دخل ينجا الخطاط، الذي انتخب أول أمس (الاثنين) رئيسا لجهة الداخلة وادي الذهب، التاريخ من أوسع أبوابه، لأنه تمكن من الحصول على أعلى منصب وصل إليه عائدا من مخيمات بوليساريو، على اعتبار أنه اختطف في شبابه من قبل ميليشيات الجبهة الانفصالية، قبل أن يتمكن من الهروب أواسط تسعينات القرن الماضي.من مواليد الداخلة سنة 1958، مر الخطاط من التعليم أستاذا لمادة الرياضيات، قبل أن يدخل صاحب الشهادات الجامعية المتنوعة عالم المال والأعمال، إذ وصل إلى رتبة نائب رئيس جمعية المصدرين المغاربة "سميكس"، بالإضافة إلى ترؤسه جمعية مصنعي الصيد الساحلي. ويراهن الخطاط على تثمين المؤهلات الطبيعية التي تتميز بها الداخلة وادي الذهب، وفي مقدمتها الموقع الاستراتيجي والثروة السمكية والمؤهلات السياحية وإمكانيات احتضان أنشطة اقتصادية صديقة للبيئة، بالإضافة إلى توفرها على ثروة بشرية فتية وأطر قادرة على تحمل المسؤولية وقيادة اقتصاد، مشددا على أن المنطقة لا تعاني اختلالات اجتماعية عميقة كتلك التي تتخبط فيها الجهات ذات الكثافات السكانية العالية، على اعتبار أن إمكانيات الجهة بوسعها أن توفر فرص الشغل الكفيلة بامتصاص الطلب على العمل، خاصة في صفوف حملة الشهادات المهنية وخريجي معاهد التكوين المهني المحلية.ويضع الرئيس الجديد في أولوياته ملاءمة عرض التكوين المقترح في المعاهد بالجهة مع العروض الممكنة لفرص الشغل، واستكمال التحولات المسجلة في المنطقة في العشر سنوات الأخيرة، خاصة في ظل التمثيلية البرلمانية لمناضلي حزب الاستقلال التي انتزعت عدة مكتسبات لصالح الجهة كمخططات إعادة الإسكان والمنشآت العمومية. وأوضح ينجا، في تصريح لـ "الصباح" بعد إعلان نتائج تشكيل المكاتب الجهوية أن البرنامج الذي قدمه للتعاقد مع السكان يرتكز على الاختصاصات الذاتية المخولة للجهة في ظل الدستور الجديد، في أفق تكريس نموذج الجهوية المتقدمة بالأقاليم الجنوبية، مبرزا أن برنامجه يرتكز على آلية التخطيط بمقاربة تشاركية تدمج الفاعلين المحليين في بناء التصور الجماعي للتنمية، وتحقيق التنمية الجهوية المبنية على استثمار أفضل لموارد الجهة بما يخدم تحقيق الثروة.واعتبر القيادي الاستقلالي أن إنعاش الاقتصاد يمثل محورا أساسيا لبرنامجه، خاصة عن طريق دعم المقاولة الصغرى والمتوسطة، وإحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية على مستوى الجهة، وذلك من خلال التركيز على الربط الطرقي وفك العزلة عبر بناء وصيانة الطرق القروية غير المصنفة، مشددا على إيلاء النشاط السياحي كامل الاهتمام، من خلال السعي إلى تطوير القطاع بتشجيع الاستثمار في، خاصة من قبل الشباب حاملي الأفكار والمشاريع، وأيضا توسيع مجالات التكوين المهني بغية توفير عمالة محلية تشكل رافعة للقطاع السياحي وللاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى دعم عمل التعاونيات والجمعيات المنتجة والتي يمكن أن تشكل رافعة تنموية في إطار الاقتصاد التضامني.ياسين قُطيب