مافيا “البوتوكس” تلهب سوق التجميل

عمليات الحقن يمارسها أشخاص غير مؤهلين مقابل 2500 درهم للجلسة في ظل غياب إحصائيات رسمية حول حجم مبيعات العقاقير والأدوية المستخدمة في عمليات التجميل، يؤكد مهنيون أن رقم معاملاتها تكاد تتجاوز إجمالي رقم معاملات الأدوية، علما أنه لا يتم تصنيعها محليا من قبل أي مختبر، إذ تستورد جميعها من الخارج، وعلى رأسها عقار "البوتوكس"، الذي أحدث ثورة في مجال التجميل، إذ يستخدم هذا العقار الذي يضم في مكوناته بكتيريا سامة، للتخفيف من التجاعيد وعلامات تقدم السن في مناطق مختلفة من الجسم، عبر حقن هذا السائل اللزج تحت الجلد.وأكد عبد المجيد بلعيش، مدير عام الجمعية المغربية لصناعة الأدوية، أن عقاقير مثل "البوتوكس" و"الكولاجين" تدخل إلى السوق المغربي بكميات كبيرة، عبر الاستيراد، أو "التهريب"، لتسوق بأسعار باهظة، موضحا أن هذه العقاقير مثلها مثل أدوية ومستحضرات التجميل لا تحتاج إلى إذن للعرض في السوق "AMM"، وإنما تتقيد فقط بالتسجيل لدى وزارة الصحة لدى دخولها السوق المغربي.وأضاف بلعيش في اتصال هاتفي مع "الصباح"، أن استعمال العقارين المشار إليهما، لا يخضع لضوابط قانونية رغم خطورتهما، إذ يتم حقن "البوتوكس" مثلا في حفلات أو مناسبات خاصة من قبل أشخاص غير مؤهلين، في الوقت الذي يتعين الخضوع لجلسات حقن على يد جراح تجميل أو اختصاصي أمراض جلدية، لأن سوء استخدام المادة وحساسية جسم المريض يتسببان في أضرار جانبية خطيرة، تتمثل في تشوهات متقدمة يصعب علاجها.ويظهر سوء استخدام عقاقير التجميل، خصوصا "البوتـــــــــــــوكس"، الأكثر شيوعا، من خلال انتشار إعلانات في مواقع الصفقات من قبل صالونات ومراكز تجميل، تعرض حصص حقن بهذه المادة تبدأ من 2500 درهم، حسب المنطقة المراد حقنها، فيما يبدأ سعر حصة حقن بحمض "الهيالورونيك" بأربعة آلاف درهم، إذ يضطلع بعملية الحقن وإدارة حصص العلاج، اختصاصيو تمريض أو تدليك.ويتم الحقن خلال دقائق معدودة، تظهر النتائج خلال ثلاثة أيام، إذ يعتمد نجاح العملية على مكان وعمق التجاعيد، فيما يمكن لنتائج حقن هذه العقاقير أن تستمر لمدة تتراوح بين ستة أشهر وتسعة. وبعد ذلك، يتلاشى تأثيرها تدريجيا، الأمر الذي يستدعي حقن المنطقة نفسها مرة أخرى، من أجل الحفاظ على الجلد المشدود والبشرة النضرة لفترة أطول.وبتغير معايير الجمال لدى المغاربة اليوم، وتأثرهم المتزايد بنماذج الجمال والموضة الشرقية، تطور الطلب على استهلاك "البوتوكس" كثيرا، خصوصا لغايات تعزيز الجاذبية "الجنسية"، من خلال تكبير حجم الشفاه والخدود وبعض المناطق "الحساسة"، وهو الأمر الذي يهم 70 في المائة من النساء، النسبة المقبلة على هذا النوع من عمليات الحقن والتجميل، علما أن الكلفة الحالية للقيام بهذا النوع من العمليات، ما زالت مرتفعة مقارنة مع القدرة الشرائية المحلية، وإن كانت أقل بمرتين من تلك الموجودة في فرنسا ودول غرب أوربا.ولم تتوقف حمى استخدام "البوتوكس"، التي انتشرت منذ ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا عند النساء فقط، بل امتدت إلى الرجال المغاربة، الذين تغيرت عاداتهم الاستهلاكية وتوسعت لتشمل منتوجات التجميل، وبالتالي فالمقبلون على عمليات الحقن بالعقار المذكور، يمثلون نسبة تتراوح بين 25 و30 في المائة من الرجال، الباحثين عن وجوه مشدودة أكثر شبابا، تساعدهم على مقاومة الشيخوخة وآثار تقدم السن.بدر الدين عتيقي

مافيا “البوتوكس” تلهب سوق التجميل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العفو عن 343 شخصا لمناسبة عيد الأضحى

"دمقرطة" عمليات التجميل الحميمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات