شبكات تنام نهارا وتنشط ليلا

تمون زبناء الملاهي وضمنها فتيات و"فيدورات" ونوادل وأصحاب طاكسيات بخلاف شبكات نقل المخدرات القوية، التي تعتمد الطرق البرية والبحرية والجوية، هناك شبكات أخرى تشتغل في الخفاء، وتفضل التحرك ليلا، كما تتخذ من الملاهي الليلية والأندية الخاصة، ملاذا لبقائها بعيدا عن الأعين، تتحرك بحرية وسط الزبناء، لتوصل إليهم الطلبيات، كما تستثمر التكنولوجيا، المتقدمة من "واتساب" و"إس إم إس"، لتلبية طلبات المدمنين الباحثين عن قشعريرة، لم يجدوها في المخدرت الأخرى، أو المواد المسكرة.وكشفت العمليات الأمنية التي أجريت في العديد من المدن، وبالضبط في المناطق السياحية والترفيهية، عن تنوع أبطال هذه الشبكات، وتعزيزها بالعنصر النسوي، الذي كان ولزمن طويل بعيدا عن شبهة ترويج الكوكايين، قبل أن تفضح الأبحاث والتحريات اعتماد هذا العنصر، لما يدره من مداخيل وما يوفره من أمان أثناء التحرك بين الزبناء.آخر الشبكات التي جرى إيقافها كانت بالرباط، في الأسبوع الماضي، عندما أوقفت عناصر الشرطة فتاة رفقة شابين بحي "جي 5"، كانت معلومات تشير إلى أنهم متورطون في ترويج الكوكايين، بمساعدة مرافقتهم، وعند تفتيشهم عثر على كبسولتين من الكوكايين، قبل أن يتم نقلهم إلى مصلحة الشرطة القضائية، وإجراء تفتيش بمنزل أحد المتهمين حجزت إثره كبسولات أخرى من المخدر نفسه، لتتم إحالة المتهمين، الأربعاء الماضي على وكيل الملك لدى ابتدائية الرباط، الذي أودعهم سجن سلا.العنصر النسوي أصبح مطلوبا لترويج المخدرات القوية، إذ يتم الاعتماد على فتيات رشيقات يظهرن وكأنهن زبونات عاديات في الملاهي الليلية، فيما الحقيقة أنهن الشجرة التي تخفي الغابة، فهن في واقع الأمر البائعات المباشرات للمستهلكين، واللاتي ينسقن مع شبكات صغيرة، تتدرج بدورها من شبكات أخرى، في شكل سلسلة ترتبط بالشبكة الأم، التي غالبا ما لا تصل إليها التحقيقات، بسبب جهل المتورطين لبعضهم البعض، والاكتفاء بالوسطاء في إيصال المخدرات من المزودين الأصليين.وفي عملية أخرى، كانت مصالح الشرطة فككت شبكة تعتمد على سيارة أجرة صغيرة لإيصال الكوكايين إلى الزبناء، وقد اختيرت وسيلة النقل هذه للبقاء بعيدا عن أعين الشرطة، فسائق سيارة الأجرة يحمل معه الزبائن إلى الوجهة التي يقصدها، ويستغل "الثقة" للاختفاء وراء صفته لترويج الكوكايين، فقد عملت فرقة محاربة المخدرات التابعة لأمن عين السبع، على إيقاف شخص يتحدر من منطقة درب الكبير وينشط في ترويج المخدرات القوية، إذ كشفت التحريات أنه يستعمل العديد من الطرق التمويهية مع الحيطة والاحتراس، ويمارس نشاطه على متن سيارة أجرة من الحجم الصغير يشاركه في الأمر سائقها ويتجول به لإيصاله إلى الراغبين في المادة المخدرة، مع تحديد الأماكن عن طريق الهاتف المحمول.عملية مشابهة أجرتها مصالح الأمن التابعة للناظور، وتمكنت خلالها من إزاحة قناع سائق سيارة أجرة صغيرة تبين أنه مروج للمخدرات القوية وحجزت بحوزته أربع كبسولات، وهي العملية التي نتجت عن تحريات ومعلومات من مخبر، وقادت إلى إيقاف المشتبه فيه وتقديمه للعدالة.ولا تتوقف عمليات ترويج المخدرات القوية عند هذا النوع من المروجين، فقد أثبتت المحاضر المحالة على العدالة أن النوادل، لم يسلموا بدورهم من السقوط في فخ الشبكات، ناهيك عن "الفيدورات"، الذين يكون دورهم أكثر أمان في تسليم الجرعة للمدمن من مرتادي الملهى الذي يحرسه. أما عن طرق استقطاب هذا النوع من المروجين، فأفضت التحريات والأبحاث إلى أن شبكات الاتجار في الكوكايين، تعمل جاهدة لاستقطاب المروجين، كما لا تتوانى في إغرائهم أو العمل بالتدرج على دفعهم لاستهلاك المخدر القوي، بمنحهم جرع مجانية، قبل أن يتحولوا إلى مدمنين يبحثون عن المخدر بأي وسيلة، حينها تكون المقايضة والابتزاز، فالجرعات المجانية تتوقف، ليضطروا إلى الدخول في الشبكة للمساهمة في الترويج، ضمانا لجرعات مجانية ومبالغ مالية تكون عمولة لما قاموا به.وغالبا ما تكون الملاهي الملاذ الخاص بهذا النوع من المروجين، بحكم ارتباطهم بها، وحرية تنقلهم وسطها، ما يدفعهم إلى الاعتقاد أنهم سيظلون بعيدين عن أعين الشرطة.المصطفى صفر

شبكات تنام نهارا وتنشط ليلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زيارة هولاند ... تعميق الشراكة الاستثنائية

أخبار فنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات