“إيلان”…موقظ ضمير العالم

هزت صورة الطفل السوري الذي لفظه البحر على الشاطئ، العالم وأدمت قلوب الملايين. تلك الصورة الحزينة التي فاجأت الجميع، صورة الطفل النائم على بطنه فوق رمال البحر المتوسط. صور الطفل السوري «إيلان»، أحدثت ضجة عالمية وتصدرت الصفحات الأولى للصحف وعناوين النشرات الإخبارية في مختلف دول العالم. ترى من يكون الطفل «ايلان»؟ وإلى أي بلدة ينتمي؟ وما قصته؟ حتى أصبح رمزا من رموز العالم. الطفل السوري الغريق، الذي وجد في الثاني من شتنبر الحالي على أحد شواطئ تركيا، بعدما جرفته مياه البحر اسمه إيلان الكردي ويبلغ من العمر ثلاث سنوات، وهو من مدينة كوباني السورية. وجدت جثته على شاطئ في بلدة ساحلية في بودروم بتركيا، واتضح أن أسرته كانت تسعى للذهاب إلى كندا للعيش مع أقاربها الذين يقيمون هناك، حسب ما أوردته وسائل الإعلام العالمية. عندما ولد إيلان الكردي، كانت الحرب قد اشتعلت في بلاده منذ فترة، ليتوفى بعدها بـثلاث سنوات غريقا مع أخيه الأكبر، غالب، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، كما توفت أمهما ريحان في الوقت نفسه، بينما تمكن الأب عبد الله من النجاة. الطفلان إيلان الكردي وأخوه الأكبر غالب وأمهما ريحان، كانوا ضمن 12 مهاجرا سوريا غرقوا في الثاني من شتنبر الجاري، عندما غرق زورقان بعد مغادرة جنوب غرب تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية، كما ذكرت وكالة الأنباء التركية. صورة جسد إيلان الملقى كالسمكة الصغيرة على سواحل تركيا، هزت ضمير العالم أجمع، ودفعت زعماء الاتحاد الأوربي إلى التفكير في إعادة النظر في سياستهم المتبعة إزاء المهاجرين من الشرق الأوسط، سيما السوريين. وحركت قبلها مشاعر رواد العالم الافتراضي «فيسبوك» و»تويتر»، تلك الصورة التي من شدة حرقتها حركت مشاعر العالم، وخلقت نقاشا واسعا بين متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ هناك من كتب « البحر كان رحيما بإيلان، قذف به إلى الساحل، وهو بكامل ملابسه، قميصه الأحمر وسرواله الأزرق القصير، حتى حذاؤه الصغير مازال في قدميه الصغيرتين، كما ألبسته له أمه، البحر كان رحيما بهذا الملاك من غطرسة العالم وأنانية زعمائه». كما كتب أيضا الفنان السوري دريد لحام، «الطفل السوري الذي لفظه البحر والذي ماتت معه إنسانيتنا، قبل أن يهاجر إلى السماء بعد أن أوصدت الأبواب فاختار البحر للسفر واللجوء». هكذا أصبح « إيلان» رمزا لدعوة الانسانية إلى التضامن وإلغاء الحود الوهمية التي تفصل بين مواطني العالم، كما أصبحت صورته رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي للتحرك، ولمساعدة السوريين اللاجئين منهم والمهاجرين الذين يسعون لدخول الدول الأوربية بطرق غير شرعية. محمد بها (صحافي متدرب)

“إيلان”…موقظ ضمير العالم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اللاجئون السوريون... سبة في حق الإنسانية

العرب... غلق الأفواه والحدود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات