الحكومة في مهب رياح الجهات

رفاق مزوار يهددون بالخروج وملف التعديل الحكومي على مكتب بنكيران دخل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في سباق مع الزمن من أجل تطويق غضب صلاح الدين مزوار حليفه في الأغلبية الحكومية رئيس التجمع الوطني للأحرار، إذ كشفت مصادر حكومية عن اتصالات مكثفة تجريها قيادة «بيجيدي» في الكواليس بهدف الخروج من متاهة السباق المحتدم على رئاسة مجالس المدن الكبرى والجهات، التي بدأت ترجح كفة وقوع تعديل حكومي رابع إذا لم يتم الحسم في تقسيم المناصب الجهوية قبل نهاية الأسبوع الجاري.ويحاول بنكيران إقناع أعضاء حزبه بترضية مزوار من خلال رفع حصيلته من غنائم العموديات ورئاسة الجهات، ولو تعلق الأمر بدوائر حصل فيها «بيجيدى» على الرتبة الأولى، وذلك في إشارة إلى جهة الرباط الخميسات، التي ينتظر أن توكل رئاستها لأمينة بنخضرة، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ورئاسة المجلس الجماعي لتطوان التي يطالب مزوار بمنحها لرشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للتجمع ورئيس مجلس النواب.ولا ينتظر أن تكون التسويات المذكورة سهلة بالنسبة إلى عبد الإله بنكيران، على اعتبار أن قياديي العدالة والتنمية يرفضون الخضوع إلى ما وصفوه ابتزاز الحلفاء ويتشبثون برئاسة مجالس الجهات ومجالس المدن التي حل فيها الحزب أولا من حيث عدد المقاعد، داعين الأمين العام إلى تفعيل قرار الانفتاح على المعارضة ولو كلف ذلك تعديلا حكوميا جديدا، في إشارة إلى تلويح بعض التجمعيين بالخروج من الحكومة.ورغم الموقف السلبي لمزوار خلال الاجتماع الأخير لهيأة التحالف الحكومي، وانتقاداته الشديدة اللهجة الرافضة لتعامل بنكيران مع قيادات الأغلبية بمنطق رئيس الحكومة، فقد خفض التجمع الوطني للأحرار من سفق تهديداته بعد توصله بإشارات مفادها أن بنكيران لن يتردد في مراجعة التركيبة الحكومية وتوسيع دائرة الانفتاح على المعارضة في إشارة إلى إمكانية دخول وجوه محسوبة على الأصالة والمعاصرة، أو عودة الاستقلال.من جهته نفى مزوار تهمة الابتزاز، معبرا عن التزامه الكامل بقرارات هيأة رئاسة الأغلبية الهادفة إلى التحالف بين مكونات التحالف الحكومي وترجمته عمليا على الأرض، مشددا على أن احترام إرادة الناخبين مسألة مبدئية والتزاما أخلاقيا وانضباطا لقيم الديمقراطية.وحاول التجمعيون، أول أمس (الثلاثاء)، في بيان للحزب غارق في التعابير الدبلوماسية، تمرير عتاب معتدل لرئيس الحكومة، مسجلين أن المسؤوليات على رأس المدن التي حظيت بأغلبيات مطلقة واضحة، يجب أن تؤول لمن رسا عليه اختيار الناخبين، وأن المبدأ نفسه يجب أن يسري بشكل طبيعي على الجهات. وبخصوص الجهات التي لم ينل فيها أي طرف من أطراف الائتلاف أغلبية مطلقة، طالب «الأحرار» بأن تبقى مناصبها موضع ترتيبات توافقية داخل الائتلاف.ويبدو أن بنكيران يريد وضع حد لحرب البيانات بين «بيجيدي» و«التجمع»، الذي قرأ في بلاغ لهيأة التحالف إشارات ضده، من خلال فتح باب التحالفات خارج منطق الأغلبية، وإسقاط شرط التشاور المسبق بشأنه بين قادة الأحزاب الحكومية.ياسين قُطيب

الحكومة في مهب رياح الجهات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة أمنيين تستروا على بارونات

فضلت الجيش على أوربا

مقالات ذات صلة