انتحار القضاة يسائل المسؤولين

روايات متناقضة بشأن انتحار قاضي مراكش على بعد يوم واحد من عيد الأضحى، فضل قاض بالمحكمة الابتدائية بمراكش وضع حد لحياته، صباح الأربعاء الماضي، بالانتحار شنقا، واكتشفت جثته معلقة بحبل بسطح منزل في طور البناء.تعددت الروايات المصاحبة للانتحار، بين من يتحدث عن حلول لجنة للتفتيش من المفتشية العامة لوزارة العدل والحريات، لأجل البحث في بعض الملفات التي أصدر فيها أحكاما كانت محط شكايات متقاضين، وبين قائل إنه كان على علم بأنه محط مراقبة، وبين من يروج لوجود تسجيل له مع أحد المتقاضين، غير أن السبب الحقيقي للانتحار يظل غامضا، في انتظار ما ستؤول إليه التحقيقات التي تباشر تحت إشراف النيابة العامة.الروايات المصاحبة لحالة انتحار القاضي الشاب، والذي لم يمض على وجوده بسلك القضاء 13 سنة، على أبعد تقدير، لا يمكن أن تكون بسبب بحث تجريه معه المفتشية العامة، على اعتبار أنه، حتى في حال وجود شبهة، فالقرارات التأديبية التي يمكن أن يصدرها المجلس الأعلى للقضاء لن تزيد عن العزل، أقصى عقوبة تصدر في حقه. انتحار قاض يسائل المسؤولين القضائيين المحليين والمركزيين، على اعتبار أن المتابعة اليومية للقضاة من قبل المسؤولين المشرفين عليهم، يجب ألا تنحصر فقط على حركة الإنتاج والعمل اليومي للقضاة، بل يجب أن تمتد إلى حالتهم النفسية وتتبع التغييرات التي تطرأ عليهم، فالمسؤول يفترض فيه أن يكون على معرفة بجميع القضاة الذين يعملون بالمحكمة التي يتولى إدارتها، لأن تلك المعرفة هي الباب الرئيسي لمحاربة أي سلوك منحرف قد يظهر عند أحدهم، وهي النقطة التي كان الملك محمد السادس، قد أثارها في خطاب 20 غشت 2009، عندما قال إن «المحك الحقيقي لهذا الإصلاح الجوهري، لا يكمن في مجرد وضعه، وإنما في القدرة على حسن تفعيله وتدبيره، وهو ما ينبغي أن يتم على صعيدين، فعلى المستوى المركزي، نؤكد أن مسؤولية تفعيل هذا الإصلاح، والإشراف عليه، منوطة بالحكومة، خاصة وزارة العدل، وذلك وفق برامج محددة في أهدافها ومراحلها، ومضبوطة في وسائل التنفيذ والمتابعة والتقويم. أما على صعيد المحاكم، فإن نجاح الإصلاح يظل رهينا بانتهاج عدم التمركز، وبتوافر الكفاءات اللازمة. ولهذه الغاية، ندعو المجلس الأعلى للقضاء، لعقد دورة خاصة، لاقتراح المسؤولين القضائيين بالمحاكم، المؤهلين للنهوض الميداني بهذا الإصلاح الحاسم».كريمة مصلي

انتحار القضاة يسائل المسؤولين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتلى ومفقودون مغاربة في حادث منى

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات