مراكش تتنفس تحت الماء

السيول الجارفة اقتحمت البيوت في الطوابق الأرضية وتحت أرضية وحولت الشوارع والأزقة إلى برك عاش سكان مراكش عصر أول أمس (الاثنين)، حالة خوف وارتباك نتيجة الأمطار العاصفية، والتي نتجت عنها سيول جارفة، غمرت أهم الشوارع والأزقة، واقتحمت بعض البيوت في الأحياء الشعبية على وجه الخصوص. وتحولت جل شوارع المدينة وأحيائها إلى برك، كما حدث بشارع علال الفاسي بمقاطعة كليز وأحياء المسيرة الثلاثة بمقاطعة المنارة.وخلف تهاطل الأمطار بغزارة بالمدينة الحمراء عرقلة في حركة السير والجولان بشوارعها، التي تعرف ازدحاما في هذه الفترة الزمنية بالضبط، خصوصا بالداوديات، حيث انفجرت بالوعات الصرف الصحي وشلت حركة السير بالشارع. وأكد العديد من السكان الذين انشغلوا بتصريف المياه المتسربة من بالوعات الصرف الصحي، أن المدينة غرقت، في الوقت الذي شهدت جل الشوارع اختناقا مروريا استنفر رجال الشرطة ومستخدمي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء. وحسب السكان، فإنه بعد ساعة وربع فقط من التساقطات المطرية، غمرت السيول أغلب بيوت الطوابق الأرضية وتحت أرضية، كما غرقت متاجر وحوصر الأطفال في مدارسهم، بعدما لم يتمكن الآباء من الوصول إليهم، بسبب تحول الأزقة المؤدية إلى المؤسسات التعليمية إلى برك يصعب عبورها.ولم يكن حال المدينة العتيقة، أفضل من الأحياء الواقعة خارج السور، إذ خلفت الأمطار العاصفية، التي شهدتها خسائر مادية، بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي ورداءة البنيات التحتية.وألحقت السيول عدة خسائر بممتلكات مجموعة من المواطنين الذين اقتحمت مياه الفيضانات بيوتهم، خاصة في أحياء المدينة العتيقة، فيما لم تسلم بعض الشوارع الكبرى والأحياء الراقية من الفيضانات نتيجة اختناق قنوات الصرف الصحي. وفي الوقت الذي انشغل عمال «لاراديما»، بحل مشكل اختناق قنوات الصرف الصحي، انشغل العديد من الشباب بالتقاط «سيلفي» قرب البرك المائية، في حين دأب البعض الآخر على تصوير لقطات فيديو للمياه المتدفقة.وكشفت التساقطات القوية زيف ادعاءات المسؤولين، الذين يروجون ما يسمونه «تطوير الخدمات الجماعية لسكان المدينة وتأهيل البنيات التحتية»، الأمر الذي افتضح بعد ساعة من الأمطار . محمد السريدي (مراكش) مراكشيون عالقون عاشت مراكشية ساعة جحيم جراء انفجار أنبوب الواد الحار تحت سيارتها بمدارة عين إيطي غير البعيدة عن مقر ولاية جهة مراكش وولاية الأمن، إذ ظلت عالقة داخلها إلى حين تطوع سائق حافلة بمساعدة بعض الركاب لإنقاذها وإخراج سيارتها التي تعرضت للإتلاف من المدارة المذكورة، التي كادت تغمرها مياه الفيضانات. وظلت السائقة المتضررة تحاول ربط الاتصال بالمدرسة الخاصة، حيث تتابع ابنتها الصغيرة دراستها، والتي كانت في طريقها لاصطحابها إلى منزل العائلة قبل أن تجد نفسها في ورطة، ما دفع العشرات من المتطوعين للتدخل لإنقاذها. كما عاش سائق قائد الملحقة الإدارية الحي العسكري لحظات عصيبة، بعدما حاصرت المياه سيارته بحي مبروكة بمقاطعة كليز، وعجز المواطنون عن الوصول إليه، إذ في رمشة عين أصبح في قلب بركة مائية كبيرة. واضطر إلى الترجل، ومحاولة الوصول إلى الجهة الآمنة، فيما تطوع مواطنون بعد أن توقفت التساقطات المطرية، إلى دفع السيارة لإخراجها من البركة.م. س

مراكش تتنفس تحت الماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمطار طوفانية تخرج سكان سيدي بنور للاحتجاج

الطريق إلى منى... ساعات في الجحيم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات