العربي الزاولي … معلمة تحتضر

الملعب ينتظر إصلاحات و"الطاس" يبدأ صفحة جديدة في مسارهأصبحت حالة ملعب العربي الزاولي اليوم، يندى لها الجبين، بعدما بات يستقبل شاحنات نقل النفايات بدل أبطال الحي المحمدي ، الذين بصموا تاريخ الملعب وفريق الاتحاد البيضاوي.ولم يعد ملعب ”الطاس” اليوم، تلك المعلمة التي بصمت تاريخ كرة القدم بالدار البيضاء كلها، وليس فقط منطقة الحي المحمدي، وإنما أصبح في متناول فرق الأحياء والرياضات الأخرى، إلى جانب تخصيصه في بعض الأحيان إلى موقف للشاحنات المحملة بالأزبال، لتزيده هذه المعاناة تضررا، بعدما أصبحت مرافقه ومدرجاته آيلة للسقوط.ويكفي أن تضع قدمك الأولى بالمدخل الرئيسي لملعب العربي الزاولي، كي تلاحظ تدهور حالة مرافقه. فالفريق يعجز عن إجراء مبارياته على أرضية هذا الملعب في ظروف لائقة، وينتظر تدخل القائمين على شؤونه لإيجاد حل يعيد إلى الملعب بريقه.ولم يكن العربي الزاولي، الذي وافته المنية في 1987، يعلم أن الفريق الذي أسسه في يوم من الأيام، سيحرم من خوض مبارياته على ملعب يحمل اسمه، تكريما له على ما أسداه لكرة القدم الوطنية، وليس للاتحاد البيضاوي فقط. حال الملعب والفريقولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن ما يعانيه الاتحاد البيضاوي، الذي اندحر إلى أقسام الهواة، هو الشيء ذاته الذي يعانيه ملعب العربي الزاولي.قبل انتخاب هشام شبورة أخيرا رئيسا للفريق البيضاوي الذي يأمل في فتح صفحة جديدة في تاريخه، عاش الفريق مشاكل عديدة، تتمثل في عدم إيجاد ملعب للتداريب ولا حتى لإجراء مبارياته الرسمية، برسم بطولة القسم الأول هواة، رغم توفره على ملعب العربي الزاولي، الذي كان يستقبل في وقت سابق مباريات الرجاء والوداد الرياضيين، ليجد نفسه اليوم عاجزا عن استقبال حتى أقرب الفرق إليه.وحاولت جمعيات مساندة لفريق الحي المحمدي، دق ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة، بتنظيم وقفات احتجاجية وإصدار بلاغات، فيما استعمل ملعب العربي الزاولي مسرحا للصراعات ورفع اللافتات والاحتجاجات، قبل أن يتقدم هشام الشبورة لرئاسة الفريق أخيرا، واعدا بإنقاذه من مشاكله الجمة. شبورة ... هل يكون المنقذ ؟انتخب هشام شبورة رئيسا للاتحاد البيضاوي لكرة القدم، في الجمع العام الذي انعقد في أحد فنادق الدار البيضاء، بعدما نال أصوات كل المنخرطين الذين حضروا الجمع، والذين لم يتجاوز عددهم 20 منخرطا، وذلك بطريقة توافقية.ووعد الشبورة، الذي قاد الرشاد البرنوصي إلى الصعود إلى القسم الثاني الموسم الماضي، بتحسين وضعية الفريق المالية، ثم إعداد فريق قوي قادر على العودة إلى القسم الثاني، بعدما اندحر إلى الهواة، وذلك في جمع لم يدم أكثر من ساعة.وسيبدأ شبورة، رجل أعمال من أسرة رياضية، عمله من ملعب العربي الزاولي، إذ يريد تنقيته من كل ما لا علاقة له بالفريق، من أجل توفير ظروف رياضية أفضل، حتى يتمكن من المنافسة على العودة إلى القسم الثاني على الأقل في الموسمين المقبلين. ويركز شبورة حاليا على أولويات البحث عن لاعبين قادرين على حمل مشعل ”الطاس” من جديد، على أن ينتقل في ما بعد إلى الأمور المتعلقة بالهيكلة الإدارية، وذلك لتوفير الاستقرار اللازم للفريق، من أجل تحقيق أهدافه.وسيكون على الرئيس الجديد إيجاد حلول آنية للمشاكل المالية الكبيرة التي يتخبط فيها الفريق، والذي يحمل على عاتقه ديونا كثيرة، وجب التخلص منها في أقرب وقت ممكن.ورغم الديون المتراكمة والحالة التي يعيشها الفريق، شرع شبورة في مهامه، بصرف مستحقات اللاعبين العالقة، وانتداب بعض اللاعبين، مع تجديد الثقة في المدرب هشام التاجر. إصلاحات في الأفقحسب مصادر مطلعة، فإن ملعب العربي الزاولي يدخل في مخطط مجلس المدينة المقبل، من أجل إصلاح كل مرافقه، إلى جانب ملاعب أخرى بالدار البيضاء، في مقدمتها ملعب محمد الخامس، الذي يستقبل مباريات الرجاء والوداد الرياضيين.وأضاف المصدر ذاته، أن مجمل المبالغ المخصصة لهذه الملاعب، ومن بينها ملعب العربي الزاولي، تصل إلى 32 مليار سنتيم، إذ سيبدأ مكتب للدراسات عمله قريبا، لتشخيص وضعه قبل الشروع في الإصلاحات.ومن المنتظر أن تهم هذه الإصلاحات مرافقه ومدرجاته وعشبه، ثم محيطه الذي يجب أن يعاد فيه النظر، بعدما أصبح جزء منه مرتعا للصوص والمتعاطين للمخدرات والمتشردين. ومن شأن إصلاح ملعب العربي الزاولي، أن يمنح ديناميكية جديدة للفرق البيضاوية الأخرى، في مقدمتها الرجاء والوداد، اللذان يضطران إلى البحث عن ملعب بديل خارج الدار البيضاء في بعض الأحيان لإجراء مبارياتهما الرسمية، في حال أغلق ملعب محمد الخامس للإصلاحات أو لسبب آخر.إعداد: العقيد درغامفي سطوراسم الملعب: العربي الزاوليالفريق الممارس فيه: الاتحاد البيضاويطاقته الاستيعابية: 30 ألف متفرجسنة الافتتاح: 1990المنطقة: الحي المحمدينوعية العشب: طبيعي

العربي الزاولي … معلمة تحتضر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كوكو يقترب من آسفي

تضارب حول وضعية الصالحي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات