لا يتوفر المغرب على سفير ، بالسويد، منذ 2014، لحظة استدعاء بوشعيب يحضيه، كي يتولى منصب والي العيون، ليتكلف قائم بالأعمال بتمثيلية المغرب في بستوكهولم.واعتبر ملاحظون هذا الغياب فضيحة سياسية لصلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية، الذي لم يقترح سفيرا لهذا المنصب، وهو يعي جيدا أن هناك مشاكل بالدول الاسكندنافية التي اخترقتها الجزائر بوفود دربتهم على الإقناع، وإحداث شبكات اجتماعية وحزبية ونقابية لدعم أطروحة الانفصال.وقلل سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، القيادي في العدالة والتنمية، في معرض جوابه على أسئلة "الصباح"، من شأن هذا الأمر، مؤكدا أن السويد كانت تلعب دورا رياديا للوساطة إبان الحرب الباردة، بين المعسكرين الشرقي والغربي، وبالتالي، كانت تستخدم ما يسمى "سياسة الحياد"، وكي ترجع إلى الساحة الدولية لإبراز وزنها في محيط دولي متقلب، قررت تغيير سياستها الخارجية، بتبني أي ملف يوضع بين يديها، كي تستقطب الأطراف لمحاورتها.وأكد العثماني أن التحول الذي جرى، هو صعود حزبي المعارضة اليسارية السويدية،(الحزب الاجتماعي الديمقراطي العمالي، وحزب الخضر)، إلى الحكومة، وهما كانا دائما مساندين لأطروحة الجزائر، ومن ثم كانا يسعيان إلى تحريك الأغلبية البرلمانية، لعقد منتدى برلماني مشترك، احتفالا بمرور الذكرى 40 على تأسيس جماعة بوليساريو.وأوضح العثماني أن مسؤولي السفارة المغربية يقومون بمجهود في مجال الدفاع عن القضايا العليا للوطن، إذ سبق له باعتباره وزير خارجية سابقا، أن أشرف رفقتهم على عملية إحباط مناورة للبرلمان السويدي، كانت ترمي إلى التصديق على توصية ضمن تقرير شامل حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتضمن اعترافا بجمهورية الوهم في الصحراء، إذ تمكن المغرب من دفع نواب من الأغلبية الحكومية لأحزاب يمينية، إلى التحفظ على تلك التوصية .وكشف العثماني أهمية زيارة الوفد المغربي الحزبي للسويد، في إطار عمل استباقي يحول دون تنفيذ ملتمس قدمه البرلمان السويدي للحكومة اليسارية الجديدة، يرتكز على مبدأ "تقييم" مسألة الاعتراف بجمهورية الوهم، في غضون الشهور المقبلة، على اعتبار أن اليسار أصبح أغلبية برلمانية، ويسير الحكومة، وهذا يعد في حد ذاته موقفا عدائيا تجاه المغرب. وقال العثماني إن زيارة الوفد الحزبي المتنوع، هي رسالة للسويد، كي تعتبر أن ملف الصحراء، ليس ملف حكومة، ولكنه يعبر عن إرادة شعب بأكمله في الدفاع عن وحدته الترابية غير منقوصة. وبخصوص وجود تقصير من قبل المغاربة، على اعتبار أن الصحافة المغربية نبهت إلى وجود ضعف في التواصل مع الدول الإسكندنافية، ظهر من خلال عدم التصويت على عبد الواحد الراضي، رئيسا للاتحاد البرلماني الدولي، وفي استقبال وفود بوليساريو، أقر العثماني بوجود تقصير، وجب سد فراغه حتى لا تصبح المنطقة تابعة لنفوذ الجزائر.وسيشارك الوفد المغربي بأمناء عامين أو من يمثلهم، وتهم العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والأصالة والمعاصرة، الاستقلال، والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي، والاشتراكي الموحد، رفقة مسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية.وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة عقد لقاء مع أمناء الأحزاب، أغلبية ومعارضة ومركزيات نقابية لصد الاختراق الجزائري للدول الاسكندنافية، كما تم منع فتح أول متجر لشركة "إيكيا" السويدية بمنطقة زناتة عين السبع، وذلك لأنها لم تطبق القانون، إذ كان المغرب سيقدم لها تسهيلات استثنائية، لكن توجه حكومتها العدائية، جعل المغرب يلعب بورقة اقتصادية .أحمد الأرقام