لأن الحج إلى بيت الله، ركن من أركان الإسلام، فإن العديدين، من المغاربة الذين لم تسعفهم المشاركة في قرعة الحج في تحقيق هذه الفريضة، أجبروا البحث عن سبل أخرى للتمكن من ذلك. البعض يبحث عن مقاعد من وكالات الأسفار بأوربا، بفضل وجود أقرباء مقيمين هناك، وآخرون كانوا دوما يبحثون عن وسيلة للاستفادة من تأشيرة المجاملة التي تمنحها سفارة السعودية، وهي التأشيرة التي ظلت لسنوات محط استياء وأقاويل، سيما أن تسليمها لبعض المستفيدين منها، فاحت منه روائح الرشاوى للحصول عليها، كما نشط سماسرة تخصصوا في التوسط بين الراغبين فيها من الذين لم يجدوا سبيلا لأداء الفريضة بعد عدم صعود أسمائهم في قرعات الحج التي تشرف عليها الأوقاف وتنظمها الداخلية، والأمر نفسه بالنسبة إلى وكالات أسفار تخصصت في الاستجابة لمثل هذا النوع من الطلبات، عبر شبكة ممتدة من السفارة إلى العمارة التي توجد فيها الوكالة.وعلمت "الصباح" أن تأشيرات المجاملة تم تقنينها بشكل دقيق خلال السنة الجارية، وحددت نسب الكوطا، وقطعت الطريق على المتربحين والمغتنين من ورائها، من شبكات الاتجار في التأشيرات، حيث وقف السفير شخصيا على توزيع تأشيرات المجاملة على الإدارات وفق شروط ومعايير محددة سلفا. وعزت مصادر "الصباح" التحول الذي عرفته مسطرة تسليم تأشيرات المجاملة، إلى الضجة التي خلقتها قبل سنتين، وفوح روائح الاتجار والسمسرة فيها، والتي بلغت ذروتها في فضيحة التأشيرات التي منحت لحجاج مغاربة وكانت تحمل توقيع سفارة موريتانيا.وهي التأشيرات التي كانت محل أبحاث من قبل السلطات السعودية، وأيضا محط تحريات من قبل السلطات الأمنية المغربية، التي منعت حجاجا من مغادرة أرض الوطن نحو السعودية رغم وجود تأشيرات في جواز سفرهم صادرة عن سفارة المملكة السعودية بموريتانيا.وفتحت حينها تحقيقات انتهت بتغييرات عرفتها كل من سفارة المغرب وموريتانيا، ما أدى إلى التضييق على السماسرة ومحاربة الاتجار في التأشيرات سالفة الذكر، بل ووضع نظام خاص لتسليمها وفق الأنظمة القانونية الداخلية للسفارة السعودية.م. ص