الدارجة تفتقد شروط لغة التدريس

عقار عضو المجلس الأعلى للتربية شدد على ضرورة خلق عربية حديثة ومبسطة تليق بالمدرسة كشف عبد الحميد عقار، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أن لغة التدريس يجب أن تكون ممعيرة وموحدة، ولها رصيد في مجال التربية والتكوين، "وهي شروط لا تتوفر في الدارجة أو الدوارج المغربية الآن، التي ليست لها هذه الوضعية". وأوضح عقار في سياق حديثه في المنتدى الذي نظمته أمس (الثلاثاء) وكالة المغرب العربي للأنباء، في إطار سلسلة من اللقاءات الأسبوعية تروم توضيح مضامين الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية، أن البعض يجتهد لتحديد معاجم، اجتهاد ليس وليد اليوم، إنما انطلق، منذ الأربعينات، وحاول في إطاره العديد من الكتاب الاشتغال على الدارجة، باعتبارها بدائل للغة العربية.وردا على سؤال ما إن كان مجلس عزيمان انتصر للغة العربية واللغات الأجنبية على حساب الدارجة التي ترافع أنصارها وشجعوا إدماجها في المنظومة التعليمية، وأنهى بذلك النقاش الدائر حولها، أوضح عقار أنه "ليس من اختصاص المجلس، إنهاء نقاش الدارجة ولا إطلاقه". وأردف في الإطار ذاته، أن ما يجب إدراكه أن الدارجة تتمتع بحماية دستورية، لأن الفصل الخامس حدد هندسة واضحة تبرز "اللغة الرسمية، واللغات الأجنبية، وصيانة الحسانية بصفتها إرثا، وحماية اللهجات والتعبيرات الثقافية الشعبية، وهذا تقوم به الدولة"، فيما يجتهد المجلس، يتابع عقار، في أن يضفي على اللغة العربية، لغة التدريس الأولى، طابعا مدرسيا، "لأنه لا يمكن أن يتعلم الطفل المغربي اليوم العربية التي تعلمها امرؤ القيس والمتنبي وشوقي، أكيد سيقرأ للثلاثة، لكن يجب أن يدرس في إطار لغة حديثة ومبسطة، تليق بمستوى المدرسة وتستوعب الدينامية اللغوية التي يحياها المغرب، فهناك العربية لغة "الثقافة"، العامة، ولغة الثقافة الرسمية ولغة القانون والتراث، وهناك لغات مشتقة من هذه اللغات نفسها، إلا أنها ذات وظيفة استعمالية يومية، وهي اللغات الحميمية، المستعملة في المعيش اليومي".في المقابل، نبه عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، إلى أن النقاش حول إدماج الدارجة في التدريس، من اختصاص الذين سوف يتولون أمر تجديد اللغة العربية، وتحديثها وتبسيطها، وجعلها لغة صالحة للمدرسة، مثلما قامت به جميع اللغات، "هؤلاء يتعين عليهم التوفر على الغيرة والاهتمام بالدارجة، فاللغة الإنجليزية المتداولة حاليا، هي نتاج تطور عرفته سنة 1978، وليس منذ قرون.وقال إنه من المخطئ الاعتقاد بأن لغة المسلسلات أو الأفلام أو الإشهار، هي دارجة، "تلك عربية سماها المشارقة عامية، ويسميها المغاربة اللغة الوسطى، لأنها ترتقي بالدارجة، وتستعمل معجما من اللغة العربية نفسها".وأوضح عقار أن النقاش الذي سبق إخراج الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، داخل المجلس، كان متمحورا حول هندسة لغوية واضحة تسمي الأشياء بمسمياتها، جعلت التعليم الأولي يتم من خلال اللغة العربية واللغة الأجنبية الفرنسية، في إطار إحقاق مبدأ الإنصاف وجعل تلاميذ التعليم الخصوصي والعمومي، أمام الشروط نفسها، بعدما كان تلاميذ التعليم العمومي لا يدرسون الفرنسية إلا في السنة الثانية، على أساس إدخال لغة أجنبية ثانية، هي الإنجليزية في المستوى الرابع ابتدائي، والانتقال تدريجيا إلى تدريس بعض المواد باللغتين الأجنبيتين، بدءا من الإعدادي.ودافع عبد الجليل الحجمري، الذي ترأس لجنة إعداد الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، عن الهندسة اللغوية التي اعتمدها مجلس عزيمان، مؤكدا أنها كانت المرة الأولى في تاريخ المغرب، تم فيها إفراز تصور وهندسة لغوية تمكن من الخروج من القطيعة بين المؤسسات التعليمية، وتستند إلى منظور وظيفي.وركز أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وأحد أعضاء المجلس، في تشخيصه للاختلالات الموجودة، على ضعف التمكن من المعارف واللغات والكفايات والقيم، والتردد في معالجة إشكالية تعلم اللغات ولغات التدريس، وعدم تكامل المناهج والبرامج في ما بين التعليم المدرسي والتعليم العالي والتكوين المهني، وضعف الجسور في ما بينها. وقال عبادي إن اختلالات تسفر عن تطور بطيء لنسب النجاح في كافة المراحل المفصلية للتعليم، واستمرار الهدر المدرسي والمهني والجامعي، وصعوبة الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للخريجين، ونقص في ملاءمة التكوينات مع الطلب الاجتماعي والاقتصادي الجديد وحاجاته من الكفاءات.هجر المغلي

الدارجة تفتقد شروط لغة التدريس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة بحارين بالبيضاء

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات