قتلى ومفقودون مغاربة في حادث منى

إحصاء أولي يحصر عدد الضحايا في 106 وآخرون تاهوا عن مخيماتهم والجثث ظلت مهملة أزيد من 12 ساعة تم إحصاء 106 جثث لحجاج مغاربة، لقوا مصرعهم، يوم عيد الأضحى، في فاجعة منى، وفق إحصائيات غير رسمية توصلت بها «الصباح»، إلى حدود زوال أمس (الجمعة)، من مبعوثها إلى مكة، استند فيها إلى رواية متطوعين مغاربة ضمن وفد الحجاج، ممن ساهموا في عمليات إحصاء الجثث والجرحى. وتتوفر «الصباح» على لائحة بأسماء 16 حاجا قضوا في حادث التدافع بمشعر منى، أول أمس (الخميس)، من بينهم ثلاث ضحايا من الرباط، ومثلهم من البيضاء، ضمنهم مؤذن بمسجد الحسن الثاني، وضحيتان من الرشيدية، وحاجة من بولمان، وحاج من سلا، وآخر من قلعة السراغنة، وحاج من مراكش، وضحية أخرى من خريبكة. وقالت مصادر «الصباح» إن عمليات الإحصاء ظلت متواصلة، طيلة أمس (الجمعة)، أمام المكتب 84 للخدمات الميدانية. ونقل متطوعون مغاربة، شاركوا في عمليات الإنقاذ، أنهم عاينوا جثث 106 مغاربة، وانتقلوا إلى مكاتب رسمية تابعة للحجيج المغربي، لنقل هذه المعطيات إليهم، مرفقة بأسماء الضحايا. وقالت المصادر ذاتها إن عشرات الحجاج المغاربة مازالوا في عداد المفقودين، بعد أن أعلنت وكالات أسفار وعائلات مغربية عن فقدان حجاجها، دون أن تتوصل بأخبارهم.من جهته، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إنه لم يتوصل، إلى حدود زوال أمس (الجمعة)، بأي معلومات عن سقوط قتلى مغاربة في الحادث، ملحا على أن وزارته ستصدر بيانا في الموضوع، إذا وردتها معطيات جديدة.وأعلنت وكالات أسفار مغربية عن فقدانها عددا من الحجاج المغاربة، الذين لم يعودوا إلى مخيماتهم منذ حادث التدافع القاتل، وأكدت إحداها أنها تجهل مصير 11 حاجا تابعا لها، خمسة رجال وست نساء يتحدرون من البيضاء، في الوقت الذي تؤكد مصادر غير رسمية، أنهم قد يكونون ضمن القتلى، الذين بقيت جثثهم مرمية في الشوارع منذ التاسعة صباحا، توقيت الحادث، إلى التاسعة ليلا، بتوقيت مكة، من أول أمس (الخميس)، في وضعية لا إنسانية، تدوسها الأقدام. وعاينت «الصباح» عائلات مغربية تبحث عن مفقوديها، وأخرى حوصرت في مخيماتها ومنعت من الخروج للبحث عن أفرادها المفقودين، ما خلف حالة حزن وقلق شديدين في مخيمات المغاربة بمكة وفي بيوت أهاليهم في المغرب.وقالت حاجتان شقيقتان مغربيتان، إنهما تاهتا عن زوج إحداهما، وهو بنكي من البيضاء، مؤكدتين أنهما حاولتا إقناع السلطات السعودية بالسماح لهما بالبحث عنه، إلا أنهما منعتا من الخروج من مخيم نقلتا إليه، وهي الوضعية التي تواجهها عائلات أخرى لقيت صعوبات في البحث عن مفقوديها، وأجرت اتصالات بسفارة المغرب في السعودية دون جدوى.وعاينت «الصباح» عشرات الحجاج المغاربة يبكون، وهم تائهون عن طريق العودة إلى خيمهم، بعد أن ركزت السلطات السعودية جهودها على القتلى والمصابين. وفيما مازال البحث جاريا عن المغاربة المفقودين، توصلت بعض وكالات الأسفار المغربية باتصالات من مغاربة تائهين، استضافهم حجاج تابعون إلى البعثة المصرية. وحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فإن مسؤولا بالسفارة المغربية، حل صباح أمس (الجمعة)، بمخيمات البعثة المغربية، وبعد تجوله على مكاتب الخدمات الميدانية، صب جام غضبه على مسؤولي البعثة، بسبب عدم تقديم المساعدة للحجاج المغاربة، وعدم القيام بعمليات إحصاء بناء على معطيات دقيقة.من جهة أخرى، صادف الوزير محمد بوسعيد، رئيس الوفد الرسمي المغربي، زوجين مغربيين يتحدران من بولمان، وهما يبكيان، بعد أن عاشا اللحظات العصيبة للحادث، وتبين أنهما ليسا ضمن الوفود الرسمية، وأنهما من الحجاج السريين، الذين يرجح أنهم ذهبوا إلى السعودية لأداء العمرة، ومكثوا هناك إلى موسم الحج. وأمد الوزير الحاجين بمساعدات مالية، بعدما تبين له أنهما نجيا من موت محقق، بعد أن تسلقا عمودا حديديا، كان قريبا منهما. وتجري عمليات نقل جثث قرابة ألف حاج وحاجة لقوا مصرعهم في حادث تدافع قاتل، لتحديد هوياتهم، في ظروف صعبة جدا، إذ تكومت الجثث فوق بعضها، في وضعية بينت عجز السلطات السعودية عن تدبير حادث مماثل. وعاش عشرات المغاربة حالة تيه وضياع في الشارعين 204 و223، مسرح الحادث، إذ كانوا يتنقلون بين مئات الجثث، التي عجزت عشرات سيارات الإسعاف عن نقلها، فاستعانت السلطات السعودية بشاحنات تبريد كانت مخصصة لنقل المؤن من أكل ومياه شرب، غير أن كل هذه الجهود لم تنفع في نقل جميع الجثث. واستعانت السلطات السعودية بمروحات بعد أن لاحظت أن الجثث بدأت تفرز روائح كريهة، ما يهدد بحالة بيئية خطيرة. يشار إلى أن عشرات المغاربة، عاشوا حادث منى الذي خلف مصرع أزيد من 1000 قتيل، اختنقوا أثناء تدافعهم واشتداد الحرارة. وعاينت «الصباح» أول أمس (الخميس)، مئات الجثث ملقاة على الأرض في الشارعين رقم 204 و223.وقال شهود عيون إن الحادث نجم عن التقاء فوجين من الحجاج، أحدهما متوجه إلى المزدلفة والآخر عائد منها، في شارعين لا يزيد عرضهما عن 20 مترا ما أدى إلى تدافع تولدت عنه حالة هلع وارتباك، ما زاد شدة الاختناق وسقوط ضحايا أغلبهم من المجموعات الميدانية لحجاج الدول العربية.سليمان الزياني (موفد الصباح إلى مكة)

قتلى ومفقودون مغاربة في حادث منى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بوليساريو" تخرق وقف إطلاق النار

انتحار القضاة يسائل المسؤولين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات