انتقد عبد الله البقالي، القيادي في الاستقلال، عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، لأنه خاض حملته الانتخابية على اتهام "الأصالة والمعاصرة" بتمويل أنشطته من عائدات تجارة المخدرات، ولم يفتح أي تحقيق قضائي في النازلة.وأكد البقالي، الذي حل ضيفا رفقة قادة أحزاب الأغلبية والمعارضة، ببرنامج "قضايا وآراء" ليلة الثلاثاء الماضي بالقناة الأولى، أنه كان حريا ببنكيران، الذي يتوفر على الوسائل القانونية، بما فيها رئاسة النيابة العامة ممثلة في وزيره في العدل والحريات، المصطفى الرميد، بإحالة الملف الذي أثار ضجة إعلامية، على القضاء.وأوضح البقالي، في معرض رده على تدخل إدريس الأزمي الإدريسي، عمدة فاس، ووزير الميزانية، أن بنكيران ليس فقط فاعلا سياسيا، حتى يكتفي بتوجيه سؤال سياسي مزعج، لحميد شباط، أمين عام الاستقلال، الذي اتهم في شريط فيديو بالحسيمة في 2011، إلياس العماري، نائب أمين عام الأصالة والمعاصرة، بأنه يبتز تجار المخدرات، ويهددهم بإدخالهم السجن، إذا لم يقدموا له الملايير، قصد خوض حملته الانتخابية، مضيفا أن مساءلة بنكيران لشباط والعماري، مست بمنصبه رئيسا للحكومة، لأن الرأي العام يسعى إلى معرفة الحقيقة كلها عبر فتح تحقيق قضائي نزيه.ورد سمير بلفقيه من الأصالة والمعاصرة، أن حزبه سبق له أن قدم شكاية ضد شباط، لكن الرميد وضعها في الرف، وتحفظ على فتحها، مضيفا أنه كان سيكون من الأفضل لو تمت الاستجابة لطلب حزبه الذي يعاني التشهير به إعلاميا من قبل رئيس الحكومة، والتهجم على قادته، رغم أنهم لا يردون عليه بالمثل.ومقابل ذلك، شدد البقالي على استمرار سياسة تغيير وجهة صوت الناخبين، الذين اختاروا توجها سياسيا ما في كبريات المدن، ليجدوا أن رئاسة الجهات آلت لأحزاب أخرى، لم يصوت عليها الشعب، وكأن عملية الانتخاب الثانية التي تجري بين "الكبار" هي معاقبة الناخبين.وقدم البقالي مثالا على جهة طنجة تطوان، مؤكدا أن الفائز الحقيقي هو العدالة والتنمية الذي حصد آلاف الأصوات، لكن حرمانه، تم من خلال إدخال الحسيمة في الجهة، ودفع قيادي "البام" لرئاستها، في إشارة إلى إلياس العماري، الذي فاز في قرية ببضعة أصوات، في نزال فردي، يختلف عن نمط الاقتراع اللائحي، الذي يتطلب آلاف الأصوات.وقال البقالي إنه وإن كان يعتبر أن هذه الانتخابات، هي الأقل سوءا بالمغرب، مقارنة مع سابقاتها، لحياد السلطة وعمل الحكومة والأحزاب ومرشحيها، فإن الأخطر هو أن يستمر ما وصفه "التعبير العميق للدولة" في التدخل لوضع من يشاء على رئاسة الجهات، لمعاقبة الناخبين الذين قد لا يصوتون مستقبلا، لأنه لم يتم احترام أصواتهم، مضيفا أن هذا "التعبير العميق للدولة" عليه أن يخرج للعلن، ومواجهة كافة المتنافسين، والابتعاد عن لعبة رفضها المغاربة، وسيكون لها تأثير سلبي على التنمية، والمشاركة السياسية.من جهته، وضع الأزمي أسئلة على قيادة "البام" بتقديم توضيحات بخصوص فوز العماري ببضعة أصوات في دوار ناء، وهو الذي كان مساندا فقط من 31 عضوا من أحزاب المعارضة، فيما منافسه سعيد خيرون من "بيجيدي" كان مساندا من قبل 32 عضوا، لكن التصويت جعل العماري يحصل على 42 صوتا، مقابل 20 لمنافسه.كما استغرب أن يفشل مصطفى الباكوري، أمين عام "البام" بالمحمدية، ليصبح بعدها رئيسا لجهة الدارالبيضاء سطات.ورد بلفقيه أن حزبه في الشمال أحسن التفاوض مع الناخبين الكبار، ووقعت تفاهمات بالتنازل على جماعات، كي ترأسها تلك الأحزاب، مقابل التصويت على مرشح حزبه بالجهة، وبالتالي لا يوجد أي لغز سياسي.أحمد الأرقام