الخاطبة الإلكترونية… صديقة الحالمات بعريس

مواقع تعرف إقبالا كبيرا تقرب المراد وتجمع شمل شباب ومطلقات وأرامل الأكيد أن الأنترنت قرب المسافات بين دول العالم، واختصر الطرق بينها، وحول العالم الكبير الواسع إلى قرية صغيرة تستطيع الوصول لأي مكان ولأي شخص فيها بلمح البصر وبنقرة على زر صغير. هذا الاختراع العجيب الذي لم يفقد أهميته، بل تزداد يوما عن آخر، ولا أحد بمقدوره التخلي عنه، صار أحد المصادر الأساسية للتعارف والتآلف، وعقد اللقاءات، ولم لا اللقاء بشريك/ شريكة العمر، والارتباط بعقد زواج شرعي ينقل العلاقة من شاشة الحاسوب، أو اللوحة الإلكترونية إلى واقع معيش.وبعيدا عن أعين المتلصصين وأسئلة القريب والبعيد حول سبب تأخر هذه الفتاة، أو تلك في الزواج، رغم أنها تتوفر على قدر من الجمال ولا تنقصها الوظيفة ولا الأخلاق ولا حسن النسب، عديدات هن المغربيات، اللواتي صرن يلجأن إلى مواقع إلكترونية تزخر بها الشبكة العنكبوتية وتزداد أعدادها، بمرور الأيام، لتحيي بذلك مهنة "الخاطبة"، التي كانت في سنوات ماضية ملاذ من تريد تزويج أحد أبنائها، تقصدها للبحث عن زوجة، مادامت على معرفة واسعة بالعائلات والأسر. ولأن طلبات زواج الفتيات باتت توازي طلبات زواج الرجال، أضحت "الخاطبة الإلكترونية"، أي مجموعة المواقع الخاصة بالتعارف وربط علاقات الهدف منها الانتهاء إلى الزواج، (أضحت) تتلقى طلبات متزايدة، لمغربيات متعلمات، على قدر كبير من الثقافة والجمال، فاتتهن فرصة العثور على شريك الحياة وهن مشغولات بالتحصيل العلمي، أو الترقي في العمل، أو لضيق الحياة الاجتماعية وسيادة قيم مجتمعية تحرم الفتاة وأسرتها من طلب الزوج الصالح لبناتهم، علاوة على فتيات حالمات بالزواج بمغربي يقيم بإحدى الدول الأجنبية، كانت عربية أو غير ذلك، وحتى الراغبات منهن بالزواج من أجنبي لأسباب متباينة، فتحولت بذلك، "الخاطبة الإلكترونية"، إلى وسيلة آمنة للتعارف، تصون كرامة عائلة طالبة الزواج، وتحقق شروط الأخيرة في شريك حياتها، بعيدا عن الحرج الذي قد يسببه اللقاء المباشر، تتمكن من خلالها من تحديد ملامح شخصيتها بلا حياء ومؤهلاتها المادية وملامح شخصية شريك حياتها الذي تتمناه والمستوى الثقافي والطبقة الاجتماعية التي ترغب أن يكون منها، تفاديا، حسب طالبات الزواج لمشاكل تنجم أساسا عن سوء التواصل، أو انعدامه في الزيجات التقليدية.وعليه، أضحت هذه المواقع، تستقبل يوميا قاعدة كبيرة من طلبات الزواج المقدمة من آلاف الراغبين في الزواج، إناثا وذكورا، من كل الأعمار والمستويات والحالات الاجتماعية، تتيح للراغبين في الارتباط، علاوة على مزيد من الخصوصية والسرية التي كانوا يفتقدونها مع الخاطبة التقليدية، انخفاضا في تكاليف الخدمة، علما أن الخاطبة التقليدية كانت توفر اختيارات محدودة، تضاعفت مع المواقع المختصة في تقديم طلبات وعروض الزواج.هجر المغلي مواصفات طالبي الزواج متصفح المواقع الالكترونية الخاصة بالزواج، يجد نفسه وسط عالم متشعب ومثير. وقبل تحقيق شروط الالتحاق بأحدها، من أجل الظفر بفرص خلق صدقات وعلاقات قد تصل إلى زواج، يجد الشخص أنه مضطر إلى تجاوز مرحلة أخرى، تتعلق بتحديد المواصفات التي يرغب أن تكون في شريك حياته المفترض. وانطلاقا من إطلالة بسيطة، على الكثير من تلك المواقع، يتضح جليا أن تكوين أسرة وإنجاب أطفال، بالاستعانة بخدمات «النت»، لا يتوقف فقط على الانضمام إلى مجموعة الباحثين عن شريك الحياة، إذ لابد من أن تتحقق في الشخص والراغب في ذلك، مواصفات يضعها الأعضاء الآخرون بدورهم، وهي مواصفات قد لا تتوفر في كل واحد. «أن يكون عازبا، ودخله مضمون، مسلما، يقيم بالمغرب أو خارجه، مع تحديد الطول والوزن المناسبين»، هي بعض الشروط المتعارف عليها التي تفرضها الكثير من الأعضاء، لتنضاف شروطا أخرى، يتم تحديدها بعد تطور العلاقة، وتجاوز مرحلة التعارف، ومن بينها قيمة «الصداق» وظروف العيش التي سيوفرها العريس، والمتطلبات المادية وغيرها. لكن يمكن أن يجد الشخص أن شروطا ومواصفات أخرى، يتم وضعها من قبل بعض الأعضاء، من قبل نوع السيارة التي يتوفر عليها شريك الحياة المفترض، وقيمة دخله الشهري، وأيضا طبيعة عمله. وغالبا ما يكون الباحث عن نصفه الآخر، واضحا في الشروط التي يضعها، وهي التقنية التي تشترطها أغلب المواقع، للانخراط فيها.إيمان رضيف

الخاطبة الإلكترونية… صديقة الحالمات بعريس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أحلام تحولت إلى كوابيس

الكريكيت... جامعة بالصدفة

مقالات ذات صلة