الرجوع الكبير

أزيد من 7 ملايين تلميذ يعودون إلى مدارسهم وسط نقاش حول مصير الإصلاح التحق، أمس (الأربعاء)، حوالي خمسة ملايين تلميذ بفصولهم بسلك التعليم الابتدائي، وينضم إليهم، اليوم (الخميس)، أكثر من مليوني تلميذ بأسلاك التعليم الإعدادي والثانوي، ليقارب العدد الإجمالي للتلاميذ المسجلين برسم الموسم الدراسي الجديد 2015/ 2016، بمختلف مؤسسات التعليم المدرسي (العمومية والخصوصية)، أزيد عن سبعة ملايين تلميذ، مقارنة مع الموسم الماضي الذي وصل فيه العدد إلى ستة ملايين و791 ألف تلميذ.ومن المقرر أن يحافظ العدد الإجمالي للتلاميذ الملتحقين بالأسلاك الثلاثة على التطور نفسه المسجل خلال السنة الماضية والمحدد في حوالي 2.5 في المائة، وهي النسبة نفسها، تقريبا، المسجلة خلال السنوات الماضية، في حين سيناهز عدد التلاميذ الجدد المسجلين في السلك الابتدائي 650 ألف تلميذ. وشرعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، منتصف الموسم الماضي، في تهييء شروط الدخول الجديد، واتخاذ عدد من الإجراءات القبلية لتدبير جيد لهذا الإقبال المتزايد على التعليم بمختلف أسلاكه، وذلك من خلال ضمان توزيع أفضل للعرض البيداغوجي عبر إحداث عدد من المؤسسات التعليمية الجديدة، والحجرات الدراسية والداخليات، وضمان التكوين والتأطير البيداغوجيين للتلاميذ، بتوفير "جيش" من الأطر التربوية يصل إلى أكثر من 231 إطارا موزعين على التعليم الابتدائي ومتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية، ثم أساتذة التعليمين الثانوي الإعدادي التأهيلي.وخصصت الأطقم التعليمية والإدارية الحصة الأولى لأمس (الأربعاء) لإخبار التلاميذ بمختلف الجوانب المتعلقة بتنظيم الدراسة وأشكال التقويم والدعم التربويين ومواعد المراقبة المستمرة والامتحانات، كما برمجت حصصا لحث التلاميذ على ضرورة احترام النظام الداخلي للمؤسسات والمواظبة على الحضور والانخراط في أنشطة الحياة المدرسية والأندية التربوية.وينطلق الموسم الدراسي في سياق إشكالات بنيوية كبرى مازالت تعانيها منظومة التعليم والتربية والتكوين بالمغرب، رغم سيل الإصلاحات وبرامج التقويم والمخططات الاستعجالية التي لم تتفوق، إلى حد اليوم، في إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية وجعلها عماد التنمية، و"منطلقا للانفتاح والارتقاء الاجتماعي، وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق"، ما ذكر به جلالة الملك في خطاب العرش الأخير. وأعاد جلالة الملك الأسئلة نفسها التي ظل يلح عليها في خطابات سابقة: "هل التعليم الذي يتلقاه أبناؤنا اليوم، في المدارس العمومية، قادر على ضمان مستقبلهم؟ لماذا يتسابق العديد منهم لتسجيل أبنائهم بمؤسسات البعثات الأجنبية والمدارس الخاصة، رغم تكاليفها الباهظة؟ قبل أن يجيب "لأنهم يبحثون عن تعليم جيد ومنفتح يقوم على الحس النقدي، وتعلم اللغات، ويوفر لأبنائهم فرص الشغل والانخراط في الحياة العملية".ويطرح هذا النوع من الأسئلة تحديات على وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لإيجاد الوصفة السحرية للارتقاء بأدوار المدرسة المغربية، واختزال الطريق لتمكين التلاميذ من اكتساب المعارف والمهارات، وإتقان اللغات الوطنية والأجنبية، والتوجه بالتدريج إلى التكوين المهني المنفتح على الشعب الرابحة الضامنة لمناصب الشغل والمستقبل، وهو أعز ما تطلبه الأسر المغربية بعد سنوات من العناء في تعليم أبنائها.من جهة أخرى، ينطلق الموسم الدراسي الجديد على إيقاع الاحتجاجات والتصعيد النقابي ضد وزير التربية الوطنية الذي تتهمه نقابات قطاعية بالإجهاز على حقوق ومكتسبات الأسرة التعليمية، عبر إصدار مذكرة تنظم عملية الفائض والخصاص في المؤسسات التعليمية.وتتصاعد نبرة الاحتجاج ودعوات بمقاطعة الموسم الدراسي في عدد من المناطق في حال عدم سحب المذكرة التي دعت إلى تنظيم عملية للتباري على المناصب الممكن تغطيتها عن طريق التكليفات بالمناطق التي تعرف فائضا وخصاصا من مدرسي المادة والسلك نفسيهما، وتفتح في وجه جميع الأساتذة العاملين بالمنطقة نفسها بين تاريخ توقيع محضر الدخول، وتاريخ الانطلاق الفعلي للدراسة.يوسف الساكت

الرجوع الكبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجيش المغربي يستعد لحرب برية في اليمن

11 شتنبر... حين صار الإرهاب عملة دولية

مقالات ذات صلة