تأجيل محاكمة قاتل يهودي بفاس

أودع مستشفى الأمراض العقلية بعد أن ادعى أن له كرامات جعلته مضطهدا من قبل اليهود أجلت غرفة الجنايات الاستئنافية باستئنافية فاس، صباح الثلاثاء الماضي، ملف جريمة قتل مغربي يهودي قابض أكرية بحي الملاح، إلى 13 أكتوبر المقبل، للاطلاع على تقرير الخبرة الطبية المجراة من قبل طبيبة نفسية على المتهم، وهو بائع متجول عمره 40 سنة، للتأكد من نسبة وعيه وسلامته العقلية أثناء تنفيذ الجريمة قبل أكثر من 3 سنوات، بعدما هوى بمطرقة على رأس الضحية بسبب خلاف تافه، ما عجل بوفاته في الحين. وأرجئ البت في هذا الملف الجنائي الاستئنافي 15 مرة طيلة سنتين، بسبب تعذر الاستماع إلى المتهم ابن حي السباط بالمدينة القديمة، الذي ليست له أي سوابق قضائية، ما اضطر هيأة الحكم إلى إصدار قرار إجراء خبرة طبية نفسية عليه في 3 مرات لتحديد هل كان وقت ارتكاب الجريمة يتمتع بالإدراك والتمييز، إحداها عينت لها طبيبة نفسية في إطار المساعدة القضائية، والثانية عهدت إلى طبيب قبل استبداله بخبيرة.ولاحظ تقرير الخبرة وجود علاقة وطيدة بين اضطرابات المتهم العقلية الذهانية وجريمة القتل التي ارتكبها، لعدم قدرته على التمييز بين معطيات الواقع والطبيعة المرضية للأعراض والظواهر التي يعانيها، مؤكدة أن لديه غيابا للقدرة على التمييز، ما يجعل مسؤوليته عن تلك الأفعال المنسوبة إليه، منعدمة، بعدما لم توضح الخبرة السابقة بدقة هذه الأمور، مؤكدة أن مسؤوليته «شبه منعدمة». واستندت الخبيرة في إنجاز تقريرها إلى المقابلات النفسية التي أجرتها مع المتهم الذي بدا غير متناسق في عواطفه وأفكاره، بل عبر عن متناقضات فكرية وعاطفية، ما يؤكد إصابته بداء ذهاني النوع الفصامي، يصعب تحديد تاريخ ظهور أعراضه عليه، ملاحظة من خلال مقابلاته معه بالسجن، معاناته هذيانا مزمنا، وله معتقدات غريبة حول الغيبيات، بادعاء خروج روحه من جسده قبل عودتها إليه. ويدعي المتهم الذي لم يسبق له أن أودع في مستشفى للأمراض العقلية، أن له كرامات منحها له الله، بينها معرفته ما يفكر فيه الآخر، حسب ما أفصح به للخبيرة المكلفة بإنجاز الخبرة، معتقدا أنه بسبب هذه القدرات يتم اضطهاده من قبل اليهود، مدعيا اختطافه من قبل 12 شخصا يعتنقون الديانة اليهودية، زاعما أن له كتابات قيمة في علوم الاجتماع والاقتصاد، رغم أن مستواه الدراسي لا يتعدى الباكلوريا. وعرف عن المتهم العازب الذي عاش وسط أسرة فقيرة تتكون من 11 أخا وأختا بعدما توفي أبوه منذ عقد ونصف، انطواؤه منذ سن المراهقة وميله إلى العزلة إلى حدود 2007، إذ ظهرت عليه اضطرابات سلوكية غير معتادة، من قبيل النطق بأقوال غير منطقية والمكوث طويلا في المقابر والسفر لوحده دون وسيلة نقل، إضافة إلى تبنيه أفكارا دينية غريبة قبل أن يتفاقم الأمر قبل نحو سنة من ارتكابه الجريمة. وفي 2011 ادعى المتهم الذي أتم دراسته إلى حدود الباكلوريا قبل أن يستقر بائعا للألبسة بمحل تجاري استعمله أخوه الذي توفي بعد حادثة سير، (ادعى) أنه يبحث عن كنز عظيم، ما اضطره إلى حفر بعض الحيطان في منزله والتعبير عن معاداته لليهود، بعدما ادعى اختطافه من قبل بعضهم عن طريق السحر والشعوذة، فيما لم تستبعد المصادر احتمال توارث مثل هذا المرض بين عائلته، سيما بعد تورط أخيه في جريمة إحداث عاهة مستديمة. وآخذت غرفة الجنايات الابتدائية المتهم بـ20 سنة سجنا بتهمة القتل العمد، مع أدائه60 ألف درهم لكل واحد من «س. س» و»ر. س» ابني الضحية بنيامين سريرو (75 سنة) مسير أكرية بعض أملاك الطائفة اليهودية، المنتصبين طرفين مدنيين، بعدما أوقف من قبل عناصر الشرطة في فضاء قروي ضاحية فاس في طريقه إلى قرية «با محمد» للاختباء، بعدما لاذ بالفرار مباشرة بعد ارتكابه الجريمة يوم 26 مارس 2012.في ذاك اليوم وقع نزاع بسيط بين المتهم والضحية حول أداء سومة كراء محل مستغل في صنع الأسنان بدرب أزولاي، تطور إلى ملاسنات، قبل أن يتسلح الجاني بمطرقة ضربه بها على رأسه، ما تسبب في إصابته بجرح غائر عجل بوفاته عند محاولة نقله إلى المستشفى، قبل مواراة جثمانه بالمقبرة الإسرائيلية الواقعة يمين الحي، بحضور شخصيات يهودية في ظل حراسة أمنية مشددة، في وقت كان البحث جاريا عن المهتم قبل اعتقاله بطريق قرية «با محمد».حميد الأبيض (فاس)

تأجيل محاكمة قاتل يهودي بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجيش يفرج عن بطائق الجمهور

الرجاء يستعطف الجامعة بشأن جحوح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات