بدأ العد العكسي لجمع التوقيعات المطلوبة من المنتمين إلى الحركة الشعبية، ومن قياديين سابقين، للتقدم بطلب عقد مؤتمر استثنائي في غضون النصف الثاني من أكتوبر، قصد الإطاحة بامحند العنصر، الأمين العام للحزب، وذلك على خلفية النتائج الانتخابية، واستمرار «الاحتقان الداخلي»، الذي حرم عددا من المناضلين من تزكيات المشاركة، وهم الذين حققوا انتصارات في الانتخابات الماضية، منذ 2003 إلى 2009.ودعا قياديو الحركة الشعبية، الذين أطلقوا على أنفسهم «الحركة التصحيحية الموسعة»، بينهم نواب ومستشارو الوزراء الملتحقون الجدد، إلى ضرورة عقد مؤتمر استثنائي للحزب، وهم يحكون معاناتهم في لقاء مع الصحافة، عقد ليلة أول أمس (الخميس) بالرباط.وانتفضت خديجة المرابط أم البشائر، الرئيسة السابقة لمنظمة النساء الحركيات، لتؤكد أن قيادة حزبها فرملت عملها، الذي انطلق لمدة سنة ونصف سنة، متهمة حليمة العسالي، وصهرها محمد أوزين، بأنهما لم يتركا لها مجال تأطير النساء الحركيات، في المداشر، إذ عوض أن تتلقى الدعم والثناء، رد عليها أوزين في تصريحات صحافية أنه سيقيلها من مهامها، فقدمت استقالتها من رئاسة المنظمة النسائية، ولم تقدمها من الحزب.وانتقدت أم البشائر الحصار الذي ضرب عليها، حينما رفض الحزب أداء مصاريف تنقلاتها، لتنفق من مالها الخاص، لكنها تعرضت لضغط شديد من قبل حليمة العسالي، التي بخست عملها، مشيرة إلى أن العنصر، الأمين العام لا يقوى على اتخاذ القرار، ويشعر بالضعف أمام قوة العسالي، ولا يحترم روح دستور 2011، مستغربة كيف لحزب يتوفر على كفاءة مثلها ناشطة في الأممية الليبرالية، تهمش بهذه الطريقة في بلدها؟.وانتقدت لبنى لمحير، النائبة بمجلس النواب، عضو المجلس الوطني التهميش الذي يعانيه الفريق النيابي، إذ يحرم من المشاركة بكثافة وتوضع مقترحاته القانونية في الرفوف، مضيفة أنه حينما تقارن وضع حزبها مع أحزاب حديثة النشأة، تشعر بالبكاء، لأن هناك من يضغط على الأطر للمغادرة.واعتبرت لمحير مرور أشخاص في برامج تلفزيونية باسم الحزب، وهم لا علاقة لهم به، مهزلة، لأن طريقة تدخلهم «شوهت الحزب»، كما صبت آمال جناح المكلفة السابقة بالدراسات بوزارة الشباب والرياضة، وعضو المجلس الوطني، جام غضبها على طريقة تدبير الحزب، من قبل القيادة، خاصة العسالي .وتدخل مستشارو الوزراء الذين قدموا استقالتهم تباعا، وهم إدريس بنيعقوب، ولحسن بوشمامة، وحفيظ الزهري، معتبرين أنهم تعرضوا «لنسف سياسي كبير» لمجهودهم، لأنهم قدموا خدمات جليلة إذ لأول مرة، جمعوا أرشيف حزبهم الممتد إلى أزيد من نصف قرن، وحرروا مشاريع برامج الحزب، ووثائق تدخل قادته، وأحيوا قيمة « الكرامة» التي رفعها الحزب شعارا له في دفاعه عن التعددية الحزبية وضمان الحريات العامة، لكنهم وجدوا أنفسهم مهمشين.وعدد متدخلون في الحزب، النتائج الكارثية في الانتخابات، جراء تعسف القيادي الثلاثي، إذ قال حسن الماعوني، إن نتيجة الحزب في خنيفرة كانت خسارة، لأن العسالي منحت التزكية لشخص لا يفهم في السياسة، كما دعا محمد لمرابط كافة الحركيين إلى التعجيل بجمع التوقيعات لإعادة الروح للحزب الذي تربوا في كنفه وناضلوا لأجل رفعته.واعتبر سعيد أولباشا أن الحزب فشل انتخابيا، وتراجع بشكل كبير، إذ كانت الحركة الشعبية تتوفر على 5169 مستشارا بين 2002 و2007، وأزيد من مليون صوت، ورئاسة أربع جهات، ومدن كبرى، (الرباط سلا، والدارالبيضاء)، بمجالسها الإقليمية، والآن تحصي الأصفار.وقال أولبشا إنه في سابقة، رفضت قيادة الحركة منح التزكية لـ «أوزين أحرضان» نجل المحجوبي أحرضان، مؤسس الحزب، بدائرة أولماس، ولذلك اضطر إلى التصويت لأول مرة ضد حزبه، متسائلا عن المرارة التي يشعر بها الحركيون إزاء هذا الاستبداد.أحمد الأرقام