حذر الملك من خطورة المقترحات المغلوطة والتصورات غير الواقعية حول الصحراء، على الأوضاع في المنطقة، مؤكدا أن المغرب سيرفض أي مغامرة غير مسؤولة بخصوص الخلاف الإقليمي .وأوضح الخطاب الملكي، الذي ألقاه الأمير مولاي رشيد، أول أمس (الأربعاء)، في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن العديد من القوى الدولية تدرك أن التصورات البعيدة عن الواقع، التي تم إعدادها داخل المكاتب، والمقترحات المغلوطة، لا يمكن إلا أن تشكل خطرا على الأوضاع في المنطقة.وأعرب الملك عن أمله في أن تواصل منظمة الأمم المتحدة جهودها من أجل حل الخلافات بالطرق السلمية، والتزامها باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، لتحقيق تطلعات شعوب العالم إلى السلم والأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن المنظمة، التي تحتفل بذكراها السبعين، بلغت سن النضج والحكمة والمسؤولية، «وهي المبادئ والقيم نفسها التي يجب أن تحكم عمل المجموعة الدولية في حل الخلافات الإقليمية "، كما أن عملها، يضيف الملك، لا ينبغي أن يكون سببا في زعزعة استقرار الدول التي تساهم في العمل والتعاون متعدد الأطراف.ودعا الملك الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية والجهوية، إلى إعداد خطة عمل للتحول الاقتصادي بإفريقيا، وتوفير موارد قارة لتمويلها، كما دعا إلى وضع السلم والاستقرار في صدارة الأولويات، للوقاية من النزاعات، والتصدي للتطرف والإرهاب، ومعالجة إشكالية الهجرة وفق مقاربة تأخذ بعين الاعتبار كرامة المهاجرين، وصيانة حقوقهم الأساسية، وتتصدى للأسباب العميقة لهذه الظاهرة، مشددا على أن إفريقيا، رغم مؤهلاتها، توجد في مفترق الطرق، وأنه بدون دعم دولي جوهري ملموس فإنها ستعرف تفاوتات صارخة وخطيرة بين دولها؛ دول تنخرط في مسار التنمية والتقدم، وأخرى تغرق في الفقر والجهل وعدم الاستقرار.وأبرز الخطاب الملكي أن معالجة الوضع تقتضي اعتماد رؤية إدماجية، متناسقة ومتكاملة الأبعاد، على المدى المتوسط، وتتطلب مبادرات عملية عاجلة، «لأن تفاقم الأوضاع، والضروريات اليومية الملحة، لا يمكن أن ينتظر حتى تستفيق البيروقراطية الدولية لاتخاذ القرارات»، مؤكدا أن «إفريقيا يجب أن تكون في صلب التعاون الدولي،من أجل التنمية، لمساعدتها على التخلص من ماضيها الاستعماري، وتحرير طاقاتها".وأكد الملك أن المغرب يأمل أن تساهم أهداف التنمية المستدامة في بلورة برنامج طموح، يصحح الاختلالات التي يعرفها التعاون الدولي، ياسين قٌطيب