عيد الأضحى…صحتك أهم

اختصاصيون يفسرون أهم الخطوات لقضاء عيد بدون أمراض ككل سنة يستقبل المغاربة عيد الأضحى بأذرع طويلة من العادات والأخطاء الغذائية، والسلوكات التي تضرب الأهداف النبيلة لهذه المناسبة، والتي تتجلى خاصة في التضامن بين مختلف الشرائح الاجتماعية، وإحياء أواصر صلة الرحم بين الأقارب. وقع هذه العادات والسلوكات السيئة يظهر أكثر في أقسام المستعجلات بمختلف المدن والقرى، التي تكتظ أيام العيد بالمصابين بأمراض المعدة والأمعاء وغيرها، خاصة عند المصابين بأمراض مزمنة ومنها السكري والكولسترول والقلب والكبد."الصباح" خصصت ملفا متنوعا عن بعض هذه العادات، وتحدثت إلى اختصاصيين، استقت منهم عدة نصائح لقضاء عيد بصحة جيدة، وفي أجواء لا تعكر صفوها إصابة طارئة لأحد أفراد العائلة بالمرض. ثاني أيام العيد أحسن فترة لاستهلاك اللحوم هيكل الاختصاصي في التغذية والطب الوقائي قال إن الإفراط في تناول "القطبان" يشكل خطرا على الصحة قال الدكتور جعفر هيكل، اختصاصي في التغذية والطب الوقائي، إن المشكل الأساسي الذي يتسبب في اضطرابات الجهاز الهضمي لدى الانسان، يكمن في كمية اللحوم المستهلكة خلال العيد وكذا الدهنيات المرتبطة بها، خصوصا ما يسمى لدى المغاربة "بولفاف". وتطرق الدكتور هيكل، في حوار أجرته معه "الصباح" إلى المشاكل الناتجة عن هذا السلوك، والنصائح التي يمكن بواسطتها تفادي مثل هذه المضاعفات. < يستهلك لحم الخروف بكميات كبيرة خلال اليوم الأول من عيد الأضحى، ألا يشكل ذلك خطرا على الصحة؟< أحسن فترة لاستهلاك لحم الأضحية، هو تركه إلى اليوم الموالي للعيد، لكن إذا كان لا بد من تناوله خلال اليوم الأول، فلا بأس بذلك سوى عدم الإكثار منه وتفادي الدهنيات.من الواجب أخذ الاحتياط أثناء تناول لحم الغنم والاكتفاء باستهلاك كميات معقولة منه، لأن الإفراط فيه يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، نتيجة التناول المستمر واليومي لأطباقه المتنوعة.وأنصح بعدم الاكتفاء بتناول اللحم طيلة أيام العيد، بل الحرص على التنوع الغذائي باستهلاك السمك والدجاج والخضروات وعدم الإكثار من شرب الشاي وتناول الحلويات وتأخير وجبات العشاء، لأنه من الضروري تناول الأكل ثلاث ساعات قبل النوم تفاديا للإصابة بتخمة.كثير من الأشخاص يشعرون بتعب خلال أيام عيد الأضحى ويظنون أن ذلك راجع لتناول اللحم الطري، والواقع أن تغير النظام الغذائي والإكثار من تناول اللحوم يسببان ذلك.وكل ما ذكرناه سابقا، لا يمنع من التأكيد على أن لحم الأضحية صحي مائة بالمائة، ولا يشكل أي مشكل لكن شريطة أن تكون هناك مراقبة من قبل وزارة الفلاحة وكذا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمصالح البيطرية التي لها علاقة بالأضحية.< ما هي أبرز أعراض حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي؟< المشكل الأساسي، يكمن في كمية اللحوم المستهلكة خلال العيد وكذا الدهنيات المرتبطة بها، خصوصا ما يسمى لدى المغاربة "بولفاف"، وهذا النوع يتضمن كمية كبيرة من الدهنيات ويزداد الخطر خلال الإكثار من "القطبان".الإفراط في تناول "القطبان" يشكل خطرا على الصحة، إذ تتسبب الدهون في حدوث اضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة التهابات وحرقة المعدة نتيجة إفراز كمية زائدة من الحموضة، وأمراض القولون أو الأمعاء الغليظة، التي تزداد انتفاخا مع الشعور بالآلام، وأيضا الإصابة بالإسهال أو الإمساك.لماذا يصاب بعض الأشخاص بإسهال وآخرون بالإمساك نتيجة تناول لحم الخروف؟تناول كميات كبيرة من لحم الخروف قد يسبب الإمساك نتيجة آلام في المعدة أكثر من الأمعاء الغليظة والتي تكون ملتهبة أو مجروحة، بينما الإصابة بالإسهال تحدث نتيجة اضطرابات على مستوى القولون أو الأمعاء الغليظة.< وبالنسبة للمصابين بمرض المرارة أو "البواسير"، ما هي النصائح التي تقدمها لهم؟الأشخاص الذين يعانون مرض المرارة، عليهم أخذ الاحتياطات اللازمة خلال عيد الأضحى وعدم تناول كميات كبيرة من المواد الدهنية التي تتسبب لهم في الإصابة بآلام. ولذلك ينبغي الحرص على اتباع حمية غذائية، لأن "المرارة" تعمل ببطء والإفراط في تناول الدهون يحدث خللا في اشتغالها تنتج عنه آلام. أما في ما يتعلق بالفئة المصابة بالبواسير، فإن الاختلالات في الجهاز الهضمي يمكن أن تشمل كذلك مضاعفات في "البواسير"، التي تزيد من الآلام على مستواها نتيجة الاستهلاك المفرط للتوابل مثل الإبزار و"سكين جبير" والفلفل الأحمر، وتؤدي الإصابة بالإمساك أو الإسهال إلى حدوث التهابات في البواسير. أجرى الحوار: محمد بها مدة حفظ اللحم اللحم إذا كان سيوضع في الثلاجة فلا يجب أن يتجاوز ثلاثة أيام، وإذا كان سيوضع في المجمد، فإنه يمكن أن تكون المدة الزمنية طويلة. لكن الأخطر على الصحة هو أن تضع اللحم في المجمد ثم تقوم بإخراجه وتضعه في الثلاجة، ثم تدخله إلى المجمد، والمعروف علميا أن هذه الثلاجة تتميز بدرجة تبريد أقل من المجمد.يمكن للانسان أن يخزن اللحم في المجمد لمدة 15 يوما، لكن دون أن يخرجه ويعيده باستمرار إلى مكانه السابق، بل يجب الاكتفاء فقط باستخراج الكمية المراد أكلها لطبخها مباشرة حتى لا تتعرض للمكروبات. "الجيكو" الأفضل لمرضى السكري لون" السقيطة" من أهم النصائح التي تركز عليها المصالح البيطرية في أضحية العيد، تلك التي تتعلق بالسقيطة، إذ يجب التركيز على لونها، لمعاينة إن كان طبيعيا، فالسقيطة التي يميل لونها إلى الأحمر الداكن أو الأصفر تخبرك أنها غير صالحة للأكل، كما هو حال الأكياس المائية التي ينصح البيطريون بضرورة الحرص عند إزالتها من الكبد والقلب وشحم الأمعاء، مع عدم فتحها على العضو المصاب. أما إذا كانت كثيرة بشكل ظاهر فتنصح المصالح البيطرية بعدم تناول العضو المصاب. الكبد من أهم الأعضاء التي يستهلكها المغاربة يوم العيد، غير أن بعضهم يفاجأ بظهور ما يسمى «يرقة الدودة الشريطية»، وهي عبارة عن نقط بيضاء توجد في الكبد، فإذا كانت، حسب المختصين قليلة وفي جهة معينة، فيجب التخلص من الجزء المصاب، أما إذا كانت تعم العضو بأكمله فلابد من التخلص منه كاملا. دودة الرئة هي أيضا إصابة يلاحظها بعض المغاربة على هذا العضو، غير أن أغلبهم لا يهتم بها، رغم ما تشكله من خطورة على صحتهم، إذا كان العضو بأكمله مصابا، لذلك ينصح بعدم استهلاك الجزء المصاب. الإفراط في المشروبات الغازية يسبب مشاكل هضمية اختصاصي في التغذية قال إن المياه المعدنية أفضل مشروب يرافق أطباق العيد تستهلك المشروبات الغازية خلال عيد الأضحى بشكل كبير، الأمر الذي يدفع الكثير من الأشخاص إلى التساؤل إن كان الأمر يشكل خطرا، وبماذا يمكن تعويضها؟ وفي هذا الصدد، قال اختصاصي في التغذية والطب الوقائي، إنه إلى جانب استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، تستهلك أيضا المشروبات الغازية بشكل كبير، وهو الأمر الذي يعد من الأخطاء الشائعة، خلال هذه الفترة من السنة.ونفى الاختصاصي أن يكون لشرب المشروبات الغازية أي منفعة صحية، «فهي خالية من المواد الصحية»، إلا أن الإفراط في استهلاكها، يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي. وكشف المتحدث ذاته أن شرب هذا النوع من المشروبات مع الأطباق الخاصة بالعيد الأضحى، والتي تدخل في عادات الكثير من العائلات، لا يمكنها أن تخفف من تأثير اللحوم الحمراء، مسترسلا «كمية اللحوم التي يستهلكها كل شخص في هذه الفترة من السنة كبيرة جدا، فلا يمكن أن تعمل المشروبات الغازية، على حل المشكل». وأوضح المتحدث ذاته، أنه يمكن تعويض المشروبات الغازية بعصير الفواكه الطبيعي، نظرا لقيمته الغذائية الكبيرة، واحتوائه على الفيتامينات المهمة، والتي منها ما يساعد في تثبيت الحديد في الجسم «وعموما لا يمكن الاقتصار على العصائر، فقط، بل يجب تناول الخضر والفواكه بكثرة، علما أنه لا يجب تجاوز حجم استهلاك العصير خلال اليوم الواحد، كوبين على الأكثر»، على حد تعبيره. وفي ما يتعلق بالأشخاص الذين يفضلون شرب الشاي، فمن الضروري، على حد تعبير الاختصاصي شربه قبل الأكل بساعة واحدة، خلال المدة ذاتها، مشيرا إلى أنه يستحسن شربه دون إضافة السكر إليه، أو إضافة القليل منه.وكشف اختصاصي في التغذية والطب الوقائي، أن أفضل مشروب يرافق أطباق العيد هو الماء، مشيرا إلى أنه يمكن الاستعانة بالمياه المعدنية، بالإضافة إلى «اللويزة» و»البابونج». وأوضح الاختصاصي أن بعض الأشخاص يفضلون شرب القهوة بعد الأكل، فلا مانع من ذلك، باعتبار أنها لن تشكل أي مشكل، شرط عدم الإفراط في الأمر، مشيرا إلى أن الاستعانة بمشروبات «0 في المائة»، أي خالية من السكريات ليست لها أي فائدة تذكر، ولن تحمي الشخص من الوزن الزائد، خلال عيد الأضحى، سيما إذا استهلكت مع كميات كبيرة من اللحوم الحمراء. عصير الليمون ينصح المختصون في التغذية بإضافة عصير الليمون للحوم المشوية، للتخلص من وقع الدهون على المعدة، كما ينصح بضرورة وضع اللحوم المشوية على البقدونس لقدرة هذه المادة الغذائية على امتصاص نسبة من الدهون الموجودة باللحوم. وجود سلطة الخضر على مائدة العيد ضروري جدا، لأنها غنية بالألياف والمواد المضادة للأكسدة، كما هو الحال بالنسبة إلى الفواكه خاصة التفاح، الذي يجب تناوله بقشرته، كما ينصح بإضافة الثوم لوجبات العيد والزعتر لتخفيض نسبة الكولسترول بالدم. إيمان رضيف الإكثار من التوابل المصدر الأول لـ"البواسر" لا تخلو موائد عيد الأضحى من أطباق شهية، إن كان اللحم مكونها الأساسي، فلا محيد له عن توابل وبهارات، تتسابق العائلات إلى اقتنائها أياما قبل حلول العيد، مادام لا غنى لأي طبق مغربي عن مجموعة توابل تضيف نكهات خاصة لا يستقيم المطبخ المغربي من دونها.لكن، ورغم الفوائد الكثيرة للتوابل، باختلاف أنواعها، على الصحة وتحسين المذاق، إلا أن كثرة تناولها، تؤدي حسب العديد من اختصاصيي التغذية، إلى عدة مشاكل، أبرزها، فقدان المياه التي يحتاجها الجسم، وقد تؤدي إلى حدوث آلام في الشرج، علاوة على كونها تعتبر المصدر الأول لمرض "البواسر". فضلا عن ذلك، يعمل استخدام الفلفل الأبيض والأسود بكميات كبيرة على تهييج المعدة والإصابة بقرحتها وحدوث التهاب لجدار المعدة، كما أنه يهيج الأعصاب وقد يؤدي إلى الإصابة بالتهابات داخلية واحتقان الأوعية الدموية والتهاب الكلي والمثانة والمبيض.ويؤدي تناول التوابل الحارقة بكمية كبيرة إلى حدوث ضمور للأنسجة، كما أنها تحدث تهيجات في الجلد واحمرار، وقد يعانى الشخص نتيجة إضافة توابل بكميات كبيرة من حموضة في الأمعاء، فضلا عن الشعور بالغثيان أو الإصابة بالتهابات الأمعاء، إذا أضفنا الكثير من البهارات دون وعى.وللتوابل تأثير سلبي على المرأة الحامل، لأنها تؤثر على جدار المعدة وتؤدي إلى حدوث اضطرابات في عملية الهضم، لدا ينصح بالابتعاد عنها أو التقليل منها قدر الإمكان، لأنها تنعكس سلبا حتى على صحة الجنين.هجر المغلي سلوكات تحول العيد إلى كارثة بيئية تشكل سلوكات الكثير من المغاربة، خطرا على البيئة، سيما خلال عيد الأضحى، الأمر الذي يدفع المهتمين إلى دق ناقوس الخطر، وتضطر جهات أخرى إلى تنظيم حملات تحسيسية، لتخفيف حدة التلوث. ومن الجمعيات التي سهرت قبل العيد، على تحقيق الأمر، وتفادي وقوع "جرائم" بيئية كثيرة، "جمعية التحدي للبيئة"، التي شمرت على سواعدها من أجل محاربة تلك السلوكات، وتوعية المواطنين بخطورة بعض تصرفاتهم غير المسؤولة، وذلك للاحتفال بعيد "نظيف". وحتى لا تتحول هذه المناسبة إلى كارثة،وضعت الجمعية، مجموعة من الإرشادات تحت تصرف سكان العديد من أحياء البيضاء، آملة في أن يتم العمل بها. من بين النصائح: > دفن أعضاء الأضاحي غير الصالحة للاستهلاك، لتجنب وصولها إلى بعض الحيوانات. > التخلص من الفضلات الموجودة داخل الأمعاء، مع وضعها في أكياس بلاستيكية خاصة.> الحرص على عدم رمي مخلفات الأضحية في مجاري المياه، نظرا للمشاكل الكثيرة التي يمكن أن يسببها ذلك.> تنظيف مكان الذبح والأدوات المستعملة بواسطة المواد المنظفة الضرورية.> جمع كل النفايات في أكياس بلاستيكية وإيداعها في مكان ملائم في انتظار التخلص منها من قبل المسؤولين.> احترام أوقات مرور حافلات جمع الأزبال، لتجنب تراكمها، وقصد المساهمة في خلق تلوث بيئة سليمة.> بالنسبة إلى الذين يرغبون في الاحتفاظ بجلد الأضحية، فمن الضروري أن يتم وضع كمية مهمة من الملح عليها، على الأقل كيلوغرامين، والاحتفاظ به في مكان بارد إلى حين استعماله.> الذين يتخلصون من جلد الأضحية، يمكنهم إضافة الملح إليه، قبل وضعه في أكياس بلاستيكية. > تجنب إشعال النار، المستعملة لتنقية رؤوس الأضاحي من الشعر، بالقرب من المواد القابلة للاشتعال. > ضرورة تنظيف المكان، بعد انتهاء العملية، قبل مغادرته.> إطفاء النار لتنجب المزيد من التلوث الهوائي.> التخلص من المياه المستعملة مباشرة في الصرف الصحي، بعد إزالة النفايات منها.إ . ر

عيد الأضحى…صحتك أهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"جوق العميين" يتوج بخريبكة

شباط انتهى عندما خرج من الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات