الديـري: لهجتنـا أصبحـت وسيلـة للانتشـار

‎الكاتب الحداني قال إن ثورة الأغنية المغربية ليست عابرة قال زكرياء الحداني، كاتب كلمات ومنسق فني، "إن الأغنية المغربية العصرية أو الشكل الجديد للموسيقى الذي انطلق هو امتداد للأغنية المغربية الأصيلة التي عرفت في الستينات والسبعينات والثمانينات، لكنها أتت بجديد يتمثل في انفتاحها على العالم العربي ونجاحها في حصد إقبال كبير من الجمهور المشرقي ولم تعد مرتبطة بالمغرب فقط". وأضاف الحداني، "الدليل على ذلك أن العديد من الفنانين العرب اتصلوا بنا وما زالوا يتصلون للتعامل معنا رغم أنهم كانوا في البداية يقولون إنها صعبة الفهم وهذا يعود إلى أنهم لم يبذلوا مجهودا للتقرب منها أكثر وأيضا إلى الطريقة المعقدة التي كانت تكتب بها تلك الأغاني، حيث تستعمل فيها كلمات مغربية لا يمكن لغير المغربي أن يفهمها كما هو معمول به في الزجل، وهنا جاءت فكرة البحث عن أغان مغربية تتضمن كلمات بسيطة يستوعبها الجميع". ونفى الحداني في حديث مع "الصباح" أن يكون هذا النجاح الذي نلمسه على أرض الواقع قد جاء من فراغ أو بمحض صدفة، مشيرا إلى أن هناك مجهودات مضنية بذلت من قبل العديد من الفنانين لإعطاء الأغنية المغربية هذا الإشعاع اللافت، بعدما عاشت فترة من الركود نظرا لأن هناك من الرواد من مات وهناك من لم يستطع إكمال المسيرة لاعتبارات صحية أو مادية، وظلت لعقود طويلة حبيسة بين جدران المغرب، غير قادرة على مجابهة اللهجات المصرية واللبنانية و الخليجية. وأضاف قائلا "الذي ساعد أكثر على بروز هذا النوع الموسيقي الجديد هو تزامنه مع الثورة الإعلامية التي عرفها العالم سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الوسائل الأخرى منها اليوتوب وغيرها". وبخصوص الانتقادات الواسعة التي لاقتها هذه الأغاني الجديدة بسبب اعتماد كلمات "سوقية" وليست مغربية أصيلة، أوضح زكرياء أن هذا الحكم لا يمكن إسقاطه على جميع الكتاب، لأن كل كاتب له اختياراته ومبادؤه التي يطبقها في أعماله. أما الاتهامات التي يوجهها الرواد لكتاب الكلمات، فإن الحداني اعتبرهم أساتذة كبارا لا يمكن نكران دورهم في المكانة التي عرفتها الأغنية المغربية، مؤكدا أن الجيل الجديد فيه من هو حريص على الاستمرارية وإعطاء الأغنية المغربية المكانة المتميزة في الساحة الفنية العربية، مضيفا "هناك أيضا من لديه أهداف أخرى ربحية على حساب القيم، وهذا هو السوق إذ يتضمن ما هو جيد ورديء، لكن الجمهور في هذه الحالة يبقى هو الحكم الفيصل لتقييم هذا العمل وقبوله أو رفضه". وختم زكرياء الحداني، أن هذه الثورة في الأغنية المغربية سيكون لها مستقبل، وليست مجرد موجة عابرة، مشيرا إلى أنه فقط يجب أن يقنن هذا المجال حتى يعرف كاتب الكلمات والملحن والموزع والمغني ماله وما عليه اتجاه الجمهور. من جهته اعتبر رضوان الديري، ملحن ومؤلف، أن فكرة الاعتماد على هذا النوع الجديد من الأغنية المغربية بكلمات سهلة أصبحت منتشرة في الشرق بكثرة، تعود إلى أن الملحنين والكتاب حاولوا إنتاج أغنية مغربية تكون خليطا بين كلمات بالعامية وكلمات مبسطة بشكل يجعلها سهلة الفهم. وهو ما جعل الملحن الديري ومجموعة من زملائه يطلقون الفكرة على أرض الواقع، إذ أشار المتحدث نفسه، إلى أنه في البداية كان يرغب في الغناء بالدارجة والتحرر من لغة المشرق التي هيمنت على الساحة الفنية، وهو ما تحقق بعد أن أنتج أغنية لحنها وأداها بنفسه وبعد سماعها جاء عنده حاتم عمور الذي كان أول من اتصل به للتعامل معه في هذا النوع الجديد من الأغاني. وعندما لاقت التجربة إقبالا من قبل الجمهور العربي وانتشرت في مواقع التوصل الاجتماعي و"يوتوب" تقرر إطلاقها رسميا إلى أن حققت النجاح الذي حققته اليوم. ‎وبخصوص ما إذا كان هذا الإنجاز مخططا له أم أنه جاء بمحض الصدفة، قال الديري، "إنه في البداية لم نكن نقصد الشرق، كنا منغلقين على أنفسنا بالمغرب، لكن بما أن الشرق أصبح يعيش نوعا من الرتابة جعلت الهجرة معكوسة إذ أصبح الفنانون هناك يبحثون عن نمط جديد لأن الإيقاع الذي اختاروه واعتمدوا عليه لمدة طويلة أصبح مملا ولم يعد يستقطب جمهورا أكبر ولهذا بحثوا عن الحل، ووجدوه في المغرب خصوصا أن الأغنية المغربية المعتمدة على اللغة العامية بدأت في الانتشار في الدول العربية ولقيت تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور العربي". وهنا ستكون انطلاقة الأغنية المغربية المعتمدة على كلمات بالعامية، يقول الملحن رضوان، إذ بدأ الفنانون بالخليج يتصلون بكتاب الكلمات والملحنين المغاربة للتعاون معهم في إنتاج أغنية يخرجون بها من الرتابة التي عاشتها الساحة الفنية العربية وأيضا للمحافظة على مكانتهم التي يخشون فقدانها. وأشار المتحدث نفسه، إلى أنه أمام هذا الوضع المستجد كان لزاما على الفنانين المشارقة البحث عن منفذ للعودة إلى الأضواء واستقطاب عدد كبير من الجماهير وأيضا لمواكبة تطورات العصر، وهو ما جعلهم يقبلون على "اللهجة المغربية" ويعتمدونها في أغانيهم باعتبارها وسيلة للانتشار السريع وللمحافظة على مكانتهم في الساحة. ‎محمد بها

الديـري: لهجتنـا أصبحـت وسيلـة للانتشـار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شركات الإنتاج سبب عدم الانتشار

المشارقة وموضة اللهجة المغربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات