وضعية كارثية لتجهيزات ميناء أكادير

الحوض الجاف يشتغل بنصف إمكاناته التقنية والأرصفة بدون ״دفاعات״ واقية نبه مهنيون إلى الوضعية الكارثية التي أصبح يعيشها ميناء أكادير، مطالبين بتدخل الجهات الوصية من أجل إنقاذه من السكتة القلبية. وشدد حسن أرزاز، مجهز بقطاع الصيد بأعالي البحار، على أن العديد من تجهيزات الميناء أصبحت تدعو للقلق، مشيرا إلى أن «استمرار الوضع بهذا الشكل ينذر بوقوع كوارث». وأوضح أرزاز، في اتصال مع «الصباح»، أن «أرصفة الميناء لم تعد آمنة، بفعل تآكل واقياتها، ما يشكل خطرا كبيرا على البواخر التي تضطر إلى الرسو بها لمدة تفوق ثلاثة أشهر، خلال فترات الراحة البيولوجية». وتضطر بواخر الصيد في أعالي البحار، إلى العودة إلى الميناء أثناء الراحة البيولوجية، من أجل إجراء بعض الإصلاحات، غير أن وضعية ميناء أكادير تزيد متاعبها. ويوضح أرزاز أن المشكل يكمن في أن الأرصفة غير مجهزة بواقيات تخفف حدة الضربات التي تتعرض لها البواخر جراء ارتطامها بجدرانها، مشيرا إلى أن «هناك أماكن بالأرصفة غير مجهزة نهائيا بالدفاعات، وبعضها تلاشى كليا ولم تتم صيانته، وهذا يسبب أضرارا بالغة للبواخر قد تؤدي بها إلى الغرق». زد على ذلك أن «البواخر الراسية تكون محملة بالمحروقات، وما يعنيه ذلك من خطر على سلامتها». من جهة ثانية، يشتكي المجهزون من شدة الاكتظاظ بحوض الرسو بالميناء، ما يكبد الشركات خسائر مادية فادحة، بفعل الأضرار التي تلحق بوحدات الصيد أثناء احتكاكها في ما بينها. وأوضح أرزاز أن المهنيين راسلوا المسؤولين عن الوضعية الكارثية للميناء عن طريق الجمعية المهنية لأرباب المراكب في أعالي البحار بالمغرب، المعروفة اختصارا بـ «أبافام»، وغرفة الصيد البحري، وتلقوا وعودا، «لكن الأمور ما زالت على حالها، بل تفاقم الوضع ولم يعد يطاق». يذكر أن مسافة الأمان بين باخرة وأخرى، أثناء الرسو، يجب ألا تقل عن خمسة أمتار، والحال أن البواخر بميناء أكادير «تحتك في ما بينها وترتطم بجدران الأرصفة». وترسو بميناء المدينة أزيد من 220 باخرة للصيد بأعالي البحار، وهي عبارة عن مصانع عائمة صغيرة، تقدر قيمتها بالملايير. من جانب آخر، قال حسن أرزاز إن المشكل المؤرق الذي يعاني العديد من المجهزين بسببه، في صمت، هو الوضعية الكارثية لـ «الحوض الجاف» بالميناء، وهو مشروع أنشئ بهبة مالية يابانية، وظل تسييره يتراوح بين العديد من الجهات، إلا أنه الآن أصبح لا يشتغل إلا بـ 50 في المائة من إمكانياته التقنية، بسبب سوء التدبير وغياب الصيانة. وقال المتحدث ذاته إن مشكلة الحوض الجاف بميناء أكادير تكمن أساسا في الاكتظاظ، إذ أضحى لا يستطيع الاستجابة للطلبات الواردة عليه، ما يدفع المهنيين إلى الإبحار ببواخرهم نحو موانئ إسبانية، سواء في لاس بالماس، أو «فيغو»، من أجل إجراء الإصلاحات اللازمة، ما يضيع على خزينة الدولة أموالا طائلة. كما أن الحوض الجاف أصبح غير قادر على استقبال بواخر صيد بأعالي البحار من الحجم الكبير، ما يستدعي إعادة النظر في تجهيزاته لتصبح قادرة على الاستجابة لكل الطلبات، لأن الهبة المالية اليابانية كانت مخصصة لبناء «حوض جاف» من صنف «ألف طن»، إلا أنه لم يعد يستطيع استقبال بواخر يفوق وزنها 500 طن، لأن القائمين على تسييره كانوا لا يعيرون اهتماما للصيانة والترميم، ويفضلون سياسة «كم حاجة قضيناها بتركها». أضف إلى ذلك، أن طريقة الاشتغال داخل «الحوض الجاف» تثير العديد من التساؤلات، بسبب الفوضى السائدة، «فكيف يعقل أن يتم صبغ باخرة قرب أخرى تتم صيانتها باستعمال حبات الرمل (صابلاج)؟»، يتساءل أرزاز، مضيفا أن الخطير في الأمر، أن الوكالة الوطنية للموانئ ترغم أرباب المراكب على توقيع عقود إذعان، يلتزمون فيها بمسؤوليتهم عما يقع لبواخرهم داخل «الحوض الجاف». واقترح أرزاز التفكير في توسيع الحوض الجاف، أو خوصصته، وهو ما سيمكن، من استقطاب بواخر من بلدان أجنبية قريبة كموريتانيا وإسبانيا، بالنظر إلى أن اليد العاملة رخيصة مقارنة بالخارج. عبد الله نهاري

وضعية كارثية لتجهيزات ميناء أكادير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اضريس يسبق العماري لإطلاق "الترامواي2"

بنكيران يحاصر رجالات العثماني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات