لم تمر إلا ساعات بعد إعلان فوز ادريس الراضي، نائب الأمين العام اللاتحاد الدستوري بأغلبية مقاعد المجلس الإقليمي لسيدي سليمان، حتى سارع صباح أمس (الجمعة) إلى وضع استقالته فوق مكتب الحسين أمزال، عامل الإقليم.وجاءت استقالة الراضي، وهي أول استقالة يعلن عنها قيادي حزبي، وفائز في الانتخابات، وذلك بعدما "هزم" العدالة والتنمية في انتخابات مجالس الأقاليم والعمالات، إذ اكتسحت لائحته مقاعد المجلس الإقليمي لسيدي سليمان بحصولها على 13 مقعدا من أصل 17، انضافت إليها ثلاثة مقاعد من الاتحاد الاشتراكي، ومقعدان للأصالة والمعاصرة، فيما لم تظفر لائحة التحالف الثلاثي لكل من العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية سوى بأربعة مقاعد، لم تفد أصدقاء محمد الحفياني، الرئيس الحالي لبلدية سيدي سليمان، والمنتمي إلى "بيجيدي". وعلمت "الصباح" أن استقالة الراضي الذي نزل بكل ثقله في انتخابات المجلس الإقليمي، وقاد بنفسه لائحة "الحصان"، لا علاقة لها بردود الفعل الغاضبة تجاه والي القنيطرة زينب العدوي، وعامل إقليم سيدي سليمان الحسين أمزال، كما روج لذلك بعض المقربين منه، بل تعود إلى حالة التنافي التي وضع نفسه فيها، حيث يترأس حاليا غرفة الفلاحة لجهة الرباط سلا القنيطرة، ولا يمكنه له أن يترأس في الآن ذاته، رئاسة المجلس الإقليمي لسيدي سليمان. وبهذه الاستقالة التي أعلن عنها رئيس الفريق الدستوري في مجلس المستشارين، يكون قد عبد الطريق لنجله ياسين الراضي، أصغر نائب برلماني في مجلس النواب لتولي رئاسة المجلس، بعدما لم يتمكن من الفوز برئاسة بلدية سيدي سليمان، التي ما زالت محط طعن قضائي أمام المحكمة الإدارية بالرباط. وما سهل مأمورية اكتساح الاتحاد الدستوري لمقاعد المجلس الإقليمي، رغم التعبئة الشاملة وسط العدالة والتنمية بقيادة عبدالعالي حامي الدين، هو القاعدة الواسعة من أعضاء المجالس الجماعية والقروية، التي تشكل الهيأة الناخبة في المجلس الإقليمي.وكان الاتحاد الدستوري، عكس بعض القراءات المغلوطة في نتائج الانتخابات، فاز بإقليم سيدي سليمان، الذي تميز المسلسل الانتخابي فيه بصراعات قوية، ومواجهات ساخنة ما بين "الحصان" و"المصباح"، برئاسة سبع جماعات، من أصل عشر، التي تغطي النفوذ الترابي للإقليم، وهي جماعة عامر السفلية وبومعيز والصفافعة وأولاد حسين ولمساعدة وأزغار وأولاد بن حمادي. ومن مفاجآت الانتخابات في جماعة القصيبية، أن عبد الواحد الراضي لم يظهر أيام الحملة الانتخابية، وأن من تولى المهمة، هو رئيس الفريق الدستــــــــــــــــوري بمجلـــــــــــــــــــــــس المستشـــــــــارين، لأن القيـــــــــــــــادي الاتحادي كان يوجد أيام الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في نشاط نظمه اتحاد البرلمانات الدولية.عبدالله الكوزي