استنفرت حالة تمرد وفرار نزلاء بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية مولاي إسماعيل بمكناس، واعتدائهم على ممرض وعلى جناح المريضات، نهاية الأسبوع الماضي، أمن مكناس والمديرية الجهوية للصحة وعائلات النزلاء التي حلت من مختلف المدن والقرى للاطمئنان على أبنائها. وقالت مصادر نقابية إن عشرات المرضى عقليا، استغلوا عطلة العيد ليهاجموا ممرضا مداوما وحارس أمن، إذ غرزوا حقنة في عنق الممرض واعتدوا عليه وعلى حارس الأمن بالضرب، قبل أن ينطلقوا في حالة هستيرية بعد أن خربوا المعدات، نحو جناح المريضات عقليا، ليعتدوا عليهن. واستغل سبعة نزلاء حالة الفوضى والتمرد، التي أرعبت مرضى باقي الأجنحة، للفرار، إذ انطلقوا في اتجاهات مختلفة، حسب ما أوردته المصادر النقابية، مضيفة أن المرضى كسروا الأبواب وتسلقوا السور، الذي لم يكن محروسا. وفيما نجح خمسة منهم في الفرار، تمكنت فرقة أمنية، حلت بسرعة بالمنطقة، من إيقاف اثنين كانا يجريان باتجاه المدينة. وقالت المصادر النقابية ذاتها، إن حالة الفرار والاعتداء على الموظفين، نتجت عن انتشار خبر وفاة نزيل في الجناح نفسه، إذ استشاط أحد النزلاء غضبا، قبل أن تنتقل العدوى إلى آخرين، دخلوا في حالة هيستريا وعنف، لم يتمكن معها الممرض والحارس من ضبطهم، ورغم التحاق ممرضين آخرين به فشلوا في صد هجوم المرضى. وأماط الحادث اللثام ، حسب المصادر النقابية، عن الوضعية التي يعيشها هذا الجناح، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 29 سريرا، إلا أنه يستقبل أزيد من 50 نزيلا، ما يخلق حالة اكتظاظ وفوضى، ويزيد من تأزم وضعية المرضى، وازدادت وضعية الجناح تأزما، بعد أن استقبل مرضى جددا من نزلاء بويا عمر. من جهته قال الدكتور الطيبي، المدير الجهوي للمديرية الجهوية لوزارة الصحة بمكناس، في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، إن نتائج التحقيق الذي أجرته إدارته أظهر أن وفاة النزيل طبيعية، وأنه كان يعاني مجموعة من الأمراض المزمنة، وكان يتلقى علاجه بمستشفيي مولاي اسماعيل ومحمد الخامس بالمدينة نفسها. وألح المدير الجهوي على ألا علاقة لوفاة النزيل بفرار سبعة نزلاء، اثنين منهم ألقي عليهما القبض وأعيدا إلى الجناح، فيما يتواصل البحث عن الخمسة الآخرين، مضيفا أن الفارين استخدموا العنف تجاه الموظفين، وأن وصول فرقة أمنية خاصة طوق المشكل. وأوضح المسؤول نفسه أن المصلحة عرفت ترميما وإصلاحا، وأن مشروعا جديدا لإعادة توسعة المؤسسة الاستشفائية وتهيئتها في طور التطبيق، بعد أن رست الصفقة على أحد المهندسين، مضيفا أن استقبال جناح المرضى عقليا ونفسيا للحالات الاستعجالية، هو ما يتسبب أحيانا، في الاكتظاظ، "غير أنه المهم هو التكفل الجيد بالمرضى، إذ لا يمكننا رفض الحالات الاستعجالية عند ترد علينا". ضحى زين الدين