فتحت الشبكة العنكبوتية طريقا جديدا في وجه الباحثين عن شركاء للزواج، ولعبت التجارب القليلة الناجحة دورا حاسما في الدعاية للخاطبات الإلكترونية، فكان أن لقيت مواقع الزواج إقبال كبيرا، خاصة من قبل العاملات والعاملين أمام شاشات الحواسيب، نظرا للسهولة التي تتسم بها عملية البحث دون مغادرة المكتب.ولم تقتصر الظاهرة على أصحاب الحواسيب الخاصة، بل اتسعت لتشمل الجميع، خاصة أن تطبيقات المواقع المذكورة يمكن تنزيلها على الهواتف الذكية، لكن بدأت تقل حالات النجاح بعد أن ظهر شبكات متخصصة في النصب على المقبلات على الزواج باللاسلكي، إذ يعمد أعضاؤها إلى التحايل من أجل تلقي مبالغ مالية منهن بداعي فك ضائقة مالية عابرة، أو من أجل المساعدة على إنجاز الوثائق الإدارية المطلوبة.ورغم الإجراءات التي تضمن من خلالها المواقع المذكورة حماية مستعمليها، فقد تعددت حالات النصب على المغربيات من قبل أجانب يستعملون في الغالب هويات مزورة، كما هو الحال بالنسبة إلى لمياء التي انتهى بها المطاف بحمل دون زواج بعدما اختفى «عريسها» السوري عن الأنظار بعد أن أقامت معه أكثر من ستة أشهر، في انتظار توصله بالوثائق اللازمة، زاعما أن الحرب الدائرة في بلده ستؤخر موعد إتمام الزواج.بعد أيام «العسل»، وجدت لمياء نفسها وحيدة تتحمل مسؤولية مولود منتظر، عندما سافر عماد تحت ذريعة إتمام صفقة تجارية في تركيا، لكن غيبته طالت وزادت حيرتها بعد أن انقطع الاتصال بينهما، وأصبح هاتفه المحمول خارج التغطية، «ورغم ذلك حاولت أن أقنع نفسي بأنه سيعود»تقول الشابة التي تسبب لها الحمل في فقدان عملها، بعدما أدركت أنها لن تتحمل نظرات زميلاتها و زملائها. لن تقف محنة لمياء عند هذا الحد، بل طردت من الشقة، التي كان يكتريها الخطيب المزور، ولم تجد بدا من مغادرة منزل أسرتها خوفا من أبيها وكراء غرفة بمساعدة صديقة لها لا تتردد في وصف ما حل بزميلتها في العمل بـ «الكابوس».بالتفاصيل نفسها لكن بقدر أوفر من الحظ، تحكي بشرى قصتها مع الزواج الإلكتروني، وكيف كانت ستدمر حياتها من مكتبها في الشركة التي تعمل بها كاتبة للمدير العام.عاشت بشرى البدايات نفسها، لكنها اختارت أن تستشير أهل الاختصاص قبل أن تلبي طلب عريس «الحاسوب» بأن ترسل له مبلغا ماليا مهما، لأنه يعلم أنها تتقاضى أجرا كبيرا، قبل أن تنصحها زميلاتها بأن تشترط حضوره والتأكد من سلامة أوراقه و التحقق من هويته قبل أي تصرف قد تندم عليه طيلة حياتها. ياسين قُطيب