“بوليساريو” تخرق وقف إطلاق النار

جولة روس انتهت دون مقترحات عملية والمغرب خفض مستوى استقباله اعتبر المغرب وجود نشطاء من جماعة «بوليساريو» فوق تراب «المهيريز»، الواقعة ضمن المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، التي تشرف عليها هيأة الأمم المتحدة، «انتهاكا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ترعاه الأمم المتحدة» بين المغرب والجبهة، التي تحتضنها الجزائر. وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الأربعاء الماضي، في معرض جوابه على سؤال في لقاء صحافي، عقده مباشرة بعد انتهاء أشغال المجلس الحكومي، بالرباط، «إن هذه الخطوة استفزازية، وذات طبيعة صريحة في انتهاك ما يؤطر العلاقة بين المغرب والأمم المتحدة في مجال تسوية هذا النزاع المفتعل». وأكد الخلفي أن ما يصدر عن جماعة «بوليساريو» من استفزازات، «يمثل انتهاكا صارخا وصريحا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ترعاه الأمم المتحدة، والمغرب يرفض بشكل قاطع وجود «بوليساريو» فوق تراب المنطقة الموجودة شرق الجدار الرملي، الذي أنشأه الجيش المغربي في الصحراء المغربية، لأن هذه المنطقة تدبر تحت مسؤولية الأمم المتحدة بشكل حصري». وأضاف الخلفي أن المغرب عبر، منذ تسعينات القرن الماضي، عن رفضه القاطع لأي وجود لجماعة «بوليساريو» في المنطقة. وكانت الأمم المتحدة أقرت «المهيريز»، منطقة عازلة، يتم بموجبها منع أي تحرك عسكري للمغرب ولجماعة «بوليساريو» فوق ترابها.وتهدف «بوليساريو»، من خلال هذه الخطوة الاستفزازية، إلى إيهام المنتظم الدولي بأن سكان مخيمات لحمادة بتندوف، الواقعة فوق التراب الجزائري، سعوا إلى إقامة احتفالات عيد الأضحى بمنطقة «المهيريز»، وهي محاولة باءت بالفشل، بعدما لم تنجح محاولتها الأولى في منطقة «تفاريتي»، التي كانت تسعى من خلالها إلى تحقيق اختراق دولي.كما تناور الجزائر لإبعاد المفوضية العليا للاجئين عن إجراء إحصاء لسكان المخيمات لمعرفة حقيقة وضعهم، والبلدان الإفريقية التي جاؤوا منها، وطبيعة السلاح الذي يروج داخلها، وينتقل في محيطها بمنطقة الساحل والصحراء، ومصير الشباب الذين يتم تدريبهم على حمل السلاح واستعماله، وكل أنوع القتال.في سياق متصل، انتهت جولة كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، إلى الدول المعنية، دون أن يقدم مقترحات عملية، تصل إلى مستوى مقترح المغرب، الرامي إلى تطبيق نظام للحكم الذاتي، يقضي بمنح صلاحيات واسعة لسكان المناطق الجنوبية، لتدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه.وأنهى روس جولته التي شملت مدريد والرباط والجزائر، في سياق الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.واتضح من خلال لقاءات روس أن المغرب لم يوله أهمية، بالنظر إلى أنه سائر في إرساء نظام الجهوية الموسعة، التي أضحت من خلال الأقاليم الصحراوية المغربية، موزعة على 3 جهات، وهي كلميم واد نون، وجهة العيون الساقية الحمراء، ثم جهة الداخلة واد الذهب.كما شكلت نسبة المشاركة في الانتخابات الجماعية والجهوية، التي وصلت في بعض الأقاليم والدوائر بالمناطق الصحراوية المغربية إلى أزيد من 70 في المائة، نصرا لمقترح الحكم الذاتي، لأن سكان الصحراء مغاربة، ويكافحون لأجل مغربية الصحراء، وبالتالي اختاروا من يمثلهم في المؤسسات الدستورية، وهذا يعني أن جماعة «بوليساريو» لا تمثل إلا نفسها، لأنها مدعومة فقط من قبل المخابرات العسكرية الجزائرية التي تعاكس الوحدة الترابية للمغرب.وترى مصادر «الصباح» أنه بسبب هذه المعطيات، لم يكن في استقبال روس أي وزير من حكومة عبد الإله بنكيران، أو أي من مستشاري الملك محمد السادس، إذ اكتفى المغرب بتخفيض مستوى الاستقبال عند حدود ناصر بوريطة، السفير الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، الذي تباحث معه حول آخر المستجدات التي يعرفها مسار التسوية السياسية للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء.أحمد الأرقام

“بوليساريو” تخرق وقف إطلاق النار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خصوم المغرب يبتزون هولاند

قتلى ومفقودون مغاربة في حادث منى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات