، لأدرك أن الفكرة تكمن هنا، في التميز وحسن الاختيار" تؤكد هدى. "لقد تعبت كثيرا كثيرا، ويكفي فقط أن أقول إنني لأجد شريط "جيت نصيدو صيدني" كلفت والدي بالبحث عنه في كل مكان ليجده عند أسطوانات جلال بشارع بوردو، وليبعثه لي لدبي وفي ظل عدم وجود التقنيات المتطورة الحالية، فتلك حكاية آخرى، وسبب تمسكي بالغناء بالدارجة هو حبي أولا للأغنية المغربية التي تسكن دواخلي، فكيف إذن عندما تتاح لي الفرصة لأبرهن عن هذا الحب أتهرب، على العكس تمسكت ونجحت، اللهم أكون الرقم واحد في بلادي أو الرقم ثلاثة أو أربعة عند البراني، لأن الآخر سيكرمك ويعترف بأعمالك لكنه سيفضل ابن البلد"، تؤكد سفيرة الأغنية المغربية في الشرق. ولم تفت الفنانة الشابة التأكيد على أن الحياة بالنسبة إليها هي صحة وعائلة ومغرب آمن ومستقر، أما الفن فتصالح مع الذات وراحة نفسية، "اختياراتي وأفكاري قناعات شخصية وأنا أتحملها وإذا كنت أريد المال لاخترت الغناء الخليجي، أو المشرقي عموما". أحمد نعيم

هدى … فاتحة الخير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا أقـلـد لمـجـرد

التاريخ لا يحتفظ بالرداءة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات