المغـرب يقتحـم السـوق الروسيـة

ينافس عبر ״وورلد فود موسكو״ على تموين أسر تنفق نصف ميزانيتها على الغذاء رفع المغرب حجم مشاركته الثانية في معرض "وورلد فود موسكو"، المقام خلال الفترة بين 14 شتنبر الجاري و17 منه في العاصمة الروسية، من خلال تعزيز العرض الترويجي للمنتوجات الغذائية المغربية، وإفساح المجال أمام عقد لقاءات الأعمال الثنائية "بي تو بي" بين المصدرين المغاربة والمستوردين والموزعين الروس. وتراهن المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات على استثمار الرصيد الإيجابي لـ"الكليمانتين" المغربي في السوق الروسي، باعتباره سفير التجارة بين البلدين منذ 1943، من أجل تعزيز حصة المملكة في الفاتورة الغذائية لهذا البلد، الذي يحوي سوقا استهلاكيا من 146 مليون نسمة، إذ تخصص الأسر الروسية 80 % من ميزانيتها للإنفاق، ونسبة 50 % من هذه الميزانية لاقتناء المواد الغذائية. وبهذا الخصوص، أكد عبد الله جناتي، رئيس المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، حرص المغرب على تكثيف مشاركته الثانية في هذه المناسبة الدولية، بالنظر إلى الفرص التي يعرضها السوق الروسي، ذلك أن قيمة الفاتورة الغذائية لهذا البلد بلغت 38.1 مليار دولار، متم السنة الماضية، أي ما يعادل تسع مرات القيمة الإجمالية لصادرات المغرب من المواد الغذائية، في الوقت الذي لا تتجاوز قيمة منتجات الصناعات الغذائية في المبادلات بين البلدين 3.1 ملايير دولار، وإن كانت هذه المنتجات تمثل 92 % من قيمة الصادرات المغربية إلى روسيا. وأضاف جناتي في حديث لـ"الصباح"، على هامش افتتاح معرض "وورلد فود موسكو"، الاثنين الماضي، أن المؤسسة استطاعت تقوية حضور المنتوجات الغذائية المغربية في السوق الروسي، من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير الطارئة، لتلافي الأضرار التي تسببت فيها حادثة رفض السلطات الروسية، دخول مئات الآلاف من أطنان "الكليمانتين" المغربي، المصدرة خلال الموسم قبل الماضي، الذي شهد للمناسبة، ارتفاعا كبيرا في الإنتاج قارب مليوني طن، موضحا أنه تم تعيين ممثل دائم في "سان بيترسبورغ"، مهمته تنسيق حركة التصدير، ورصد الحركة الاقتصادية والتجارية لفائدة المصدرين المغاربة، كما تم إنجاز دراسة تقييمية عقب الحادثة المذكورة، عرضت نتائجها الصادمة على المصدرين، الذين وقعوا في فخ ضعف الجودة، في سباق تنافسي محموم للتصدير، وبلوغ السوق الروسي بسرعة خلال تلك الفترة. وأشار المتحدث ذاته في هذا الشأن، إلى عقد لجنة تنسيق الصادرات 11 اجتماعا مع المصدرين، خلال الموسم الماضي، الذي شهد تراجعا نسبيا في حجم الإنتاج مقارنة مع سابقه، ركزت كلها على التقيد بمعايير الجودة، من حيث مستوى الأحماض في "الكليمانتين"، ولون الفاكهة وحجمها، إذ تم تعيين مراقبين من أجل الحرص على الالتزام بهذه المعايير، ما أثمر تصدير كميات مهمة، مؤكدا أن هذه الإجراءات ضمنت الولوج إلى السوق الروسي وإعادة إحياء سمعة "الكليمانتين" المغربي، الذي يواجه منافسة شرسة من المنتوجات التركية والمصرية والباكستانية. وشهد الرواق المغربي مشاركة 26 مقاولة عارضة، توزعت بين المنتوجات الفلاحية، ومنتوجات الصيد البحري، وكذا المنتوجات المجالية، الممثلة في عارضين اثنين، الأول يضم 70 تعاونية تحت اسم "تكتل واحات الصحراء"، الذي يسوق علامة "ندوية" المرتبطة بسلسلة طويلة من المنتوجات الغذائية التقليدية، بينما يروج العارض الثاني "التعاونية النسوية موكادور الصويرة لزيت أركان" لمنتوجات زيوت المائدة والتجميل المستخلصة من ثمرة الأركان، وهي المشاركة التي يصفها نجيب عزوزي، مدير التطوير في المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، بـ"النوعية"، موضحا أن الهدف من الحضور في مثل هذه التظاهرات الدولية، هو الترويج لصورة المغرب، وإتاحة الفرصة أمام جميع مصدري المنتوجات الغذائية، باختلاف حجمهم الاقتصادي والمالي، إذ يظل التعريف بالمنتوج المغربي هاجس المؤسسة خلال كل تدخل ترويجي خارج المملكة. من جهته، أكد حسن السنتيسي، رئيس الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين السمك، أن السوق الروسي يظل واعدا بالنسبة إلى المصدرين المغاربة في مجال المنتوجات البحرية، موضحا أن هناك منافسة شرسة من قبل المصدرين الآسيويين الذين يمتلكون امتيازات لوجستيكية مهمة، فيما انتقد تشدد السلطات الروسية بخصوص الحواجز غير الجمركية الخاصة بتصدير هذا النوع من المنتوجات الغذائية، إذ تفرض سلطات البلد ضرورة التوفر على موزع أو مستورد روسي مرخص له من قبل سلطات بلاده، إلى جانب إكراهات أخرى مرتبطة بارتفاع أسعار المنتوجات في السوق المحلي، بعد تهاوي قيمة "الروبل" في مواجهة الدولار الأمريكي، الأمر الذي أثر على وتيرة وحجم التصدير، إضافة إلى مشاكل أخرى مرتبطة بطول آجال الأداء والنزاعات القانونية بين المصدرين المغاربة والمستوردين الروس. بدر الدين عتيقي(موفد "الصباح" إلى موسكو)

المغـرب يقتحـم السـوق الروسيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إفلاس المقاولات الصغرى متواصل

ست سنوات لمغتصب قاصر بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات