قلة النوم تسبب أمراض القلب

من ينام أقل من 7 ساعات تكون شرايينه أكثر تصلبا من دون شك، أخبرك طبيبك بالأمر: لحماية قلبك، يجب الإقلاع عن التدخين، والقيام بأنشطة بدنية، والشرب باعتدال ودون إفراط، وتناول أغذية متوازنة، ولكن هل تعرف بأن "كمية" و"جودة" نومك، تلعبان، أيضا، دورا في صحة الشرايين والأوعية الدموية الخاصة بك؟ذلك ما أظهرته دراسة، نشرت في 10 شتنبر الجاري، في مجلة الجمعية الأمريكية لطب القلب والشرايين، عندما قالت إن علامات أمراض القلب والشرايين، تظهر كثيرا عند الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من ساعات النوم، أو لا ينامون بشكل جيد ومريح.وللوصول إلى تلك الخلاصة، قام باحثون من كوريا الجنوبية، بتجربة علمية، تجسدت في اختبارات لمعرفة حجم الكالسيوم في الشرايين التاجية، باعتبار ذلك من علامات الداء فيها، ومن أجل قياس مستوى التصلب لشراييني، وهي العملية التي شملت 47 ألف شاب بالغ، وأجابوا عن أسئلة حول مدة وجودة نومهم.وفي النهاية، كانت الخلاصة: الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات في اليوم، شرايينهم متصلبة أكثر، ونسبة الكالسيوم فيها، مضاعفة بـ1.5 مرة، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون أكثر من 7 ساعات، وهي النتيجة ذاتها، التي سجلت لدى الأشخاص الذين يعرف نومهم اضطرابا وجودة ضعيفة.ولم تفاجئ تلك الخلاصة، المتخصصين في شؤون النوم، إذ يؤكد جون لويس بيبان، أستاذ الطب المتخصص في علم ووظائف الأعضاء بالمستشفى الجامعي لكرونوبل الفرنسية، أنه "توجد اليوم دراسات، يعتد بها، وتبرز أن نوما قصير المدة وذا جودة ضعيفة، يضاعف مخاطر الإصابة بأمراض القلب".وليس القلب وحده المهدد بسبب اضطرابات النوم وقلته، بل "جميع الأعضاء والوظائف في جسم الإنسان، تتعرض للإرباك وتسير بشكل سيئ: جهاز المناعة، وإنتاجية الهرمونات، والتمثيل الغذائي للكربوهيدرات وغيرها من الوظائف"، يشرح الدكتور كارين سبيجل، من المركز الوطني للبحوث في علم الأعصاب بليون الفرنسية.ومثالا، عن ذلك، ينقص هرمون "الليبتين" المسؤول عن التخمة، مقابل ارتفاع هرمون "الجريلين" المحفز للشهية، ما يعزز الإحساس بالجوع، وأساسا الجانب الخطير منه: انفتاح شهية تناول الدهون والسكريات، وعند شخص ينام 4 ساعات، معدل الإحساس بالجوع، يرتفع بنسبة 25 في المائة خلال يومين.وحسب أستاذ الطب بيير إكورو، مسؤول مختبرات الأبحاث في النوم بمستفشى أنطوان-بكلير بفرنسا، "عندما نجري استقراء لما يقع، في المثال الأخير، نجد الشخص الذي ينام أربع ساعات، يأخذ فائضا من السعرات الحرارية يتراوح بين 400 سعرة حرارية و500 في اليوم الواحد، ما يؤدي خلال سنة واحدة، عند شاب بالغ، إلى ازدياد وزنه بـحجم يتراوح بين 14 كيلوغراما و20 ".وإذا كانت الديون من النوم، تتسبب، أيضا، في مقاومة الأنسولين، ما يرفع من خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالموازاة مع ارتفاع في الوزن، فإن المعطيات المذكورة، بقدر ما تشكل جرس إنذار، فإن اللافت، فيها، حسب خافيي دروت، مدير مركز النوم في المستشفى الجامعي بواتيي، هو أن استرجاع وظائف الجسد لتوازنها، يتطلب أشهرا.ومع ذلك، بعض الليالي القصيرة من حيث مدة النوم، لا تجعل الإنسان، مهددا، بالإصابة بالسكري أو مريضا بالقلب، مباشرة، إنما الخطير، هو أن يغرق الإنسان في مقص مزمن من النوم، إذ أن البشر ليسوا على قلب واحد تجاه النوم، وتوجد اختلافات في الحاجيات من فرد إلى آخر.وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، ليال مدتها 7 ساعات، كافية، في حين لا بد لآخرين من 9 ساعات، ما يستوجب على كل واحد، أن يقيس حاجياته الحقيقية من النوم، "وبصفة عامة، إذا كان المنبه أساسيا من أجل الاستيقاظ، أو إن كان الشخص يستغرق في النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، فهذا يعني أن حصته من النوم ناقصة جدا"، يؤكد كارين سبيجل، من المركز الوطني للبحوث في علم الأعصاب بليون الفرنسية.وتشير الدراسات بفرنسا مثلا، إلى أن ليالي المواطنين، تزداد، قصرا، يوما بعد آخر، بسبب الأوقات التي يقضونها في العمل وفي استعمال وسائل النقل، وضرورة القيام بأنشطة اجتماعية وأسرية، وازدياد الوقت المخصص للهواتف الذكية، فتبين أن 35 في المائة من الفرنسيين، ينامون أقل من 7 ساعات، و25 في المائة، ينامون أقل من 6 ساعات، فلم تعد نسبة الذين يحصلون على حاجياتهم الحقيقية من النوم، تتجاوز 15 في المائة.وتبعا لذلك، لم يعد يبقى أمام الذين ارتفعت ديونهم من النوم، سوى اقتطاع قيلولة من نصف ساعة خلال النهار، وهذا الحل، يفيد في مواجهة إجهاد الغدد الصماء، التي، بينت دراسة حديثة، أن قلة النوم تشجع وقوعه.امحمد خيي (عن "لوفيغارو") بتصرف). خطر الإصابة بنزلات البرد الجميع عاش التجربة: الإصابة بنزلات البرد تزداد كلما كنا تعبين أكثر، لكن المثير أن السبب الحقيقي ظهر أخيرا، "إن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في اليوم، لهم حظ أكثر، في الاستسلام للفيروسات المسؤولة المسببة للزكام" هو ما أثبته دراسة علمية دقيقة، نشرت في مجلة "سليب" الإنجليزية.ومن أجل الوصول إلى تلك النتيجة، تم تجميع 164 شخصا، في غرف فندق، وتم، خلال 24 ساعة، تسليط الفيروسات المسببة لنزلات البرد عليهم، كما تم تزويد غرفهم بساعات ذكية تسجل حجم مدد النوم التي استفاد منها كل واحد، فكانت النتيجة، أن معدل ضعف الذين ناموا أقل من خمس ساعات، أمام الفيروسات بلغ 45 في المائة، مقابل 30 في المائة للذين ناموا ما بين 5 ساعات و6، و18 فقط بالنسبة إلى الذين ناموا أكثر من 7 ساعات.وعموما، فإن استعادة النظام المناعي، لأدائه الطبيعي، يحدث خلال الخلود للنوم بعمق ولمدة كافية من الزمن، يشرح أستاذ الطب، داميان ليجير، رئيس المعهد الوطني للنوم واليقظة.

قلة النوم تسبب أمراض القلب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عشر نصائح للتخلص من الأرق

منتخب الملاكمة ينهي معسكر كوبا

مقالات ذات صلة